جاي شنكار: رفضت الهند الخميس الدعوات إلى الحوار مع باكستان التي سعت، برأيها، إلى تدويل ألازمة في حين أعربت لندن عن قلقها من "خطر اندلاع حرب نووية" بين البلدين.
&وقد استمر تبادل القصف المدفعي في عدد كبير من القطاعات على خط المراقبة الذي يفصل بين الجزئين الهندي والباكستاني من كشمير الواقعة في جبال الهيمالايا.
&ومنذ أسبوع، تسببت عمليات القصف في مقتل ما لا يقل عن 33 شخصا (تسعة من الجانب الهندي و24 من الجانب الباكستاني) بحسب محصلات أعلنتها الشرطة. وقد فر الاف المدنيين من المنطقة الحدودية حيث حشد البلدان حوالي مليون جندي على جانبي الحدود.
&وفي سريناغار، العاصمة الشتوية لكشمير الهندية، تراس رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي اجتماعا امنيا جديدا استبعد في ختامه اي تفاوض مع اسلام اباد طالما استمرت عمليات التسلل وهجمات الناشطين الاسلاميين الموالين لباكستان.
&واعلن فاجبايي "ان وعودا قطعت لكن لم يتم الوفاء بها. ينبغي ان يقترن القول بالفعل".
&وكان فاجبايي يشير الى الخطاب --الذي وصف بالتاريخي في تلك الفترة-- الذي القاه الرئيس الباكستاني برويز مشرف في 12 كانون الثاني/يناير ووعد خلاله "بعدم السماح لاي منظمة بممارسة الارهاب باسم كشمير" انطلاقا من باكستان.
&واضاف المسؤول الهندي ان الوضع الذي نجم عن مجزرة جديدة بحق مدنيين، في غالبيتهم من الهندوس، في 14 ايار/مايو في كشمير "خطير ويمثل تحديا".
&وقال "لقد قلنا ان غيوم الحرب تتجمع لكن احيانا يلمع البرق حتى عندما يكون الطقس صافيا. نامل في ان لا يلمع البرق".
&ومن الجهة الباكستانية، اكد مشرف مجددا ان بلاده "متمسكة بالسلام"، لكن القوات الباكستانية على استعداد تام لمواجهة اي هجوم هندي.
&واعرب الجنرال مشرف عن "رضاه التام عن الجهوزية العملانية" لدى مختلف قطاعات جيش اسلام اباد بحسب بيان نشر في ختام اجتماع للقادة العسكريين.
&وفي الوقت نفسه، سعت السلطات الباكستانية الى تدويل النزاع عندما اعلنت اعادة نشر جزئية للوحدات قد يؤثر على الامم المتحدة والولايات المتحدة.
&واعلن وزير الاعلام الباكستاني نزار ميمون لوكالة فرانس برس "يبدو ان الهند تمضي قدما في تهديداتها". وقال ان الوضع يتطلب من باكستان اعادة تنظيم ونشر قواتها، مشيرا الى طلب تقدمت به الى الامم المتحدة ويهدف الى "تحرير" الوحدة الباكستانية من مهماتها في قوة الامم المتحدة لحفظ السلام في سيراليون.
&واضاف "نريد المحافظة على السلام عندنا. اذ لم تعد المسالة حفظ السلام لدى الغير".
&ومن جهة اخرى شددت اسلام اباد ضغوطها المباشرة على الولايات المتحدة التي تخشى ان تقوم باكستان بسحب معظم قواتها من حدودها الغربية مع افغانستان --حيث لا يزال يختبىء ارهابيون من تنظيم القاعدة-- من اجل تعزيز حدودها الشرقية مع الهند.
&وقال وزير الاعلام الباكستاني نزار ميمون محذرا "قد نضطر الى اضعاف حدودنا الغربية" وذلك غداة تصريح لوزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد اقر فيه بان عودة التوتر بين الهند وباكستان تطرح مشكلة خطيرة على واشنطن التي تبقى الاولوية بالنسبة اليها، واكثر من اي وقت مضى، مطاردة تنظيم القاعدة.
&وفي لندن، اكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو اليوم الخميس "ان هناك خطرا من اندلاع حرب نووية" بين الهند وباكستان.
&وقال سترو الذي سيتوجه الى المنطقة الاسبوع المقبل "خلافا للوضع الذي ساد اخيرا في اوروبا بين الحلف الاطلسي والكتلة السوفياتية، فانه لا وجود لعقيدة نووية متطورة بشكل كبير (في الهند وباكستان) ولا قنوات اتصال من وراء الكواليس بين البلدين".
التعليقات