بيروت- سمر عبد الملك: اقترح الصحافي نيكولاس كريستوف في مقالة في صحيفة "نيويورك تايمز" بأن يسمح للملا عمر، الذي وصفه بأنه ديكتاتور القرون الوسطى بالفرار، حيث أنه رأى ان الملا عمر الذي لم يكن يوما من بين الارهابيين الدوليين مستبعد ان يكون على علم بأي من العمليات التي فعلها تنظيم القاعدة أو أن تكون الصورة التي وزعها البنتاغون تعود له حقا، وواصفا شخصيته بأنها غير محبوبة وبالتالي فهو لا يشكل تهديدا على أي شخص.
واعتبر كريستوف في مقاله بأن ادارة بوش تستحق المكافاة لأنها تمكنت من ترحيل الملا عمر عن السلطة معتبرا& بأنه ليس من مجرمي الحرب أو من القادة العسكريين الكريهين في حركة طالبان ولذلك "وجب علينا أن نسمح له بأن يختفي في الظلام".
ونصب كريستوف نفسه ليتحدث عن لسان "أغلبية" الأفغان الذين التقى بهم في أفغانستان والذين نقل عنهم "سخريتهم" على الملا عمر واعتبارهم له بأنه "ديكتاتور ريفي أخرق"، اضافة الى رغبتهم بحسب ما قال بالمضي قدما.
وأشار الى اقتراح الرئيس الجديد للحكومة الأفغانية حميد قرضاي بأنه من الممكن أن يحصل الملا عمر على عفو عام في حال هجر الارهاب، الا أنه أضاف أيضا بأن واشنطن أجبرته على ابتلاع كلماته.
واعتبر كريستوف بأن القائد الأفغاني الجديد سمح للملا عمر بالاختفاء في التلال، ولذلك وجب "علينا" أن نتركه يبقى هناك عوضا عن اجبار الأفغان على عقابه& أو أسوأ من ذلك تنفيذ حلم البنتاغون باقتلاعه وجعلته يواجه محاكمة عسكرية.
ووصف كريستوفر الملا عمر بأنه غير موثوق به من الأفغان وأن شخصية ليست من النوع التي تجمع حولها الحشود، بالتالي فهو لا يشكل تهديدا على أي شخص. أما بالنسبة لفراره فتدور الأحاديث في كابول بأنه من الممكن أن يكون ترك قندهار متنكرا بزي البرقع بعد أن حلق لحيته، الاستراتيجية التي اعتبر كريستوف بأنها "مهينة".
وأضاف بأن اعتبار واشنطن للملة عمر بأنه مثل هتلر دمجه خطأ مع "الشرير الحقيقي" أسامة بن لادن، في الحين الذي لا يتخطى الملا عمر كونه "مستبد زهيد الثمن"، حيث أن التحقيقات لم تظهر حتى الآن أي دليل يورطه في الارهاب أو يشير الى أنه يخفي معلومات يملكها عن تنظيم القاعدة، مشككا بأن تكون المنشورات التي وزعها البنتاغون تحمل صوره الحقيقية بل هي تعود لشخص آخر.
كما أفاد الصحفي بأن كل ما ورد لا ينفي "وحشية وقسوة الملا عمر" الذي أمر بقمع النساء بطريقة "خشنه وفرض عليهن تغطية أنفسهن بالكامل (على غرار النظام السائد لدى حلفاؤنا في السعودية)"، والذي تحت حكمه أصبحت حركة طالبان مستولية بوحشية على المناطق التي لا يقطنها الباشتون، وحتى أنها ارتكبت مجازر في الذين قاوموها، حيث أنه صور ما رآه في شمال كابول من امتدادات واسعة من القرى التي أخليت من سكانها على يد حركة طالبان لعدم ثقتهم بالطاجيكستانيين الذين قطنوا فيها في الماضي.
كما اعتبر أنه لنجاح الحكومة الجديدة في أفغانستان فهي بحاجة أن تحضن كل الأحزاب والفئات وبالتالي هذا يفسر برودتها في محاكمة الملا عمر، فقد تم تجميد الباشتون من الوزارات الأساسية في كابول وأولئك الذين حصلوا على ترقية مثل قرضاي هم على علاقة بقبيلة ضراني. أما الجماعات الرئيسية الأخرى، مثل باشتون الغلزاي التي شملت الملا عمر وأعضاء آخرين من حركة طالبان، فتم استثناؤهم بالكامل، واهانة أخرى للملة عمر لن تفيد سوى بتعميق وزيادة أخطار حرب جديدة.