القاهرة ـ إيلاف :حظيت حرب تشرين الأول (أكتوبر) باهتمام واسع من قبل المفكرين العسكريين والساسة وهنا نحاول أن نلخص وقائع ونتائج الحرب في محطات وأرقام توثيقية:
استمرت المواجهة العسكرية مع إسرائيل 104 أيام، وأنفق فيها علي شراء أسلحة حديثة بدلا من التي دمرت في حرب 1967 حوالي 4.5 مليارات جنيه مصري، أو ما يعادل 1.5 مليار دولار وفقا لأسعار الدولار اليوم. وبعد ما كان لدى مصر ما بين 32 و40 طائرة فقط بعد ضرب الطائرات المصرية على المدرجات في 5 حزيران (يونيو) 1967، صار لدى مصر 556 طائرة، قامت 243 منها بتنفيذ أنجح ضربة جوية في التاريخ العسكري المصري، على يد قائدها في ذلك الوقت الرئيس المصري حسني مبارك.
خسائر مصر
شارك في الحرب 2250 دبابة و2200 ناقلة جند مدرعة و2100 مدفع ميدان وراجمة صواريخ و1900 مدفع مضاد للدبابات و2750 مدفعا مضادا للطائرات، و150 بطارية دفاع جوي و6 مدمرات و3 فرقاطات و12 غواصة و18 زورق صواريخ و23 زورق طوربيد و8 كاسحات ألغام.
وكانت مصر قد خسرت في حرب 1967 كما تشير الأرقام الرسمية 85% من أسلحتها ومعداتها، و13600 جندي وضابط ما بين قتيل وجريح ومفقود، وهو ما يعادل 17% من القوات المصرية في ذلك الوقت، كما فقدت القوات الجوية 85% من مقاتلاتها، وفقدت 4% من طياريها.
خسائر إسرائيل
وتشير الأرقام المصرية الرسمية ـ كما نشرها مراقبون عسكريون ـ إلى أن خسائر إسرائيل في حرب الاستنزاف، التي قامت بها القوات المصرية في الفترة من 8 أيلول (سبتمبر) 1968 وحتى آب (أغسطس) 1970 قد بلغت قتل 40 طيارا، و837 قتيلا، و3141 جريحًا، وإسقاط 27 طائرة، وتدمير 72 دبابة، و19 مجنزرة, و81 مدفع هاون، ومدمرة، وسبعة زوارق وسفن، فيما تكلفت إسرائيل في هذه الحرب المحدودة التي سبقت حرب تشرين أول (رمضان) 1362 مليون ليرة إسرائيلية في ذلك الوقت، ودمرت القوات المصرية قوة الدبابات الإسرائيلية بقيادة عساف ياغوري، وتم أسر قائد القوة الذي وصف بعد عودته من الأسر يوم الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) بأنه الاثنين الأسود في إسرائيل‏.‏
كما تشير الأرقام المصرية التي أوردتها وكالة (قدس برس) إلى أن المهندسين المصريين قاموا بحفر خنادق للقوات المصرية على طول الجبهة مع العدو الإسرائيلي قبل الحرب، بلغت 1000 كيلو متر؛ إذ تم حفر ورفع 20 مليون متر مكعب من الرمال لإنشاء التجهيزات الهندسية ووحدات المدفعية والدفاع الجوي، وهو ما يعادل حجم 10 أهرامات مثل هرم خوفو، لدرجة جعلت الإسرائيليين يتندرون قائلين إن المصريين من هواة بناء الأهرامات.
300 تجربة عبور
وتشير الأرقام المصرية ـ وفقاً لتقارير عسكرية مصرية ـ إلى أن القوات المصرية قامت بـ 348 تجربة حقيقية لفتح ثغرات في خط بارليف، و300 تجربة للعبور إلى قناة السويس، ومد رؤوس الكباري قبل العبور الحقيقي، وأنه بعد بداية الضربة العسكرية الجوية الأولى التي قامت بها 243 طائرة مصرية، دمرت مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية والتي تمت في الساعة الثانية و20 دقيقة بعد الظهر، بدأ 2000 مدفع إطلاق 10500 طلقة على المواقع الإسرائيلية بمعدل 175 قذيفة في الدقيقة، وبقوة نيران 3000 طن من المواد شديدة الانفجار.
وفي نفس الوقت كان 8000 جندي يبدؤون عبور القناة في 1000 قارب مطاط، كما قامت 60 مفرزة من المهندسين العسكريين بفتح 12 ثغرة في خط بارليف باستخدام 450 مضخة مياه، ليرفع أول علم مصري على خط بارليف بعد 30 دقيقة من بداية الحرب، ويسقط 280 شهيدا مصريا فقط في معركة العبور التاريخية.