حيدر اباد (باكستان)- مظهر عباس واشرف خان: اصدر القضاء الباكستاني اليوم حكما بالاعدام على الناشط الاسلامي عمر سعيد الشيخ بعد ادانته بخطف وقتل الصحافي الاميركي دانيال بيرل الذي فقد في كانون الثاني(يناير) الماضي بينما كان يجري تحقيقا في اوساط الاسلاميين المتطرفين في كراتشي بجنوب باكستان.&وحكم على المتهمين الثلاثة الآخرين سلمان شكيب وفهد نسيم وعديل الشيخ بالسجن المؤبد.
واصدر قاضي شؤون مكافحة الارهاب اشرف علي شاه الحكم في جلسة مغلقة في سجن حيدر اباد في المدينة التي تقع على بعد 160 كيلومترا شمال شرق كراتشي وتحولت الى شبه بثكنة خشية اعمال انتقامية تنفذها مجموعات اسلامية.
وقد نشر في المدينة وحول السجن قناصة من النخبة وسيرت دوريات عسكرية وسيارات مصفحة وعدد كبير من رجال الشرطة.&ورد الشيخ عمر على القرار بواسطة محاميه، بتهديد السلطات الباكستانية بالانتقام لانها "دبرت" الحكم.
وجاء في بيان قرأه المحامي راي بشير امام الصحافيين خارج السجن "سنرى من سيموت اولا، انا ام السلطات التى دبرت الحكم ضدي بالموت". واضاف ان "الحرب بين الاسلام والكفار مستمرة وعلى كل انسان ان يبين ما اذا كان مع الاسلام او مع الكفار".&وقال محامو الدفاع انهم سيستانفون الاحكام واتهموا المحكمة بالرضوخ لضغوط رئيس الدولة الجنرال برويز مشرف.
وكان قتل بيرل الذي اعلن في 21 شباط(فبراير) في مشهد مأساوي اثار هلع العالم اجمع، كان الاول في سلسلة من اعمال العنف المناهضة للغرب في باكستان فسرت على انها اعمال انتقامية ينفذها اسلاميون متطرفون في مواجهة الحملة الاميركية في افغانستان وانضمام باكستان الى المعسكر الغربي.
وفقد بيرل (38 عاما) اليهودي الاميركي مراسل صحيفة "وول ستريت جرنال" في جنوب آسيا، في كراتشي في 23 كانون الثاني(يناير). وكان ابلغ زوجته ماريان انه سيلتقي زعيما اسلاميا.
وكان يحقق في كراتشي المرفأ الكبير جنوب باكستان، حول الشبكات الاسلامية المنتشرة التي يشتبه بوجود علاقات بينها وبين تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن. وعززت تحقيقات اجرتها الشرطة على مدى اشهر هذه التكهنات.
واعلنت "الحركة القومية لاعادة السيادة الباكستانية" وهي تنظيم غير معروف، مسؤوليتها عن خطف بيرل مطالبة بالافراج عن باكستانيين اعتقلتهم القوات الاميركية في افغانستان ونقلتهم الى قاعدة غوانتانامو في كوبا.&
وبعد شهر من الترقب، اعلن مقتل بيرل عبر ارسال شريط فيديو الى القنصلية الاميركية في كراتشي، يظهر فيه وهو يذبح ثم يقطع راسه.
واعتبر الشيخ عمر (29 عاما)، المناضل الاسلامي المناهض للاميركيين العقل المدبر لعملية الخطف. وينتمي الشيخ عمر الذي يحمل الجنسيتين الباكستانية والبريطانية، الى عائلة معروفة وهو مولود في بريطانيا حيث كبر وانهى دراسته.
ولدى مثوله للمرة الاولى امام المحكمة في 14 شباط(فبراير) بعد اعتقاله، اكد الاتهام ان الشيخ عمر اعترف بانه مدبر العملية واكد ان بيرل قد قتل. لكنه هو نفسه نفى ذلك مرارا طيلة مدة المحاكمة.&واتهم شركاؤه الثلاثة بنشر رسائل الكترونية تعلن المسؤولية عن الخطف، وتهدد بقتل الصحافي، ورافق بعضها صور تظهره في الاسر.
وقال المدعي العام رجا قرشي ان الشيخ عمر ادين "بالقتل والتامر والخطف". وقال ان المحكمة توصلت الى وجود اتفاق جنائي على خطف بيرل.&وحكم على كل من المتهمين بدفع غرامة تبلغ 500 الف روبي (8333 دولار) لارملة بيرل.
وبدأت المحاكمة في 22 نيسان(أبريل) في جلسات مغلقة تحت حراسة مشددة في سجن كراتشي، لكنها نقلت بسبب التهديدات في 30 نيسان(أبريل) الى حيدر اباد.&ولا يزال القضاء يلاحق سبعة مشبوهين اخرين.
التعليقات