الجزائر- دارت مواجهات الخميس في تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة الجزائرية) بين الشرطة والمشاركين في تظاهرة ضد اللقاء المتوقع اليوم بين انصار الحوار في تنسيقية العروش (القبائل) والحكومة، وفق ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وحاول الاف المتظاهرين ومعظمهم من الشبان الاعتصام امام مركز الشرطة في عاصمة منطقة القبائل الكبرى تلبية لنداء تنسيقية العروش المعارضة للحوار، غير ان الشرطة فرقتهم مستخدمة قنابل مسيلة للدموع.
&ورد المتظاهرون الشبان بالحجارة وهم يرددون "لا للحوار". ورأى مسؤول في العروش هو بلعيد ابركان في تصريح& ان الاشخاص الذين سيلتقون رئيس الوزراء علي بن فليس مساء الخميس في العاصمة الجزائرية "لم يوكلهم الشعب للتفاوض في دماء شهدائنا". وقال "اننا نخشى التعرض لقمع دام. كنا نود تنظيم اعتصام سلمي، لكن رجال الشرطة قاموا باعمال استفزازية فالقوا علينا قنابل من داخل المركز قبل ان يخرجوا لمواجهة المتظاهرين".
وتدور مواجهات متقطعة بين المتظاهرين ورجال الشرطة في منطقة القبائل منذ انتهاء الاضطرابات الدامية التي اسفرت عن ستين قتيلا واكثر من الفي جريح بين نيسان/ابريل وحزيران/يونيو. واندلعت الاضطرابات بعد مقتل طالب في 18 نيسان/ابريل في مركز الشرطة في بني دوالا قرب تيزي وزو.
وتنظم الاعتصامات في جميع انحاء منطقة القبائل احتجاجا على اللقاء المقرر مساء الخميس في العاصمة الجزائرية بين انصار الحوار في العروش وبن فليس. وسيبحث انصار الحوار مع رئيس الوزراء الجزائري سبل تطبيق "برنامج القصر" الذي تم تبنيه في 11 حزيران/يونيو 2001 في هذه البلدة الصغيرة في منطقة القبائل الصغرى (260 كلم شرق الجزائر). ويتضمن البرنامج 15 نقطة يعتبرها المتشددون في تنسيقية العروش الحد الادنى الذي يمكن للسلطات تقديمه لوضع حد لحركة الاحتجاج في منطقة القبائل المستمرة منذ ستة اشهر.
&ومن هذه النقاط الاعتراف بالامازيغية لغة البربر والتكفل بضحايا الاضطرابات. كما يطالب البرنامج برحيل الشرطة من منطقة القبائل حيث تتهمها العروش بالقيام باعمال استفزاز وعنف، وبوضع خطة اجتماعية-اقتصادية عاجلة لمساعدة هذه المنطقة الفقيرة. ورفضت السلطات طلب رحيل الشرطة الذي انتقده عدد من الشخصيات والاحزاب السياسية. وكان اربعون مندوبا عن منطقة القبائل التقوا بن فليس في 3 تشرين الاول/اكتوبر في محاولة لحلحلة الازمة. واعتبرت تنسيقة العروش هؤلاء المندوبين "خونة" وامرت بتنحيتهم.