&
القدس- تستعد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) العدو اللدود لاسرائيل للاحتفال بالذكرى الرابعة عشرة لتأسيسها وهي في اوج شعبيتها في الشارع الفلسطيني في حين تتعرض اكثر من اي وقت مضى للتنكيل والملاحقة من جانب الدولة العبرية والولايات المتحدة وحتى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
تأسست حماس في 14 كانون الاول/ديسمبر 1987 عند اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الاولى من قبل جماعة الاخوان المسلمين وتستند الى شبكة مساعدات اجتماعية واسعة النطاق بالاضافة الى اعمال خيرية.
ودلالة على تنامي الضيق الاميركي من حماس، وتحميلها مسؤولية عرقلة الجهود الاميركية المبذولة لوقف اطلاق النار، دعا وزير الخارجية الاميركي كولن باول الاحد الرئيس الفلسطيني الى "تولي امر" الحركة.
وقال باول على متن الطائرة التي اقلته من كازاخستان الى موسكو "اعتقد ان الرئيس الفلسطيني قادر على بذل اكثر مما قام به حتى الان وعليه تولي امر حماس". واضاف باول ان "حماس تحاول تدمير السلطة ومصداقية (ياسر عرفات) مشيرا الى ان "عرفات يملك عشرات الالاف من عناصر الامن المسلحين" لمهاجمة حماس.
ومن شأن تصريحات باول ان تزيد من الضغوط التي تمارس على عرفات الذي اطلقت شرطته حملة اعتقالات واسعة في صفوف حماس بعد ان تبنت هذه المنظمة سلسلة من الهجمات الدامية في اسرائيل.
ونفذت الدولة العبرية، بموافقة ضمنية من واشنطن، بعد هذه الهجمات، عمليات قصف عنيفة ضد مرافق السلطة الفلسطينية التي تتهمها بالتواطوء مع الناشطين المتشددين، وعمليات توغل واغتيالات واعتقالات في الاراضي الفلسطينية.
والاربعاء الماضي، قرر عرفات وضع مؤسس حماس وزعيمها الروحي الشيخ احمد ياسين قيد الاقامة الجبرية مما اثار حملة احتجاج واسعة في صفوف مناصريه الذين قتل احدهم في مواجهات مع الشرطة الفلسطينية.
وفي 4 كانون الاول/ديسمبر اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش تجميد اصول منظمة خيرية اميركية ومجموعتين في الخارج متهمتين بتزويد حماس بالاموال. وكانت اسرائيل افرجت عن الزعيم الروحي لحماس من السجن عام 1997 بعد ثمانية اعوام من الاعتقال.
وحماس التي تعارض بشدة اتفاقات اوسلو عام 1993 حول الحكم الذاتي الفلسطيني تؤكد في وثائقها وبياناتها عزمها على مواصلة النضال الى حين اقامة دولة اسلامية في كل انحاء فلسطين، بما يشمل اسرائيل.
والذراع المسلحة لحماس، كتائب عز الدين القسام، اعلنت مسؤوليتها عن الهجمات الاكثر دموية في اسرائيل خلال السنوات الماضية ومن بينها عملية في تل ابيب في الاول من حزيران/يونيو (21 قتيلا في مرقص) وفي القدس في 9 اب/اغسطس (16 قتيلا في مطعم بيتزا).
وقد اوقعت ثلاثة هجمات تبنتها الذراع المسلحة لحماس في خلال 12 ساعة في الاول والثاني من كانون الاول/ديسمبر 31 قتيلا، 10 اسرائيليين وانتحاريان فلسطينيان في القدس الغربية ومستوطن يهودي وعضوان في كتائب القسام في قطاع غزة، و16 قتيلا بينهم انتحاري فلسطيني في حيفا.
وتعد الحركة ما بين 700 و 1200 ناشط وعشرات الالاف من المناصرين. وفي شباط/فبراير واذار/مارس 1996، نفذت حماس ثلاث من اصل اربع عمليات انتحارية اوقعت اكثر من 50 قتيلا في اسرائيل ما ساهم في جمود عملية السلام وعودة اليمين القومي الى السلطة في اسرائيل.
وعلى الصعيد السياسي، تبقى حماس التي يتواصل نمو نفوذها على حساب السلطة الفلسطينية، ، باقرار وزراء فلسطينيين، تبقى حركة المعارضة الرئيسية لياسر عرفات بالرغم من ان الخلافات بينهما تراجعت الى حد كبير منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في 28 ايلول/سبتمبر 2000.
وفي 11 ايلول/سبتمبر الماضي، بعد ساعات على الاعتداءات في الولايات المتحدة، اعلنت حماس ان ليس لها اي علاقة بهذه الهجمات الارهابية معتبرة في الوقت نفسه انها يفترض ان تحث واشنطن على اعادة النظر "في سياستها في العالم".
وقالت الحركة الراديكالية ان "استراتيجية حماس تقوم على النضال ضد المحتل الصهيوني في فلسطين وليس خارج فلسطين".