الوجهاء الأعيان فوضوا الأمير باتخاذ القرارات اللازمة
أمير الكويت يشعر بالاستياء من طريقة الحواربين المرشحين والمسؤولين

القبض على أبورميه بتهمه التعدي على صلاحيات الأمير

عامر الحنتولي من الكويت:
خلافا لغبار الطبيعة الذي يحجب منذ الصباح الأجواء الكويتية بالكامل، بدأ الغبار السياسي الذي يملأ المشهد السياسي الكويتي بالإنقشاع تدريجيا في وقت انهمرت فيه وفود شعبية هائلة الى بيت الحكم الكويتي للقاء أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في مقر عمله في قصر بيان لتفويضه باتخاذ ما يلزم من قرارات وتوجهات تحفظ ماضي الكويت وتحصن مستقبله السياسي، وتقتلع الممارسات السياسية الشاذة من جذورها، وعمل كل ما من شأنه ابقاء الإستقرار السياسي والأمني السمة الأبرز للمرحلة المقبلة، وذلك قبيل ساعات من فتح وزارة الداخلية الكويتية باب التسجيل لأسماء المرشحين الراغبين في خوض غمار الإنتخابات البرلمانية المقبلة التي ستجري في السادس عشر من شهر مايو أيار المقبل، حيث سجل أكثر من مائة مرشح أسماءهم في اليوم الأول منهم خمس نساء، فيما استمر حجز النقابي الكويتي خالد الطاحوس الذي اتهمته النيابة العامة بالتجاوز على هيبة الدولة والسعي لقلب نظام الحكم.

ووفقا لما رشح لدى quot;إيلافquot; حتى الآن من مصادر كويتية عليا فإن الأمير الكويتي الموسوم بلقب الحكيم داخليا وخارجيا منذ عقود طوال أبلغ الوفود الشعبية التي ضمت وجهاء وأعيان ورجال أعمال أن الديمقراطية ستظل نهجه مهما حدث وأن الديمقراطية هي الخيار الذي ارتضته الكويت حكاما وأسرة حكم وجميع الكويتيين، إلا أن الأمير الكويتي أبلغ الوفود التي ازدحمت في قاعات قصر بيان أنه آسف جدا ومستاء الى أبعد حد من طريقة الحوار الدائرة بين المرشحين والمسؤولين في الدولة، واقحام أسرة الحكم في كل صغيرة وكبيرة في السباق الإنتخابي، وتعريض هيبة الدولة للخطر في كل المناسبات والإستقواء عليها بإسم الديمقراطية.

وبحسب معلومات خاصة بquot;إيلافquot; فإن العشرات من اللذين التقاهم الأمير الكويتي أبلغوا الأمير أنهم يحملون الإستياء ذاته من الأجواء السياسية، وأنهم يقتربون من التشاؤم الكامل من مستقبل العملية الديمقراطية، لولا ايمانهم العميق بحكمة وسداد رأي أميرهم الذي خبرته ميادين أغلب الأزمات العالمية على مدى العقود الماضية حكيما وحلال عقد، وهو الكلام الذي ترافق مع تأثر بالغ ظهر على محيا الأمير الكويتي الذي دعا مواطنيه الشهر الماضي بحسن الإختيار ومساعدته في اخراج البلاد من جو التأزيم والأزمات، إذ أعلن وقتذاك حل مجلس الأمة حلا دستوريا، خلافا لأنباء عديدة كانت سرت وقتذاك حول عزم الأمير الكويتي تعليق العمل ببعض مواد الدستور الكويتي، ووقف الحياة البرلمانية لمدة معينة لترتيب البيت الكويتي.
وفي ختام اللقاء مع الأمير الكويتي فقد أبلغهم الشيخ صباح أن أبواب قصره ستكون مفتوحة لهم كل يوم أربعاء للإستمرار في تبادل الملاحظات والأفكار لإخراج الكويت من وضعها الراهن، إلا أن اللافت أن وسائل الإعلام الكويتية لم تأت على تفاصيل ما دار في الإجتماعات الشعبية مع الأمير، أو المقدمات التي قادت الى اندفاع الوفود الشعبية الى مقر الأمير.
يشار الى أن الهجوم على أعضاء في الأسرة الكويتية الحاكمة قد بلغ مداه على مدى الأيام الماضية خلال ندوات ومقابلات اعلامية ومقالات، الأمر الذي دفع محامية كويتية تنتمي الى أسرة الصباح وهي فوزية الصباح تحريك دعوى قضائية ضد نواب سابقين في البرلمان الكويتي، بحجة تطاولهم على الأسرة الحاكمة بلا أي أسانيد قانونية من أي نوع، وهي الدعاوى التي ترافقت مع تصريح لافت للشيخة فريحة الأحمد الصباح أخت الأمير الكويتي التي تساءلت بمرارة عن الدوافع وراء الحملة الشرسة ضد أسرة الحكم متسائلة quot; ماذا فعلنا لهم؟!quot;.