لندن-ايلاف: توفرت معلومات امام "إيلاف" من مصادر قرار في عواصم شرق اوسطية مفادها ان اسرائيل بدأت تنفيذ قرار بعزل رئيس السلطة الفلطسنية ياسر عرفات من دون ان تبعده او تقتله، وقالت سيمتد الحصار الجديد الى ان يقدم العشرين المطلوبين وهم في مقره الى القوات الاسرائيلية.
وكانت حكومة اريل شارون في العادة تهدد بابعاد عرفات الى الخارج، لكن نصائح من قيادات سياسية واستخبارية قدمت خلال اجتماع الحكومة الاسرائيلية امس اشارت على شارون بـ "ضبط النفس هذه المرة وفرض الحصار التدريجي على عرفات ليحس بانه اصبح فعلا معزولا عن العالم".
وفي تفاصيل التطورات منذ عملية الحافلة الانتحارية في قلب تل ابيب، فان القوات الاسرائيلية التي تحاصر مقر قيادة عرفات في رام الله ودمرت مبنيين مهمين لقوات حرس عرفات القوة 17 ، ومبنى جديدا للأمن الفلسطيني هدفها عزل عرفات سياسيا ونفسيا عن العالم من دون ابعاده او حتى قتله.
ولمزيد من الضغوط على عرفات ، فان الجيش الاسرائيلي يطالب بعشرين فلسطينيا موجودون الآن في مقر عرفات وهم من صفوة اركان حربه.
ومن بين المطلوب تسليمهم العميد توفيق الطيراوي مدير المخابرات العامة في الضفة الغربية والعقيد محمود ضمرة قائد القوة 17 وهي الحرس الرئاسي الفلسطيني الخاص، وتتهمهما اسرائيل بتنفيذ عمليات قتل ضد مواطنيها.
والعميد الطيراوي كما هو معروف من احد المناهضين بشراسة لتولي مدربين امنيين مصريين واردنيين لقوات امن فلسطينية، وهي مهمة كان مقرر لها ان تبدأ من يوم امس الخميس، حسب اتفاق اسرائيلي ومصري واردني برعاية اميركية وسعودية.
وقالت مصادر معلومات "إيلاف" انه يبدو ان عملية الحافلة في تل ابيب جاءت هذه المرة ليس انتقاما من اسرائيل فحسب "بل ضد قرار دخول مدربين مصريين واردنيين الى الضفة الغربية وغزة للشروع بتدريب قوات الامن الفلسطينية استنادا الى تفاهم مسبق اقرته اللجنة الرباعية في اجتماعها في شهر يوليو الماضي في واشنطن".
وارسل الأردن ومصر عددا من المدربين الأمنيين للأسهام في تدريب قوات امن فلسطينية قادرة على تحمل المسؤوليات التي تكفل في النهاية قيام دولة فلسطينية استنادا الى خطط ووفق عليها اميركيا واوروبيا وكذلك من الامم المتحدة.
وهذه الخطط تقول بانشاء دولة فلسطينية خلال سنوات ثلاث، وهي كانت مكان بحث معمق على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة واقرها الاتحاد الاوروبي، لكن عناصر متشددة من بينها حركتي حماس والجهاد الاسلامي تعارضان أي وجود مصري او اردني.
ومعارضة الحركتين المتشددتين لقي رد فعل ايجابي من مسؤولين امنيين فلسطينين استبعدتهم القرارات في المشاركة بتدريب الفلسطينيين، وقاد هذا الاتجاه كل من توفيق الطيراوي مدير مخابرات الضفة ومحمود ضمرة قائد القوة 17 وهي حرس الرئيس.
وتعتقد المصادر الاسرائيلية ان عرفات يؤيد القائدين الفلسطينيين في مواقفهما، حيث خشية عرفات من عودة السلطة الاردنية الى الضفة الغربية، وعودة مصر الى غزة "وهي امور ستبقيه في العراء السياسي من دون قرار".
ونفت القاهرة وعمان مرارا وتكرارا انهما عائدتان في عجلة التاريخ الى الوراء، وقالتا في تصريحات لمسؤولين كبار منهما "نحن نحاول مساعدة الاشقاء الفلسطينيين امنيا، كما نساعدهم سياسيا وصولا الى دولة كاملة الابعاد في غضون المهلة المحددة وهي لا تتجاوز اشهر معدودات".