كتب رفيق خوري في " الأنوار " اللبنانية فقال : لبنان يشارك هذه السنة في المؤتمر الاوروبي ـ المتوسطي بعدما قاطع مع سوريا المؤتمر الماضي. لكن المنطق اللبناني والسوري لم يتبدل في الحالين. فالمقاطعة كانت في باب التمسك بالثوابت. والمشاركة جاءت من اجل الدفاع عن الثوابت في مواجهة المتغيرات التي نقلت العالم من عصر الى عصر بعد 11 ايلول. وليس هناك في الواقع من توقف عن الرهان على (المشاركة الاوروبية ـ المتوسطية) التي بدأت قبل اعوام بما سمي (مسيرة برشلونة). لا دول الاتحاد الاوروبي الـ15، ولا الدول العربية وغير العربية الـ12 على الشاطئ الآخر من المتوسط. فما ضعفت احتمالاته هو نجاح الرهان، وان لم تتوقف المسيرة عبر المؤتمرات التي وصلت حالياً الى محطة بروكسيل. وما قويت الحاجة اليه مع التطورات هو الدور الاوروبي الضاغط على اسرائيل والمؤهل لمشاركة اميركا و(عقلنة) دورها.
ذلك ان مسيرة برشلونة بدأت في مناخ وصارت في آخر. فهي بدأت في مناخ التفاوض على تسوية شاملة للصراع العربي ـ الاسرائيلي، والبحث عن دور اوروبي تفرضه حسابات القرب الجغرافي والعلاقات التاريخية. وهي كانت ولا تزال تنطلق من اهتمامات اوروبية بالأمن والتعاون الاقتصادي على جانبي المتوسط في بيئة سياسية ملائمة. وبين الدول العربية من رأى في (المتوسطية) البديل من (الشرق أوسطية) التي تحمل طابع الهيمنة الأميركية والاسرائيلية. لكن المسيرة اصطدمت بالحواجز الاسرائيلية والانحياز الاميركي للدولة العبرية مهما يكن حاكمها، كما تأثرت بالعجز الاوروبي عن فتح الطريق السياسي الى التعاون الاقتصادي والامني. ومن الصعب ان تعيش الشراكة الاوروبية ـ المتوسطية حين تموت عملية السلام.
وليس في بروكسيل الآن سوى تحديات جديدة تضاف الى المأزق القديم في الحوار. فالعقدة في تسوية الصراع العربي ـ الاسرائيلي لا تزال في واشنطن وتل ابيب. والحرب على الارهاب بعد تفجيرات واشنطن ونيويورك لا تزال حرباً اميركية، وان ضم التحالف الدولي اوروبا وروسيا وعدداً من الدول العربية والاسلامية، واذا كانت الحرب على الارهاب تفرض نفسها كأولوية على جدول الاعمال، فان الدول العربية المتحمسة لمكافحة الارهاب تحرص على ثلاث نقاط. الاولى هي التمييز بين الارهاب والمقاومة. والثانية هي شمول مفهوم الارهاب ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل ثم وضع حد له على الطريق الى التسوية الشاملة بازالة الاحتلال. والثالثة هي وقف الحملة التي يحاول اصحابها ربط الارهاب بالعرب والمسلمين.
ولا أحد يتوقع التوصل في مؤتمر بروكسيل الى تعريف محدد للارهاب، وسط اندفاع اوروبا بعد اميركا الى المطالبة بوقف اعمال المقاومة تحت شعار ان زمن الوصول الى اهداف سياسية بالعنف ولّى. ولا بالطبع ان تضع اوروبا حرب شارون واحتلاله في باب ارهاب الدولة، وان كان الكلام كبيرا على جهود تبذل لصياغة مشروع اميركي يحدد اسس التسوية وآلية العمل لتحقيقها. اما الفصل بين الارهاب وبين العربي والمسلمين، فانه شعار تتبناه اميركا واوروبا في الهواء وعلى الورق، وان كان الواقع على الارض مختلفا، وكان في العالم العربي والاسلامي من يريد، مثل اوساط اميركية واوروبية وصهيونية، الاصرار على الربط والايحاء بأن الحرب دينية.
والمسألة في النهاية ليست مجرد حوار ديبلوماسي يتغلب فيه المنطق بمقدار ما هي موازين قوى ومصالح واوراق تفاوضية. والعرب ليسوا بلا قوة ولا اوراق مع اوروبا وقبلها مع اميركا.
ذلك ان مسيرة برشلونة بدأت في مناخ وصارت في آخر. فهي بدأت في مناخ التفاوض على تسوية شاملة للصراع العربي ـ الاسرائيلي، والبحث عن دور اوروبي تفرضه حسابات القرب الجغرافي والعلاقات التاريخية. وهي كانت ولا تزال تنطلق من اهتمامات اوروبية بالأمن والتعاون الاقتصادي على جانبي المتوسط في بيئة سياسية ملائمة. وبين الدول العربية من رأى في (المتوسطية) البديل من (الشرق أوسطية) التي تحمل طابع الهيمنة الأميركية والاسرائيلية. لكن المسيرة اصطدمت بالحواجز الاسرائيلية والانحياز الاميركي للدولة العبرية مهما يكن حاكمها، كما تأثرت بالعجز الاوروبي عن فتح الطريق السياسي الى التعاون الاقتصادي والامني. ومن الصعب ان تعيش الشراكة الاوروبية ـ المتوسطية حين تموت عملية السلام.
وليس في بروكسيل الآن سوى تحديات جديدة تضاف الى المأزق القديم في الحوار. فالعقدة في تسوية الصراع العربي ـ الاسرائيلي لا تزال في واشنطن وتل ابيب. والحرب على الارهاب بعد تفجيرات واشنطن ونيويورك لا تزال حرباً اميركية، وان ضم التحالف الدولي اوروبا وروسيا وعدداً من الدول العربية والاسلامية، واذا كانت الحرب على الارهاب تفرض نفسها كأولوية على جدول الاعمال، فان الدول العربية المتحمسة لمكافحة الارهاب تحرص على ثلاث نقاط. الاولى هي التمييز بين الارهاب والمقاومة. والثانية هي شمول مفهوم الارهاب ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل ثم وضع حد له على الطريق الى التسوية الشاملة بازالة الاحتلال. والثالثة هي وقف الحملة التي يحاول اصحابها ربط الارهاب بالعرب والمسلمين.
ولا أحد يتوقع التوصل في مؤتمر بروكسيل الى تعريف محدد للارهاب، وسط اندفاع اوروبا بعد اميركا الى المطالبة بوقف اعمال المقاومة تحت شعار ان زمن الوصول الى اهداف سياسية بالعنف ولّى. ولا بالطبع ان تضع اوروبا حرب شارون واحتلاله في باب ارهاب الدولة، وان كان الكلام كبيرا على جهود تبذل لصياغة مشروع اميركي يحدد اسس التسوية وآلية العمل لتحقيقها. اما الفصل بين الارهاب وبين العربي والمسلمين، فانه شعار تتبناه اميركا واوروبا في الهواء وعلى الورق، وان كان الواقع على الارض مختلفا، وكان في العالم العربي والاسلامي من يريد، مثل اوساط اميركية واوروبية وصهيونية، الاصرار على الربط والايحاء بأن الحرب دينية.
والمسألة في النهاية ليست مجرد حوار ديبلوماسي يتغلب فيه المنطق بمقدار ما هي موازين قوى ومصالح واوراق تفاوضية. والعرب ليسوا بلا قوة ولا اوراق مع اوروبا وقبلها مع اميركا.
التعليقات