&
لندن ـ نصر المجالي: مع احتفال دولة الامارات العربية المتحدة بالذكرى الثلاثين لقيام الاتحاد بين امارات الساحل العربي المتصالح سابقا، وهي امارات سبع، ومع تجديد البيعة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للمرة السابعة رئيسا للاتحاد، فان هنالك رابحون وخاسرون.
ومع كل احتفالية بتأسيس الاتحاد تجري تغييرات طفيفة على التشكيلة الحكومية لأسباب عديدة تقتضيها مصلحة الوراثة او مصلحة بقاء الاتحاد قائما في شخصيات تندبها الامارات السبع ممثلة لها في السلطة التنفيذية للاتحاد.
المعلومات المتوفرة عند "ايلاف" تقول بان وزير الخارجية المخضرم راشد عبد الله النعيمي سيعين مستشارا سياسيا لرئيس الدولة، وان الشيخ حمدان بن زايد سيتولى هذا الموقع المهم في القرار الخارجي لدولة الامارات.
والنعيمي هو ثاني وزير خارجية اصيل في دولة الامارات منذ قيام الاتحاد، وهو خلف في المنصب منذ اوائل الثمانينات الوزير الدبلوماسي العتيق احمد خليفة السويدي الذي كان ولا يزال من اهم المستشارين للشيخ زايد.
وعمل النعيمي في ظل السويدي وزيرا للدولة للشؤون الخارجية لسنوات طويلة خبر فيها العمل الديبلوماسي الرفيع، وقام بجهود دبلوماسية في السنوات العشرين الماضية ستظل تحتسب في تاريخه المهني والسياسي.
وراشد عبد الله النعيمي ليس دبلوماسيا فحسب، بل انه عكف في السنوات الاربع الأخيرة على تدوين التاريخ السياسي لدولة الامارات في عهد الشيخ زايد، وهو تاريخ مثير للجدل في بلد صحراوي غني بالنفط ومؤلف من امارات لها احيانا مواقف متعارضة جدا ومتقاربة سواء بسواء.
وسيتولى منصب عمادة الدبلوماسية حسب معلومات "ايلاف" الشيخ حمدان بن زايد، الذي هو الآخر ظل سنوات طويلة منذ اواسط الثمانينات يقوم بمهمة وزير الدولة للخارجية في كنف راشد عبدالله.
ومثل الشيخ حمدان دولة الامارات العربية المتحدة في منتديات ومؤتمرات دولية كثيرة وكان تعليق المراقبين انه "كان يقدم اداء رفيعا في الحوار وطرح القضايا الساخنة والوصول الى حلول لها".
وينضم راشد عبد الله اذا ما تم التعديل الوزاري الاماراتي قريبا الى سلفه احمد خليفة السويدي في اطار جماعة المستشارين الذين يألف الشيخ زايد ومثله اعضاء المجلس الاعلى الحاكم الحديث اليهم ثم الاستماع الى استشاراتهم في قضايا تمس الشؤون الخارجية.
يذكر ان دستور الامارات ينص على ان رئاسة الدولة من نصيب امارة ابوظبي حيث الشيخ زايد، وان رئاسة الحكومة ونيابة رئيس الدولة من حق امارة دبي حيث حاكمها الشيخ مكتوم بن راشد المكتوم يقوم بالمهمة منذ 1991 ، وهو التاريخ الذي توفي فيه والده الذي يعتبر احد مهندسي قسام دولة الامارات العربية المتحدة.
وتتولى امارة دبي فضلا عن ذلك حقائب وزارية ذات سيادة مثل وزارة الدفاع التي يتولاها الشيخ محمد بن راشد المكتوم الى جانب ولاية عهد دبي، ثم وزارة المالية التي يتولاها الشيخ حمدان بن راشد المكتوم نائب حاكم دبي.
وفي التعديل الوزاري الجديد يحتمل ان يعين الشيخ زايد نجله الشيخ سيف وزيرا للداخلية خلفا للاكاديمي والعسكري محمد سعيد البادي الذي ظل وزيرا لسنوات طويلة وخلالها حاز على شهادات علمية ابعدته عن كونه جنرالا سابقا في الجيش وقربته من السياسة اكثر.
وعمل البادي قبل ذلك رئيسا لهيئة اركان الجيش الاماراتي قبل ان يترك الموقع للشيخ الفريق الطيار محمد بن زايد آل نهيان.
وتحتفظ امارة دبي بمنصب وزير الدفاع، فيما تحتفظ ابوظبي حسب الاعراف الاتحادية بمنصب القائد الاعلى ونائبه الذي يقوم به ولي عهد ابوظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان النجل الأكبر لرئيس الامارات، كما تحتفظ بمنصب رئيس هئية اركان الجيش الذي يقوم به الآن الشيخ الطيار محمد بن زايد.
وتتوزع الامارات السبع وهي ابوظبي ودبي والشارقة وعجمان وام القوين وراس الخيمة والفجيرة المناصب الوزارية الاتحادية كل حسب اهميتها الاقتصادية وانتاجها النفطي بالدرجة الاولى، كما ان هذه الامارات ممثلة في نفس المعايير في المجلس الوطني الاتحادي الذي يمثل السلطة التشريعية في البلاد.
والى ذلك، فان كل امارة في الاتحاد تحتفظ بمجلسها الوزاري الذي يطلق عليه اسم المجلس التنفيذي، وكذلك مجلسها التشريعي الذي يطلق عليه اسم المجلس الاستشاري، اضافة الى احتفاظ كل واحدة منها بقوات الشرطة المحلية الخاصة بها وقوانينها المحلية التي لا ترقى الى التشريع الاتحادي.