إيلاف : نبيل شرف الدين
في سياق خارج التوقعات المحتملة ، ذكرت تقارير استخباراتية نشرت في الباكستان أن أسامة بن لادن ، قائد منظمة "القاعدة" الذي تلاحقه القوات الأميركية في شتى ربوع أفغانستان ، قد هرب الى ايران ، حيث وفرت له أقلية البلوش السلفية المناوئة لنظام الحكم الشيعي في طهران ملاذاً آمناً له ، ولأسرته فضلاً عن عدد من رفاقه من قادة منظمته ، وفي مقدمتهم أيمن الظواهري وسليمان بو غيث وحراسه الشخصيون ، وأكدت تلك المصادر أن بقاء ابن لادن في المناطق الإيرانية سيكون مؤقتاً ، لحين تدبير انتقاله إلى مناطق جبلية وعرة في الشيشان ، حيث سيستحيل هناك أن تلاحقه القوات الأميركية ، بينما تعجز القوات الروسية عن الوصول لقادة الشيشان منذ سنوات طويلة مضت ، استناداً إلى عدد من المبررات من أبرزها :
* أن الشيشان منطقة روسية رسمياً ، ولن تجرؤ الولايات المتحدة على توجيه ضربات عسكرية في أراض تتبع روسيا التي تمتلك قدرات تسليحية كبيرة .
* أن الشيشان تتمتع بجغرافيا شديدة الوعورة ، أكثر في بعض المناطق من أفغانستان ، حيث توجد جبال وغابات وكهوف جليدية ، فضلاً عن إن الشيشانيين سيرحبون بوصوله وجماعته ، التي سنظر إليها هناك باعتبارها دعماً إضافياً لقوات المقاومة هناك ، ولن يكون بوسع الأميركيين ولا الروس شق صفوفهم كما حدث في أفغانستان ، باعتبار أن المسألة الشيشانية هي بالأساس قضية تحرر وطني ، وليست مجرد صراعات على السلطة كما هو الحال في المشهد الأفغاني الراهن أو السابق على الحملة الأميركية .
* أن قادة المقاومة في الشيشان يحملون نفس التوجهات العقدية والفكرية وحتى الارتباطات الحركية لذات منظمة "القاعدة" ، وأن شخص ابن لادن يتمتع باحترام كبير لدى هؤلاء القادة ومنهم القائد العربي الشهير خطاب .
* أن الحدود الإيرانية الأفغانية ، آمنة وليست مرصودة بنفس القدر الذي ترصد به الحدود مع باكستان ، فضلاً عن إن احتمال فرار ابن لادن ومعاونيه وأسرهم إلى إيران تنظر إليه القوات الأميركية وحلفائها الأفغان على أنه احتمال بعيد ، وربما لم يخطر لهم على بال في أثناء التخطيط لملاحقته .
وفي هذا السياق ، فقد نقلت صحيفة "جانغ" الباكستانية في عددها الصادر أمس ، عن مصادر الاستخبارات الباكستانية ، أن ابن لادن قد غادر بالفعل منطقة "تورا بورا" السبت الماضي سالكا طرقاً جبلية وعرة لا يعرفها سوى قبليين من الأفغان الذين أصروا على البقاء في معيته حتى النهاية ، حيث ساعدوه على الوصول الى إيران بعد التنسيق مع عدد من القبليين السنة هناك.
وأوضحت المصادر ذاتها أن ابن لادن استفاد من فترة الهدنة التي منحها قادة التحالف الشرقي لمقاتلي "القاعدة" الاسبوع الماضي لمغادرة المنطقة.
وقالت نفس المصادر إنها استقت معلوماتها من أسرى حركة طالبان الذين أكدوا تلك الرواية ، حيث نقلوا عن مقربين من بن لادن قولهم انه فضل الخروج الى إيران بسبب الاجراءات الامنية والعسكرية المشددة التي اتخذتها باكستان على الحدود مع افغانستان وصعوبة اختراقها دون اكتشاف أمره ، فضلاً عن إن السلطات الباكستانية الآن تعمل بتنسيق تام مع مراقبين من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الناشطة في عدة أماكن بباكستان.
وفي هذا السياق أيضاً ، أذاعت محطة تلفزيون ABC الاميركي مساء أمس أن الولايات المتحدة أرسلت قوات خاصة إلى باكستان للمساعدة على تنسيق العمليات لمطاردة اسامة بن لادن ومعاونيه ، في حال محاولتهم عبور الحدود
واشار التلفزيون الاميركي الى ان الاستخبارات الاميركية لديها عناصر داخل المعتقلات الباكستانية تساعد على استجواب الأسرى من العرب والباكستانيين الذين كانوا يقاتلون في صفوف منظمة "القاعدة" .
وأكد التقرير المتلفز أيضاً أن الولايات المتحدة تمتلك الآن معلومات مؤكدة صدرت معظمها من أسرى القي القبض عليهم في منطقة "تورا بورا" تشير الى أن ابن لادن كان موجودا في هذه المنطقة قبل ان يختفي اثره منذ أيام .