سيول - زياد رعد: عندما سئل مدرب منتخب ايطاليا لكرة القدم جوفاني تراباتوني عن حظوظ منتخبه في نهائيات كأس العالم 2002 المقامة حاليا في كوريا الجنوبية واليابان لم يتردد في الاجابة بان مشواره يتعلق بالدرجة الاولى بجهوزية المهاجم كريستيان فييري البدنية. ولم يكن تراباتوني احد ابرز المدربين في العالم واكثرهم القابا مخطئا، وقد رد عليه فييري على ارض الملعب امس الاثنين بتسجيله هدفي منتخب بلاده في مرمى الاكوادور ليحقق بداية قوية لم يشهدها منذ فترة طويلة في النهائيات.
ورفع فييري عدد اهدافه في نهائيات كأس العالم الى سبعة، اذ كان سجل خمسة في مونديال فرنسا عام 1998، ففي الدور الاول سجل هدفا في مرمى تشيلي وهدفين في مرمى الكاميرون وهدفا في النمسا، وفي الدور الثاني سجل هدفا في مرمى النروج. واختير فييري الذي بدا متفاهما مع زميله في خط الهجوم فرانشيسكو توتي الولد الذهبي للكرة الايطالية حيث اقلقا راحة دفاع الاكوادور طويلا، افضل لاعب في المباراة وسرعان ما اهدى الفوز الى الجهاز الطبي للمنتخب بقوله "اهدي هذا الفوز الى الجهاز الطبي للجهود الكبيرة التي بذلها من اجل ان اكون في كامل لياقتي البدنية خلال هذه البطولة".
ويعول فييري كثيرا على لياقته، لانه بسبب ضخامة جسده، معرض دائما الى الاصابات، ولم يتمكن من خوض موسم باكمله من دون الغياب عن بعض المباريات، ويصف مدرب انتر ميلان فرانشيسكو فولبي عضلات فييري بانها من حرير وسريعة العطب. وبالاضافة الى ميزة التهديف التي يتميز بها، يتمتع فييري ببنية جسدية هائلة (88ر1 سنتم و85 كلغ) تمكنه من السيطرة على الكرة وسط كوكبة من المدافعين، كما يجيد التسديدات الرأسية ويملك روحا قتالية قل نظيرها، ولم يكن بالتالي غريبا ان يطلق عليه لقب "رامبو" تيمنا بالممثل الاميركي الشهير سيلفستر ستالون الذي جسد الشخصية في السينما.

لا يعتبر فييري محدثا طليقا في المجتمع ويبدو خجولا ومنطويا على نفسه، لكنه يتكلم لغة واحدة بطريقة بارعة وهي تسجيل الاهداف في مرمى الخصم من جميع الزوايا ليؤكد بان المال الذي انفقه انتر ميلان للتعاقد معه قبل ثلاثة مواسم وقدر ب45 مليون دولار وكان رقما قياسيا في تلك الفترة لم يذهب سدى. ووجد فييري في انتر ميلان الطمأنينة والثبات بعد ان كان مثل البدو الرحل يبدل الاندية كل عام. وخلافا لمعظم المهاجمين فان فييري ليس انانيا ويضع مصلحة الفريق فوق مصلحته الشخصية ويقول في هذا الصدد: "لا العب لكي اتوج هدافا لهذه المسابقة او تلك، لكن من اجل الفوز".
واضاف "عندما لعبت في صفوف اتلتيكو مدريد الاسباني توجت هدافا للدوري لكن النادي لم ينافس على اللقب وبالتالي فان ذلك لا يهمني اطلاقا، اريد ان افوز دائما". مهمة فييري استعادة اللقب العالمي لايطاليا للمرة الاولى منذ ان قاد الحارس الشهير دينو زوف "الازرق" اليه عام 1982 في اسبانيا، ولا شك بان المنتخب الحالي يملك المقومات والاسلحة اللازمة للذهاب بعيدا هذه المرة ومعادلة رقم البرازيل القياسي (اربعة القاب)، وما يساعد المنتخب الازرق ايضا ان الطريق ممهد امامه حتى المباراة النهائية لانه لن يواجه اي من منتخبات الارجنتين والبرازيل وفرنسا قبل لقاء القمة.
ويأمل فييري ان يسجل عددا اكبر من الاهداف مما فعل في المونديال الاخير قبل ان يخرج منتخب بلاده من ربع النهائي بركلات الترجيح امام فرنسا. وقال فييري: "انا اكثر خبرة الان مما كنت عليه قبل اربعة اعوام واعتقد ان هذا الامر مهم جدا". واوضح "نحترم جميع المنتخبات لكننا لا نخاف من احد".
ولد فييري في 12 تموز/يوليو عام 1973 من ام ايطالية واب استرالي سبق له ان مارس كرة القدم. وعاش فييري فترة عشر سنوات في استراليا قبل ان يعود الى ايطاليا في الخامسة عشرة من عمره ليبدأ مسيرته نحو النجومية. وكان فييري غاب عن نهائيات كأس الامم الاوروبية عام 2000 لاصابة بتمزق عضلي، لكنه بلا شك يريد التعويض في البطولة الحالية، واذا لم يتعرض للاصابة خلالها فان حراس المرمى سيواجهون مشكلة حقيقية في وقف الحصان الجامح.