غزة- دعت القيادة الفلسطينية اليوم كافة القوى الفلسطينية الى وقف العمليات ضد المدنيين داخل اسرائيل وأكدت فى الوقت ذاته انها "لن تستسلم" بالرغم من تشديد الطوق على الرئيس ياسر عرفات الذي حذرت حركة فتح من اي مساس به.
وأكدت القيادة في بيان نشر في غزة انها "ضد العمليات التى تستهدف المدنيين سواء كانوا اسرائيليين او فلسطينيين وتعيد التاكيد على هذا الموقف المبدئي وتدعو شعبنا الفلسطيني وقوانا كافة الى الكف عن تنفيذ اية عملية عنيفة ضد المدنيين داخل اسرائيل".
واضافت ان رئيس حكومة اسرائيل ارييل "شارون يستخدم هذه العمليات ذريعة للتنكيل بشعبنا ولتأليب الرأي العام الإسرائيلي والدولي واتخاذها غطاء لتنفيذ مخططهم التآمري (..) وتصعيد الاحتلال العسكري لمدننا ومخيماتنا وقرانا ومناطقنا مع الحصار الخانق والتدمير الشامل والاعتقال والقتل والنسف والاغتيالات".
وكان عرفات دعا مرارا الى وقف العمليات داخل اسرائيل، لكن الحركات الفلسطينية الراديكالية ولا سيما حماس والجهاد الاسلامي رفضت نداءاته واكدت على مواصلة عملياتها طالما استمر الاحتلال الاسرائيلي. ورغم صدور بيان عن حركة فتح في 10 ايلول/سبتمبر يؤكد رفض العمليات ضد المدنيين والعمل على وقف تنفيذها، اكد مسؤولون في فتح ان البيان لم يحظ بالاجماع داخل الحركة التي يتزعمها عرفات.
والخميس اكدت القيادة الفلسطينية "ادانتها كافة العمليات التي تستهدف مدنيين سواء كانوا فلسطينيين أو اسرائيليين" بعد عملية انتحارية اوقعت ستة قتلى اضافة الى منفذها الفلسطيني في تل ابيب وتبنتها حماس.
وعلى اثر العملية، وهي الثانية خلال 24 ساعة، بعد فترة هدوء من ستة اسابيع، اقتحم الجيش الاسرائيلي مجمع المقاطعة حيث يوجد مقر عرفات برام الله في الضفة الغربية، وقام بتدمير المباني المحيطة بمكتب عرفات الذي باتت الدبابات الاسرائيلية على بعد عشرة امتار منه بعد ان اصيب فادحة جراء تفجير مبنى ملاصق في المجمع الذي تحول الى ركام.
وقررت الحكومة الاسرائيلية عزل عرفات تماما في مقره وطالبت باستسلام عشرين فلسطينيا تؤكد انهم موجودون معه ومن بينهم العميد توفيق الطيراوي، قائد جهاز المخابرات في الضفة الغربية بتهمة الضلوع في تدبير عمليات داخل اسرائيل.
وانتقدت القيادة الفلسطينية الولايات المتحدة متهمة اياها بالكيل بمكيالين وقال البيان ان "الذين يطلبون من العراق تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن يعتبرون حكومة إسرائيل فوق القانون الدولي والشرعية الدولية وهي التي رفضت 28 قراراً من مجلس الأمن الدولي".
وقالت القيادة الفلسطينية انها حرصت على "إبقاء قنوات الاتصال واللقاءات قائمة مع الإسرائيليين ومع الأميركيين حتى وهم يتدخلون- دون وجه حق - في شؤوننا الداخلية ويطالبون بتغير القيادة الشرعية المنتخبة"، وألقت بمسوؤلية توقف مسيرة التسوية السلمية على اسرائيل معتبرة أن رفضها "اتفاق السلام القائم على حل الدولتين دولة فلسطين ودولة إسرائيل" ورفضها الانسحاب من الاراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وأكدت رفضها القبول بالشروط الاسرائيلية للتسوية وقالت فى بيانها "نحن مستعدون للسلام وليس للاستسلام ولن تفرض قوة اسرائيل مهما عظمت الاستسلام على شعبنا"، مؤكدة أنها ليست "مستعدة للتفريط بالثوابت الوطنية الفلسطينية".
ومع تاكيد مسؤولين فلسطينيين تزايد خطورة الوضع والتوتر داخل مكتب عرفات المحاصر مع نحو 250 من مرافقيه ومساعديه وكبار المسؤولين الفلسطينيين، حذرت حركة فتح الحكومة الاسرائيلية من المساس بعرفات وحملت الادارة الاميركية المسؤولية باعتبارها "شريكة في العدوان" على مقره.
وقالت فتح في بيان انها "اذ تحمل الحكومة الاسرائيلية وكافة اجهزتها العسكرية والامنية كامل المسؤولية عن هذا التصعيد العسكري الخطير والنتائج المترتبة عليه، فانها تحذرها من مغبة المساس بالرئيس ياسر عرفات او اي خطر قد يتعرض له".&واكدت فتح انه "بعدها لن يكون احد بعيدا او في مامن عن ضربات حركة فتح ومقاوميها الابطال الاوفياء لقائدهم الرمز ياسر عرفات".
وتوجهت حركة فتح في بيانها الى "الامة العربية والعالم الاسلامي (..) والمجتمع الدولي بكافة دوله ومؤسساته وفي مقدمتها مجلس الامن الدولي لتحمل المسؤولية في هذه اللحظات الخطيرة وسرعة التحرك للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف تصعيدها العسكري وعدوانها الوحشي والانصياع لارادة وقرارات الشرعية الدولية".
واوضحت فتح ان "الادارة الامريكية مطالبة برفع الغطاء الذي توفره لشارون وحكومته لشن هذا العدوان والتصعيد العسكري وما يتعرض له الرئيس عرفات وتحملها كامل المسؤولية باعتبارها شريكا فيه".
وطالبت فتح "العالم بالتدخل العاجل لوقف ما يجري لانه يعرض حياة الشعب الفلسطيني وحياة الرئيس ياسر عرفات للخطر وينذر بانفجار شامل في المنطقة من شانه ان يمس الامن والسلم الدوليين".
ودعت فتح "الى الاعلان عن اضراب شامل يوم الاثنين القادم تزامنا مع عقد جلسة مجلس الامن الدولي" لبحث تطورات الوضع في مقر عرفات برام الله التي اعلنت منطقة عسكرية مغلقة منذ مساء الخميس.