بيروت- اكد العراق اليوم استعداده لمواجهة ضربة أميركية فورا وصعد في الوقت نفسه لهجته ضد الحكام العرب بعد ان منح الكونغرس الاميركي الرئيس جورج بوش صلاحية استخدام القوات المسلحة ضد العراق. واكد ممثل العراق الدائم لدى الامم المتحدة محمد الدوري انه لا يستغرب ان تقوم الولايات المتحدة وبريطانيا بعرقلة عودة المفتشين الدوليين الى العراق بحجة عدم كفاية نظام التفتيش الحالي.
وفي اول رد فعل عراقي على قرار الكونغرس الاميركي قال نائب رئيس الوزراء طارق عزيز للصحافيين فى بيروت "لو اتت الضربة الاميركية بعد ساعة فنحن مستعدون لها".
وقال عزيز للصحافيين اثر لقائه رئيس الجمهورية اللبناني اميل لحود "لست متفاجئا بالقرار وسنواجه المخطط العدواني". واضاف ردا على سؤال عن توقيت الضربة الاميركية "لسنا من يحدده ولكن لو اتت بعد ساعة فنحن مستعدون لها". وردا على سؤال عما اذا كانت بلاده سترد على الهجوم الاميركي باسلحة الدمار الشامل قال "سنرد بالارادة. الارادة افضل من السلاح هناك اناس يهزمون ولديهم مخزونات كبيرة من الاسلحة لكن لا ارادة لديهم للمقاومة".
واكد المسؤول العراقي ان بلاده "لا تشكل تهديدا لاحد لا لبلدان المنطقة ولا لاميركا نفسها". واضاف ان "ما يقوله الرئيس الاميركي جورج بوش ليس صحيحا وهو يريد الهيمنة على المنطقة بشكل كامل والسيطرة على النفط اضافة الى السيطرة السياسية والعسكرية".
واضاف "كذلك يريد (بوش) مساعدة شارون (ارييل) على مخططه الاجرامي في تهجير الشعب الفلسطيني من ارضه". واشار عزيز الى ان بلاده "تتحرك باتجاه الاشقاء والاصدقاء لفضح الذرائع الكاذبة التي يتذرعون بها للعدوان على العراق".
وجدد التأكيد على "ان العدوان الذي يستهدف العراق في الوقت الحاضر لا يستهدف العراق وحده بل جميع الاقطار العربية" مطالبا "كل القيادات العربية بان تعي هذه الحقيقة وان تواجه العدوان بما تستطيع بالسياسة وبكل الوسائل المتاحة". وقال "اذا وقع العدوان على العراق وتمكن الاميركيون من تحقيق اهدافهم فان النتائج الكارثية ستحل على الجميع حتى على اولئك الذين يقدمون التسهيلات والخدمات للعدوان الاميركي".
وكان نائب رئيس الوزراء العراقي قد حذر الحكام العرب مساء أمس الخميس من انهم لن "يحافظوا على كراسيهم" بعد ضرب العراق في تصعيد ملحوظ للهجة العراق ازاء الدول العربية. وقال عزيز في كلمة القاها امام مئات من المفكرين والمثقفين والسياسيين اللبنانيين من بينهم رسميين ان "الحكام العرب سيكونون واهمين ان ظنوا انهم سينجون من الخطر ويحافظون على كراسيهم بينما يتفرجون عبر شاشات التلفزيون على الحرب ضد العراق".
وانتقد عزيز، الذي كان يتحدث خلال العشاء السنوي ل"تجمع اللجان والروابط الشعبية اللبنانية"، عدة مرات "الانظمة العربية" معتبرا ان المشكلة الاساسية تكمن في "ان الانظمة العربية تتوهم ان بامكانها النجاة بعد العدوان على العراق فيبقى كل على كرسيه في دولته".
ورأى ان "الحاكم الذي لا يرى في العدوان على العراق خطرا عليه يرتكب خطأ جسيما". واكد المسؤول العراقي ان بلاده تسعى "لتصحيح ما يمكن تصحيحه من مواقف الانظمة العربية المترددة المتوهمة"، مؤكدا ان العراق سيتكل "على الجماهير العربية ويستمر في القتال من مدينة الى اخرى ومن بيت الى بيت ولن يلتمس وقف النار". وقال "لن نكون اقل شجاعة من اطفال ونساء فلسطين او من المقاومين في لبنان".
من ناحيته اكد الرئيس اللبناني اميل لحود، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، "اهمية مواجهة التهديدات الاميركية للعراق بموقف عربي موحد ينسجم مع قرارات القمة العربية التي انعقدت في بيروت في اذار/مارس الماضي والتي اعتبرت اي اعتداء على دولة عربية بمثابة اعتداء على كل الدول العربية" كما افادر مصدر رسمي لبناني.
وكان المسوؤولون العراقيون اكتفوا في الاسابيع الاخيرة بتنبيه الدول العربية الى ان المخطط الاميركي لتقسيم العراق والسيطرة على نفطه سيطالها . ووصل عزيز الخميس الى بيروت في زيارة للبنان تستمر يومين ويغادر العاصمة اللبنانية برا غدا السبت عائدا الى دمشق.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة "الثورة" عن الدوري اليوم قوله ان "العراق يرغب في اثبات التزاماته الكاملة بالقرارات ذات الصلة واعلن عن قبوله عودة المفتشين الدوليين ونجحت مباحثات فيينا بشأن الاجراءات العملية لتنفيذ مهماتهم". واضاف "لكن ليس مستغربا ان تقوم هاتان الدولتان (اميركا وبريطانيا) نفسهما بعرقلة عودة المفتشين الى العراق بحجة عدم كفاية نظام التفتيش الحالي".
واوضح ان "السياسة الاميركية والبريطانية العدائية تجاه العراق تهدف الى صرف الانظار عن المأساة الانسانية الحقيقية التي يعانيها شعب العراق نتيجة لاستمرار سياسة فرض وادامة الحصار الاقتصادي المفروض عليه الذي اودى بحياة اكثر من مليون ونصف المليون من شعبه".
واكد الدوري ان "المجتمع الدولي مدعو الى تحمل مسؤولياته استنادا الى ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي في وقف العدوان ورفع الحصار الجائر المفروض عليه". وقد اكد اللواء حسام محمد امين مدير عام دائرة الرقابة الوطنية العراقية امس للصحافيين استعداد العراق "لاستقبال المفتشين في اي لحظة".
وقال "اتفقنا مع السيد هانس بليكس (رئيس الانموفيك) ومحمد البرادعي (مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية) على تاريخ العودة وهو التاسع عشر من تشرين الاول/اكتوبر الحالي ونأمل ان يفوا بوعدهم ويصلوا في الموعد المتفق عليه". واوضح انه "حتى قبل هذا الموعد نحن على استعداد لاستقبالهم والعمل معهم بتعاون وبدون شروط مسبقة".
واشار المسؤول العراقي "لكن للاسف يحاول الاميركيون الضغط على هانس بليكس ومحمد البرادعي ولجنة التحقق التابعة للامم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية لتأجيل العودة ليمنحوا انفسهم الفرصة لاصدار قرار شرير ضد العراق يكبل العراق بشروط غير معقولة وغير واردة في القرارات السابقة".
التعليقات