ايلاف: اتفق الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس على امتداح الخطاب الذي شرح فيه الرئيس الامريكي جورج بوش سياسته في الشرق الاوسط الداعية لقيام دولة فلسطينية مؤقتة ومشروطة بتغيير القيادة واصلاح المؤسسات الفلسطينية.
لكن عددا من الديمقراطيين اوضح ان الخطاب الذي القاه الرئيس الامريكي امس الاثنين هو مجرد بداية طريق وعر للتوصل الى سلام في الشرق الاوسط وقال ان بوش لم يشرح بشكل كاف دور الولايات المتحدة في المنطقة. وامتدح السناتور توم داشل زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ "بيان /بوش/ الواضح والقوي للمباديء الامريكية.. المباديء التي نادى بها بعضنا منذ عدة اشهر".
ومضى داشل قائلا ان مقترحات بوش هي مجرد "بداية لعملية صعبة وطويلة لا نهاية لها".
ودعا ريتشارد جيفارت زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس النواب ادارة بوش امس الى "تكثيف مستوى مشاركتها" في عملية الشرق الاوسط بما يكفي "لتغيير الموقف على الارض بشكل جذري" بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وقال جيفارت الاثنين معلقا على خطاب بوش "القيادة تحتاج لاكثر من كلمات.. انها تتطلب افعالا ايضا. الرؤية التي شرحت اليوم ستصبح حقيقة فقط بعد مشاركة امريكية نشطة ومتماسكة ومتواصلة".
ودعا بوش في خطابه كما اشارت رويترز الى قيام دولة فلسطينية مؤقتة شريطة تغيير
القيادة الفلسطينية والاستجابة لشروط اخرى صعبة. وقال بوش "السلام يتطلب قيادة فلسطينية جديدة ومختلفة. حتى يمكن ان تولد دولة فلسطينية. انني ادعو الشعب الفلسطيني الى انتخاب زعماء جدد لا يشينهم الارهاب".
واستطرد قائلا "حينما تكون هناك قيادات جديدة للشعب الفلسطيني ومؤسسات جديدة وترتيبات امنية جديدة مع جيرانه فان الولايات المتحدة ستؤيد قيام دولة فلسطينية تكون حدودها وجوانب معينة من سيادتها مؤقتة الى حين الاتفاق عليها في اطار تسوية نهائية في الشرق الاوسط".
واتفق اعضاء الكونجرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري مع دعوة بوش
لقيادة فلسطينية جديدة لكن بعض الديمقراطيين قالوا ان خطته غير كافية
وان هناك حاجة الى مزيد من الجهد لوقف دائرة العنف في الشرق الاوسط.
وقال السناتور الديمقراطي جون كيري الذي قد ينافس بوش في انتخابات
الرئاسة الامريكية عام 2004 ويقود حملة نقد لسياسة بوش في المنطقة معلقا
على خطاب الرئيس الامريكي الجمهوري "اعتقد انه قام بهذه الخطوة لمجرد
القيام بخطوة".
واضاف "من المهم ان نعلن اننا لن نستجيب للعنف لكن في نفس الوقت
يجب ان تكون لديك رؤية عن شكل السلام وعن الخطوات التي يجب ان تتخذها
الولايات المتحدة".
واعرب السناتور الديمقراطي جوزيف ليبرمان عن سعادته "بعودة الرئيس
/بوش/ للمشاركة وطرح اقتراح محدد" لكنه قال ان خطاب بوش لم يوضح شكل
الدولة المؤقتة التي يقترحها كما اعرب عن خيبة امله لان الرئيس الامريكي لم
يعلن ايفاد وزير الخارجية الامريكي كولن باول الى المنطقة.
وصرح توم ديلاي عضو مجلس النواب الجمهوري بان بوش كشف عن "قيادة
قوية حين اقر بان الطريق الى السلام لا يمر بمجمع /الرئيس الفلسطيني ياسر/
عرفات".
وقال دينيس هاسترت الرئيس الجمهوري لمجلس النواب ان دعوة بوش لدولة
فلسطينية تعمل على انهاء الفساد ومحاربة الارهاب هي دعوة منطقية.
وصرح هنري هايد رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب وهو جمهوري
بان بوش "سعى بحكمة الى تغيير ديناميكية العنف في الازمة الراهنة" من
خلال توفير اطار للتسوية.
وطالب هايد ايضا "بنسخة معدلة من خطة مارشال" لعلاج مشكلة الفقر
واليأس في المنطقة على غرار خطة مارشال لاعادة البناء بعد الحرب العالمية
الثانية.
واعلن السناتور ترنت لوت زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ان
خطاب بوش "رسالة قوية للفلسطينيين مفادها ان طريق السلام لا تمهد له
الاعمال الارهابية بل مفاوضات صادقة والقبول بحق اسرائيل في الوجود".
وقال النائب الجمهوري جاري اكرمان وهو من اشد المؤيدين لاسرائيل عن
خطاب بوش "اعتقد انه يمثل فوزا ساحقا لاسرائيل".
وصرح بان خطة بوش توفر للاسرائيليين صيغة للعيش في سلام "وتقدم
للفلسطينيين مسودة بما يتعين عليهم فعله".
وقال توم لانتوس العضو الجمهوري في لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب
"بدعوته الى قيادة فلسطينية جديدة واصلاحات ديمقراطية اعلن الرئيس انه
على الاتحاد الاوروبي والعالم العربي ان ينضم الينا الان لتحقيق هذه
الرؤية".