كابول -&الكسندر بيريل: يجد المحققون المكلفون كشف ملابسات الاعتداء الذي وقع السبت واودى بحياة احد نواب الرئيس الافغاني حاج عبد القادر، انفسهم امام اتجاهات عدة وهم يقتفون آثار هذه الجريمة: فالزعيم الباشتوني المتحدر من شرق افغانستان كان له العديد من الاصدقاء وانما ايضا الكثير من الاعداء المحتملين.
وقد سارعت الحكومة الافغانية برئاسة حميد قرضاي الى القول انه "اعتداء ارهابي"، لكنها لم تذكر اسم تنظيم القاعدة وعناصر طالبان السابقين الذين لا يزالون ينشطون في شرق وجنوب افغانستان.
&وراى فهيم داشتي، رئيس تحرير صحيفة "كابول ويكلي"، انه ما من شك في ان عناصر في القاعدة او حركة طالبان السابقين هم الذين اعدوا هذا الاعتداء.&وكتب الصحافي الافغاني "انه الباشتوني الذي كانت له افضل العلاقات مع تحالف الشمال (التحالف العسكري المناهض لطالبان بقيادة احمد شاه مسعود) ولم يكن الاصوليون يستسيغون ذلك لان العديد منهم كانوا يرغبون في القضاء عليه".
&وفي شباط، اغتيل وزير الطيران المدني عبد الرحمن هو الاخر في العاصمة الافغانية. وقد ضرب الوزير حتى الموت على ارض المطار بيد حجاج تاخر اقلاع الطائرات التي كان يفترض ان تنقلهم الى مكة، بحسب الرواية الرسمية.&واتهمت الحكومة آنذاك تنظيم القاعدة، لكن عددا من المسؤولين في الادارة الافغانية اعلنوا ان عملية الاغتيال هذه هي بالفعل تصفية حسابات سياسية.
&والصفات التي يحملها حاج عبد القادر، من منصبه كنائب للرئيس وكزعيم حرب في شرق افغانستان وقطب سابق في تهريب المخدرات ومناهض بارز لحركة طالبان، ساهمت كلها في زيادة لامتناهية تقريبا لعدد الذين قد يقفون وراء تدبير اغتياله.
&وكان حاج عبد القادر، سيد شرق افغانستان ذات النظام الاقطاعي تقريبا، اقال قائد الشرطة في جلال اباد هزرات علي اثر الاعتداء الفاشل ضد وزير الدفاع محمد قاسم فهيم في نيسان.
&وقال عسكري في القوة الدولية للمساعدة في احلال الامن في افغانستان (ايساف) ان هناك "ما يكفي من الاسباب للقضاء عليه".&وبحسب الصحافي والكاتب الباكستاني احمد رشيد الذي يتساءل عما اذا كان الاعتداء ارهابيا او تصفية حسابات في اطار السيطرة على السلطة في الشرق، "كان له الكثير من الاصدقاء والكثير من الاعداء".
&واضاف كاتب كتاب "ظلال طالبان" الذي يعتبر مرجعا في شؤون افغانستان، "اذا اعتقد الطالبان ان بامكانهم كسب الاستعطاف بقتلهم حاج عبد القادر، فانهم مخطئون بشكل كبير".&وكان دبلوماسي غربي قال لوكالة فرانس برس اخيرا ان علاقات حاج عبد القادر بتهريب المخدرات حالت دونه ودون منصب وزير الداخلية الذي كان يرغب في توليه في الحكومة السابقة.
وذاع صيت حاج عبد القادر، حاكم ننغرهار السابق، لدى عامة الشعب لكونه بنى ثروته من زراعة وتهريب الافيون. وتعتبر منطقة جلال اباد احد ابرز المناطق المنتجة للخشخاش.
&وقد واجهت خطة استئصال زراعة الخشخاش التي وضعتها الحكومة معارضة شديدة، وخصوصا في ننغرهار حيث قتل عدد كبير من المزارعين بيد قوات الامن، الامر الذي ولد عداوة ازاء السلطة المركزية وممثلها حاج عبد القادر.
&واعتبر احمد رشيد ان الاعتداء ضربة خطيرة موجهة للمسيرة التي يقودها حميد قرضاي وتهدف الى ابعاد زعماء الحرب عن ولاياتهم عن طريق دمجهم في الحكومة.&وكان حاج عبد القادر وافق على قواعد اللعبة وامضى القسم الاكبر من وقته في كابول منذ تعيينه نائبا للرئيس ووزيرا للاشغال العامة. وقد انتقل للاقامة في منزل فخم في العاصمة مع نسائه الاربعة.
واعرب العسكري في قوة ايساف عن الامل في ان لا يؤدي الاعتداء الى ردع زعماء الحرب عن الاقامة في كابول حيث "هم اكثر عرضة" للاستهداف مما لو كانوا في عاقلهم.&وقال الصحافي الباكستاني الذي يعتقد ان منفذي الاعتداء لن يكسبوا سوى الحقد كائنا من كانوا، ان هذا الاعتداء "سيثير بالتاكيد عصبية العديد من الباشتون، لكن ذلك سيخلق موجة من التعاطف والدعم لمصلحة كرزاي".