خاتمي وخامنئي
إيلاف : نسبت مجلة "تايم" الاميركية&إلى مصدر في الحكومة الانتقالية الأفغانية قوله أن مسؤولاً إيرانياً رفيع المستوى ، تربطه صلة وطيدة بالمرشد الروحي الإيراني الأعلى ، أية الله علي خامنئي ، قد زار أفغانستان خلال الشهر الماضي سراً ، لترتيب عملية هروب عدد من قادة حركة طالبان وتنظيم "القاعدة" .
يأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه الأجواء السياسية بين واشنطن وطهران حرباً كلامية ، واتهامات متبادلة في إطار تصعيد التوتر بين البلدين ، فقد حذرت إيران الولايات المتحدة من القيام بأي عمل عسكري ضدها مؤكدة أن ذلك سيمثل "خطا فادحا لا يمكن تداركه" ، كما نفت إيران ما أسمته بالادعاءات الأميركية بتسلل أعضاء من تنظيم القاعدة وحركة طالبان إلى أراضيها عبر حدودها مع أفغانستان .
وقال محمد ابطحي نائب الرئيس الايراني لتلفزيون ابو ظبي "يبدو أن أميركا تريد ان تسيطر على العالم." واضاف "يؤسفنا انها تستخدم لغة التهديدات"
كما صرح الجنرال محسن رضائي رئيس الحرس الثوري الإيراني السابق والذي يتقلد حالياً منصب الأمين العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام ذو النفوذ القوي في إيران، قائلاً: "إن جماعة طالبان وأفراد القاعدة كانوا أكثر نشاطاً في الولايات المتحدة دون سواها، وشنوا هجماتهم الإرهابية من داخل الأراضي الأميركية".
وأضاف رضائي أن "الحدود الإيرانية ـ الأفغانية كانت دوماً تحت المراقبة الشديدة ولم نسمح بدخول أي من أفراد تنظيم القاعدة إلى إيران".
وتأتي التصريحات الإيرانية ردا على اتهامات وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد والتي ذكر فيها أن عناصر من طالبان والقاعدة فروا من أفغانستان ولجأوا إلى إيران أو أنهم عبروا إيران إلى بلد آخر. واتهم رمسفيلد إيران بأنها لم تنشر قوات على طول الحدود مع أفغانستان كما فعلت باكستان لمنع عناصر طالبان من العبور، كما اتهمها بأنها "سمحت لعناصر من القاعدة بعبور الأراضي الإيرانية" إلى دول أخرى.
ويذكر أن تصريحات رمسفيلد جاءت عقب خطاب الرئيس جورج بوش الذي اتهم فيه إيران والعراق وكوريا الشمالية بأنها دول تشكل في ما بينها "محورا للشر" وتسعى جاهدة لامتلاك أسلحة الدمار الشامل ، كما تأتي اتهامات رمسفيلد رداً على تقرير نشرته مجلة "تايمز" الأميركية والتي نشرت تصريحاً لأحد المصادر الأفغانية والذي أفاد بأن مسؤول إيراني رفيع وعلى علاقة بالقائد الإيراني الأعلى، أية الله خامنئي ، قد زار أفغانستان لتنظيم عملية هروب عدد من قادة طالبان وأعضاء تنظيم القاعدة .
وأضافت المجلة بأن ما يزيد من 250 من كبار قادة طالبان والقاعدة قد عبروا الحدود إلى إيران ، كما ألمحت إلى علم قوات الحرس الثوري الإيراني بالأمر ، وترتيبه لتفصيلاته اللوجستية .
ويرفض المسؤولون الإيرانيون الاتهامات الأميركية بشأن عمل طهران على زعزعة الوضع في أفغانستان، ويؤكدون أنهم يدعمون الحكومة الانتقالية في هذا البلد ، وكان الرئيس الإيراني محمد خاتمي قد أعلن أثناء لقائه في طهران بأمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان أن "إيران تستفيد من الأمن والاستقرار في أفغانستان، ولذلك فإن تعزيز الحكومة الانتقالية هو واجبنا جميعا" معتبرا أن على "جميع الأطراف المشاركة في إعادة السلام إلى أفغانستان" .
وكانت واشنطن رحبت بحرارة بالادانة السريعة من الرئيس الايراني المعتدل محمد خاتمي لهجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة ، لكن النوايا الحسنة التي تشكلت حينئذ تبخرت الان الى حد كبير بينما يكثف الزعماء الاميركيون الضغط على ايران .
وتساور الشكوك إيران ازاء وجود القوات الاميركية في أفغانستان لكن طهران تنفي الاتهامات الاميركية بأنها تحاول الاخلال بالسلام الهش وزعزعة استقرار حكومة كابول المؤقتة عن طريق دعم الفصائل المنشقة في البلاد.
وكانت الجمهورية الاسلامية الإيرانية تسلح وتمول التحالف الشمالي خلال الحرب التي خاضها طوال ست سنوات مع طالبان التي اطيح بها العام الماضي.
وبعد هجمات 11 سبتمبر ايلول ارسلت ايران عشرات الالاف من القوات الاضافية لحراسة الحدود الممتدة 900 كيلومتر مع افغانستان ، ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية لحامد رضا اصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله : "حدودنا مغلقة بإحكام وتحت السيطرة .. ولن نسمح بأي تسلل غير مشروع واذا ما عبر اي احد الحدود بشكل غير مشروع فان شرطتنا وقواتنا الامنية ستواجههم بشدة وتعتقلهم وتعاقبهم" .