لندن - ايلاف: قالت مصادر جزائرية لـ"إيلاف" اليوم ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة اصطدم مع جنرالات الجيش الذين يمسكون بعصب السلطة في البلاد لمرات عديدة على خلفية مطالب متصاعدة بالافراج عن زعيم جبهة الانقاذ الاسلامية عباسي مدني.
ومدني (73 عاما ) يعاني من امراض خطيرة منها تدهور في اداء القلب وهو نقل الى المستشفى الاسبوع الماضي على نحو طارىء، وهو معتقل تحت الاقامة الجبرية في منزله منذ العام 1997 .
وكان الشيخ مدني زعيم جبهة الانقاذ الاسلامية اعتقل في سجن البليدة العسكري في العام 1991 مع ستة من قادة الجبهة من بعد الانتخابات البرلمانية التي اكتسحت فيها الجبهة غالبية المقاعد، ولكن الرئيس الاسبق الشاذلي بن جديد الغى نتائج الانتخابات وحظر العمل السياسي على الجبهة واعتقل قيادييها.
وفي ندوة صحافية امس، طالب فاروق قسنطين رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية لحقوق الانسان برفع الاقامة الجبرية عن عباسي مدني لأسباب انسانية وصحية، وهو اشار الى ان الشيخ "سجين منزله ومحظور عليه استقبال الناس او التحدث الى الآخرين بمن فيهم الصحافة، كما انه محظور عليه مغادرة منزله ".
وقالت المصادر الجزائرية لـ"إيلاف" ان الرئيس بوتفليقة اصطدم لملرات عديدة مع قادة الجيش في شأن الافراج عن مدني وبقية المساجين من قادة الجبهة ومنهم الرجل الثاني في الانقاذ علي بالحاج الذي يعاني من اطضرابات صحية وهو مسجون الآن في سجن البليدة العسكري.
وفي تصريحات شديدة اللهجة رفض الجنرال محمد العماري قائد الجيش والرجل القوي في البلاد الافراج عن عباسي مدني متحججا يالقول "لانريد تجربة اخرى في الاغتيال كما حدث لعبد القادر حشاني احد قادة الجبهة الذي اغتيل امام منزله في العام 1997 على ايدي مجهولين من بعد اطلاق سراحه".ويحاول الرئيس الجزائري حسم موضوع جماعة جبهة الانقاذ الاسلامية من قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجري في السنة المقبلة، وكان بو تفليقة انتخب بدعم كبير من الجنرالات في العام 1999 وهو منذ ذلك الحين يحاول وضع حد للصراع السياسي والدموي في البلاد ولكن من دون نتائج تذكر.
والصراع قائم بين متشددين اسلاميين وقوات السلطة من العام 1996 حيث يطالب المتشددون باقامة حكم اسلامي في البلاد وهو امر يرفضه الجنرالات، وهؤلاء المتشددون مجموعات شبابية تستند في افكارها الى ما تدعو اليه جبهة الانقاذ ولكن على نحو دموي.وادت الصراعات الدموية الى مقتل ما لايقل عن 150 ألف جزائري فضلا عن تشريد مئات الاف اخرى.
وفي الاسبوع الماضي صرح محفوظ نحناح زعيم حركة مجتمع السلم والتقدم وهي حركة معارضة ذات اهداف سلمية بانه يحاول التوسط بين الحكم الجزائري وجماعة جبهة الانقاذ وصولا الى حل سلمي ينهي مشاكل البلاد والتوجه نحو جزائر ديموقراطية لجميع ابنائها.