أكّد غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنّه في حال اقرت قيادة حماس اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في غزة لوحدها، فإن هذا الاجراء سيكون المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية. وذكر في حديث لايلاف ان منظمة التحرير تسعى بكل جهد ممكن لإنهاء الانقسام، خاصة أن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة هي المستفيدة الرئيسة من الانقسام، مشيرًا الى ان وجود لغتين على الساحة الفلسطينية فتح المجال أمام بنيامين نتنياهو بأن يفعل ما يشاء ويستفرد بالشعب الفلسطيني ومقدساته.
رام الله: قال غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن المسؤول عن حالة الانقسام الفلسطينية هو الذي سيتعرض لمساءلة التاريخ والشعب الفلسطيني، معربًا عن اعتقاده بأن المسؤول الاساسي عن الانقسام هي قيادة حركة حماس، موضحًا أنّ لا مبرر أمامها لرفض المرسوم الرئاسي بإجراء الانتخابات الفلسطينية في 24/1/2010.
وقال الشكعة في حوار مع quot;إيلافquot; إن المرسوم الرئاسي الذي أصدره الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان في صلب القانون الأساسي، موضحًا بأن الرئيس لو تأخر يومًا واحدًا عن اصدار هذا المرسوم لحصل فراغ دستوري خطير، واضاف بان المرسوم لم يتحدث عن انتخابات بالضفة الغربية فقط وانما ايضًا في قطاع غزة والقدس الشرقية، وهذا مؤشر واضح على اهتمام القيادة الفلسطينية بوحدة الفلسطينيين وليس كما تدعي حماس بأنه سبب بزيادة الانقسام بين الضفة والقطاع.
حماس تقول إنها واثقة من قوتها فلماذا تخشى الانتخابات؟!
وأكد بأن المسؤول عن حالة الانقسام الخطيرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني هي حركة حماس وبالتالي هي المسؤولة عن اية نتائج قد تحصل، وأشار إلى أن حماس تقول دائما إنها إذا دخلت الانتخابات فإنها ستحصل على أكثر مما حصلت عليه في الانتخابات السابقة، مؤكدًا في الوقت ذاته بأنه لا يوجد اي فلسطيني ينكر حصة حماس في الشارع.
واضاف متسائلاً: quot;ما دامت حماس على قناعة بقوتها في الشارع فلماذا تخشى اجراء الانتخاباتquot;؟. وأعرب عن اعتقاده بأن حماس حين ترفض الانتخابات فإنها في حقيقة الأمر تخرج نفسها من الشرعية الوطنية والدولية في آن واحد وتعلن تنكرها للديمقراطية التي أتت بها الى سدة الحكم والى المجلس التشريعي. كما أكد بأن قيادة حماس اذا ما قررت إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في غزة لوحدها فإن هذا الاجراء سيكون المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية.
وقال إنه على قناعة بأن منظمة التحرير تسعى بكل جهد ممكن لإنهاء الانقسام، خاصة وأنها تعلم بأن الحكومات الاسرائيلية هي المستفيد الرئيسي من هذا الانقسام، وقال الشكعة بأنه ايضا على قناعة بأن quot;اسرائيلquot; لا تريد حماس ولا تريد فتح، ولا تريد محمود عباس ولا تريد خالد مشعل.
اذا توفرت النوايا الصادقة .. سينتهي الانقسام
وحسب وجهة نظر غسان الشكعة، فإن الأمر متعلق بصدق النوايا خاصة من طرف حماس، وقال انه اذا حصل اجماع وطني فمن الممكن أن يتم إجراء الانتخابات بكل سلاسة وهدوء، موضحا بأن اية مشكلة فنية في هذه الانتخابات يمكن حلها من خلال لجنة الانتخابات المكلفة، لكن المهم هو quot;صدق النواياquot; عند الجميع وخاصة عند قيادة حماس.
واعرب عن اعتقاده بأن أحد أسباب الانقسام الفلسطيني هو ان الفلسطينيين لم يتفقوا لا على سلطة ولا على قيادة واحدة ولا على قانون أو منظمة، فغالبيتهم يعتبرون أنفسهم قادة بكل أسف.
وعاد الشكعة في سياق حديثه الى الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت عام 1987 وقال إن الفلسطينيين في حينه قاوموا الجيش الاسرائيلي بـquot;الحجرquot; ولم يستعلموا الاسلحة النارية والقنابل بشكل عام، وكانت النتيجة بأنهم استفادوا من الرأي العام العالمي، لكن حين استخدم الفلسطينيون القوة المسلحة في انتفاضة 2000 قامت الدنيا ولم تقعد عليهم وخسروا الرأي العام الدولي، خاصة في ظل التقلبات السياسية الخطيرة الموجودة على الساحة الدولية، موضحا بأنه والحالة هذه فيجب على الفلسطينيين أخذ الدروس والعبر من كل ما حصل سواء في الانتفاضة الاولى أو الثانية.
كما أعرب عن اعتقاده بأن وجود لغتين على الساحة الفلسطينية فتح المجال أمام رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يفعل ما يشاء ويستفرد بالشعب الفلسطيني ومقدساته، وأن يقول لأي مسؤول دولي وخاصة الاميركيين إنه لا يوجد شريك فلسطيني يتحدث اليه. وقال ليس هذا فحسب، بل ان العالم تخلى عن الفلسطينيين لذات السبب.
القدس .. لها الله
وفي ما يتعلق بالاعتداءات الاسرائيلية المتصاعدة بحق القدس والمسجد الاقصى، قال الشكعة إن سبب هذه الاعتداءات يعود لحالة الانقسام الفلسطينية التي أعطت الفرصة للاسرائيليين بالاستفراد بالقدس، وفي ذات الوقت نجد الاعلام الفلسطيني في معظمه ليس له حديث سوى عن حالة الانقسام، واضاف ان بعض وسائل الاعلام لا تنشر الا كل ما يسيء الى فتح والسلطة والبعض الآخر لا ينشر الا كل ما يسيء الى حماس وأجهزتها المختلفة، فيما القضايا الاساسية لا يوجد من يكتب عنها أو يتابعها الا القليل.
وحول ما يمكن أن تقوم به قيادة منظمة التحرير إزاء ما يجري في القدس، قال إن اللجنة التنفيذية تسعى لتشكيل مرجعية لمتابعة ملف القدس، على أن يعمل الجميع ضمن هذه اللجنة، وقال: quot;بصراحة يجب أن نصل الى مرحلة نفرض فيها الاحراج على العرب والمسلمين في ملف القدس من خلال العمل الفلسطيني الملموس والجاد لهذه القضية التي من المفروض أنها قضية كل عربي وكل مسلمquot;.
الحوار بين حماس ومصر لم يغلق
وحسب وجهة نظر الشكعة فإن باب الحوار بين قيادة حماس والحكومة المصرية في ظل المتغيرات السياسية الأخيرة لم يغلق أبدا، وقال إن مصر دولة عربية كبرى ولا يمكن لأحد أن يستغني عنها، واضاف أنه حتى لو تحدثنا من زاوية المصالح، فإن مصر لها مصالحها في غزة خاصة من جهة الحدود مع رفح ومصر تعتبر قطاع غزة خاصرتها الاساسية وهي معنية بالهدوء في هذه المنطقة وهذا من حقها الطبيعي.
التعليقات