&
بيروت- سمر عبد الملك: تعتبر الفيليبين الجبهة التالية للحرب ضد الارهاب خصوصا أنه سبق للرئيس الأميركي جورج بوش أن أنذر هذه البلاد بأنها مشمولة على قائمة الدول التي تعتبرها أميركا ارهابية. الا أن رئيسة الفيليبين غلوريا أرويو طلبت من القوات الخاصة الأميركية ان تدخل الى بلادها لتحارب جماعة أبو سياف الاسلامية الارهابية، الخطوة التي أثارت انتقادات جمة داخل البلاد.
تولدت اضطرابات داخلية، فوجه اليسار الفيليبيني تحذيرا من امكانية وقوع البلاد في حرب فيتنام جديدة، كما أقدم على الأقل سيناتور واحد على اتهام أرويو بالخيانة. الا أن أرويو عرفت كيفية مواجهة هذا الأمر واعدة شعبها بأن القوات الخاصة الأميركية ستنسحب من بلادها خلال فترة أقصاها ستة أشهر.
وأفادت أرويو في مقابلة لها مع مجلة "نيوزويك" بأن بلادها واندونيسيا وماليزيا قررت التعاون مع بعضها لمحاربة الارهاب، مشيرة الى أن "الخلايا الارهابية منتشرة في كل المنطقة" لكن "الأمور تسير بطريقة جيدة حتى الآن"، وذكرت بأنه لو لا التعاون فيما بينهم لما تمكنوا من سجن قائد جبهة مورو الليبرالية الوطنية نور مسواري بعد أن تسبب بثورة صغيرة في الفيليبين في تشرين الثاني (نوفمبر) وهرب الى ماليزيا التي لم يجد لنفسه مأوى فيها حيث ألقي القبض عليه.
وبرأي أوريو، فالتعاون الأميركي الفيليبيني في مكافحة الارهاب من الممكن ان يتسع ليشمل سنغافورة وتايلندا، معتبرة بأن الارهاب في المنطقة ليس امتيازا على القاعدة فـ "نحن نحارب الارهاب أينما وجد"، حيث أنها لم تتمكن من تأكيد أو نفي علاقة جماعة أبو سياف بتنظيم القاعدة.
ويذكر أن صهر أسامة بن لادن أسس لنفسه منظمات في الفيليبين التي عاش فيها الى عام 1995، الا أنه بعد أن "تعاوننا" مع أميركا في ادانته بتفجيرات مركز التجارة العالمي الذي حصل في 1993، غادر البلاد وأغلقت منظماته فيها.
ثم شددت أرويو في المقابلة على أن مسألة بقاء القوات الأميركية في الفيليبين لن تطول أكثر من ستة أشهر، وذلك بناءا على الاتفاق بينها وبين بوش، خصوصا أن الوضع يتحسن الآن في بلادها حيث أنه في الماضي " كان هناك ألاف الارهابيين اما الأن فهناك المئات".
أما بالنسبة لتقبل شعبها للوجود الأميركي على أراضي الفيليبين، واجهت أرويو معارضة لدى طرحها المسألة الا أنها قالت "على الأقل هناك 83 بالمئة من شعبنا يوافق على هذا الامر" ، لذلك فهي لا تشعر بالضغط بل سارعت الى عقد اجتماع مع مجلس الأمن الوطني تضمن قادة من المعارضة الذين دعموا موقفها.
وصرحت رئيسة الفيليبين بأنها لا تواجه صعوبات، معتبرة ان المعارضة ليس لادارتها للبلاد، "انما هي موجهة ضد التواجد الأميركي على الاراضي الفيليبينية"