لندن - إيلاف: علم من مصادر قريبة الاتصال بالمحادثات المصرية السعودية التي أجريت في جدة الأربعاء على نحو عاجل ان القيادة السعودية لم تقتنع بالمبادرة التي حملها الرئيس المصري حسني مبارك في شان مرونة في الموقف العراقي إزاء مطالب دولية كثيرة.
والرئيس المصري تحادث لساعات مع نائب خادم الحرمين الشريفين ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبد العزيز حول التطورات الراهنة عراقيا وفلسطينيا، وهو حاول اقناع القيادة السعودية بتجنب اية ضربة عسكرية آتية في مقتبل الأيام للحكم العراقي.
وعلمت "إيلاف" ان القيادة السعودية ابلغت الرئيس مبارك ان على بغداد تقديم الاستعداد للاذعان الى أي قرار يصدر عن الامم المتحدة كشرعية دولية في اتخاذ أي قرار.
وقالت القيادة السعودية للرئيس مبارك "حين كان غزو العراق للكويت فإننا وقفنا مع الشرعية الدولية، وايضا مع مصر وهي الدولة الكبيرة عربيا، والآن هنالك شروط دولية جديدة في ظل الشرعية الدولية ذاتها".
يذكر ان المملكة رفضت أي تحرك عسكري من جانب الولايات المتحدة ضد الحكم العراقي الا اذا كان مشفوعا بقرار من مجلس الأمن الدولي، وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في تصريحات للصحافة قبل ايام "نحن في المملكة نؤيد أي قرار يصدر عن الامم المتحدة في شأن العراق سلما او حربا".
ودعا الامير سعود الى مزيد من الحوار بين بغداد والامم المتحدة ، لكنه قال "للشرعية الدولية شروطها ونحن معها وعلى الشقيق العراقي الاذعان الى تلك الشرعية".
ويقول خبراء متخصصون في الحال العربي ان زيارة الرئيس مبارك اليوم الى السعودية ما هي الى محاولة من جانب القاهرة لوضع حل عربي للأزمة العراقية مع الغرب.
ولكن هؤلاء يقولون ان اية محاولة مصرية "ماهي الا تكتيك استراتيجي يبقي للقاهرة دور القيادة لمدى منظور في الحال العربي"، واضافوا "أي حل عربي لن يكتب له النجاح في الأزمة العراقية الراهنة، ولو كانت الحلول العربية ناجحة، لما اضطر التحالف الغربي الى خوض معركة عاصفة الصحراء لتحرير الكويت من قوات صدام حسين الغازية في العام 1991 ".
وأخيرا، فان الرياض على ما يبدو ابلغت ضيفها المصري الكبير ان قرارها النهائي والحاسم سينتظر ما ستقرره الشرعية الدولية حين تتقدم الدول الكبرى بقرار الى مجلس الأمن لاستصدار قرار نهائي وحاسم.