&اسلام اباد - رحبت باكستان علنا بالاتفاق بين القبائل الافغانية في بون حول المستقبل السياسي لافغانستان، لكن بعض المسؤولين يتخوفون في مجالسهم الخاصة من نتائج تسليم قادة من تحالف الشمال ثلاثة مناصب اساسية.&وجاء في بيان صدر في ختام اجتماع لمجلس الوزراء ان "الرئيس (الباكستاني برويز مشرف) اعلن انه يتمنى النجاح التام للحكومة الموقتة الجديدة التي يرأسها حميد قرضاي ويؤكد انها ستحصل على دعم باكستان التام وتعاونها".
&وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية عزيز احمد خان قال "نرحب بهذه المبادرة ونأمل في ان يصبح احلال سلام دائم امرا ممكنا الان في افغانستان".&وينص اتفاق بون على اقامة ادارة انتقالية في 22 كانون الاول/ديسمبر في كابول لفترة ستة اشهر برئاسة الزعيم الباشتوني الموالي للملك، حميد قرضاي الذي يعتبر قريبا من الولايات المتحدة.
&واعتبر المحلل مشاهد حسين ان "باكستان يمكن ان تكون مسرورة بتعيين صديقها القديم حميد قرضاي رئيسا للادارة الموقتة". واضاف ان "اسلام اباد ستجد سهولة في التعامل مع قرضاي لانه يعتبر قادرا على حماية مصالح باكستان في افغانستان".&واعلن الجنرال مشرف ان باكستان وايران ستتعاونان بشكل وثيق مع برنامج الامم المتحدة للتنمية لتسهيل اعادة اعمار باكستان.&واضاف ان باكستان ترحب بأي اتفاق تدعمه جميع الفصائل الافغانية وستقدم كامل الدعم والتعاون الممكنين للحكومة الانتقالية على صعيد اعادة الاعمار.
&وتعول باكستان على اعادة اعمار افغانستان الذي سيمكنها من انعاش اقتصادها، وعلى عودة مليونين الى ثلاثة ملايين لاجىء افغاني على الاراضي الباكستانية.&واعلنت الحكومة اليوم الاربعاء انها قررت نقل اللاجئين الافغان الذين يعيشون في مدن باكستانية الى معسكرات للاجئين "تمهيدا لعودتهم الى بلادهم فور تشكيل الحكومة الانتقالية واستقرار الوضع في افغانستان"، كما جاء في البيان نفسه.
&وكانت اسلام اباد ساعدت حركة طالبان المؤلفة من اكثرية باشتونية على تسلم السلطة في 1996 بمباركة ضمنية من الولايات المتحدة. وبعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة، انقلبت اسلام اباد على الميليشيا الافغانية المتطرفة، بضغط من واشنطن ودعمت عمليات القصف الاميركي في افغانستان.
&وقد فوجئت الحكومة الباكستانية بدخول تحالف الشمال كابول في 13 تشرين الثاني/نوفمبر واستعادة هذا التحالف المؤلف من الاقليات (الطاجيك والهزارة والاوزبك) القسم الاكبر من الاراضي الافغانية، وهي لا تقيم معه علاقات ودية.&وتتخوف باكستان من خسارة نفوذها الاقليمي وخصوصا لحساب الهند وايران اللتين دعمتا تحالف الشمال، وهي تسعى منذ سقوط كابول الى التقرب من طهران وتحالف الاقليات الافغانية.
&وتطالب اسلام اباد خصوصا بتشكيل حكومة تفسح مجالا واسعا للباشتون الموجودين في افغانستان وباكستان.&لكن اتفاق بون ينص على ان يحتفظ ثلاثة من متشددي تحالف الشمال بالوزارات الثلاث الاساسية خلال الفترة الانتقالية، وهم عبد الله عبد الله للخارجية ويونس قانوني للداخلية ومحمد قاسم فهيم للدفاع.
&وقال مسؤول حكومي ان "تسليم تحالف الشمال ثلاث وزارات اساسية وعدم حصول مجموعة بيشاور المدعومة من باكستان الا على وزارات غير اساسية امر يقلق باكستان".
&وتخشى باكستان ان تجد نفسها مع دولة معادية من جهة الغرب علما ان الهند هي جارتها المعادية من جهة الشرق.&واوضح هذا المسؤول "سننتظر لنرى كيف ستتطور الامور. ونأمل في ان تكون الحكومة الجديدة قادرة على نسيان الماضي".