&
دبي - وجدت الدول العربية الخليجية نفسها رغما عنها في الواجهة في الازمة التي نشبت بعد الاعتداءات التي استهدفت الولايات المتحدة في 11 ايلول/سبتمبر، ولكن بدون ان تشارك في الضربات على افغانستان.&
وقد اتخذت هذه الدول الحليفة للولايات المتحدة وخصوصا في التحالف المعادي للعراق في 1991، موقفا متحفظا من الضربات التي شنتها في السابع من تشرين الاول/اكتوبر الولايات المتحدة ضد افغانستان الدولة الاسلامية، من اجل القبض على الاصولي المتطرف اسامة بن لادن.

واسامة بن لادن الذي اعتبر مسؤولا عن الاعتداءات التي استهدفت واشنطن ونيويورك، والناطق باسم تنظيم القاعدة سليمان بوغيث خليجيان الاول اصله من السعودية والثاني من الكويت.&وبين الخاطفين ال19 للطائرات الاربع التي نفذت بها الاعتداءات في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر من يحملون جوازات سفر سعودية.
&وفي خضم ردود الفعل على الاعتداءات التي ادت الى مقتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص، كانت السعودية في مواجهة حملة معادية من جانب وسائل الاعلام الاميركية وبرلمانيين اميركيين.&واتهمت السعودية بالتساهل حيال الارهاب والمتطرفين.
وافادت الصحف السعودية ان مئات وربما الف من السعوديين يقاتلون في صفوف تنظيم القاعدة في افغانستان.
&ورفضت السعودية والدول الخليجية الاخرى هذه الاتهامات لكنها اعلنت من دون ان تكون مقتنعة في بعض الاحيان تعاونها في مجال مكافحة الارهاب وخصوصا على الصعيد المالي وفي مجال تبادل المعلومات لملاحقة ممولي المتطرفين الاصوليين.&
وقال دبلوماسيون ان السعودية التي ساهمت في الماضي الى جانب الاميركيين في تشجيع حركة طالبان الاصولية التي استهدفتها حرب الولايات المتحدة، يشتبه بانها احد المصادر الرئيسية لتمويل التطرف الاصولي.
&لكن السلطات السعودية رأت في هذه الاتهامات هجوما على الاسلام الذي تطبق المملكة شريعته بصرامة، كما صرح مرات عدة ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز.
&ولم يتردد الامير عبد الله في الاعلان في بداية تشرين الثاني/نوفمبر ان الرئيس الاميركي جورج بوش "اعتذر" عن الحملة المعادية للاسلام.&
وقال الامير محمد خالد الفيصل الذي ينتمي الى الاسرة الحاكمة في السعودية "فجأة اكتشفوا ما اسموه بالوهابية وقرروا مهاجمته"، معبرا عن شعور بالاحباط يسود السعودية.
واكدت الرياض ان الحملة المعادية للمملكة تهدف في الواقع الى الضغط على السعودية بسبب انتقاداتها للسياسة الاميركية المؤيدة لاسرائيل في النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين وخصوصا منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية في ايلول/سبتمبر من العام الماضي.
&
واوضح الامير عبد الله ان الدعم الذي عبر عنه بوش في تشرين الثاني/نوفمبر لاقامة دولة فلسطينية كان ثمرة "تبادل رسائل" مع الولايات المتحدة التي لم يقم بزيارتها في حزيران/يونيو الماضي خلال جولة اوروبية واميركية.
&لكن الدول الخليجية التي تأثرت كغيرها من دول العالم بالازمة التي نجمت عن الاعتداءات وخصوصا تراجع اسعار النفط، المصدر الرئيسي لعائداتها المالية، تبقى حليفا وفيا للولايات المتحدة.&
وقد اعلنت واشنطن التي يتخذ اسطولها الخامس البحرين مقرا له، اقامة مركز لقيادة عملياتها العسكرية في افغانستان في الكويت موقتا.