القدس- عاد حزب العمل الاسرائيلي الى صفوف المعارضة لتمييز موقفه عن حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء ارييل شارون، ساعيا بذلك لاستعادة هويته ومهيئا نفسه للانتخابات العامة المقبلة.
ويعاني حزب العمل من خلافات داخلية، في وقت تتصارع فيه تيارات عدة للسيطرة على هذا التنظيم الذي يعتبر القوة السياسية الاولى في اسرائيل من حيث عدد النواب في الكنيست.
ومن المقرر اجراء انتخابات داخلية في 19 تشرين الثاني/نوفمبر لتعيين زعيم للحزب يكون مرشحه لمنصب رئيس الوزراء في حال تنظيم انتخابات مبكرة.&وتنتهي ولاية البرلمان الحالية في الظروف العادية، بعد عام.
واعلن زعيم الحزب وزير الدفاع المستقيل بنيامين بن اليعازر بوضوح انه يعتزم طلب اجراء انتخابات مبكرة، بعد انهيار حكومة الوحدة الوطنية مساء امس الاربعاء.&ويشهد حزب العمل تراجعا متواصلا منذ هزيمته في انتخابات شباط/فبراير 2001. وتتوقع استطلاعات الرأي له كارثة في الانتخابات المقبلة.
وبحسب استطلاع للرأي نشره معهد مينا تشيماك الثلاثاء، فان حزب العمل لن يحصل سوى على 21 مقعدا في البرلمان، في مقابل 25 حاليا.&اما عدد النواب عن حزب ليكود، فسيرتفع من 19 الى 29 نائبا حسب الاستطلاع نفسه.
وقال الخبير السياسي افرائيم اينبار ان "الانسحاب من الحكومة لم يكن قرارا متعقلا لان الرأي العام الاسرائيلي الحريص على اللحمة الوطنية، بات يعتبر (حزب العمل) مسؤولا" عن الازمة الحالية.
ويجمع المحللون على اعتبار بن اليعازر الخاسر الاكبر من سقوط حكومة الوحدة الوطنية، بعدما كان حتى اللحظة الاخيرة احد كبار المدافعين عنها.&ويعتبر بن اليعازر من "الصقور". وقد ساند بدون تحفظ تقريبا سياسة شارون، مبتعدا بذلك عن اهداف اليسار، ما جعل بعض المحللين يلقبون حزبه بسخرية ب"الليكود 2".
وبعدما واجه بن اليعازر معارضة متزايدة في صفوف حزبه، بدل مواقفه، فعمل على تفكيك نقاط الاستيطان العشوائية وطالب بخفض الاموال المخصصة للمستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واشار الاستطلاع ذاته الى انه لن يحصل سوى على 22% من الاصوات في الانتخابات الداخلية، في مقابل 34% لرئيس بلدية حيفا عميرام ميتسناع و27% للنائب حائيم رامون.&وكان رامون متشددا جدا في انتقاداته لسياسة حزبه، خلال المؤتمر العمالي الاخير في مطلع تشرين الاول/اكتوبر.&وقال "لقد اصبحنا نعاج شارون. نبقى متأهبين، نلزم الصمت (..) وجميعنا يعرف ما يحصل للنعاج في مزرعة شارون: هذا ما سيحصل لنا تماما".
ويحظى جنرال الاحتياط عميرام ميتسناع بحسب استطلاعات الرأي بفرصة كبيرة لتولي زعامة حزب العمل. وهو يؤكد انه سيسعى للتوصل الى تسوية سياسية مع الفلسطينيين.&ولا يزال هناك عنصر ذو وزن كبير، مجهولا في هذه المعركة، وهو شيمون بيريز، اخر ممثلي الحرس القديم العمالي.&ويسعى اليمين لاستقطاب بيريز الذي دافع حتى اللحظة الاخيرة عن حكومة الوحدة الوطنية، ما جعل شارون يثني على مواقفه.
ولم يستبعد المعلقون ان يقترح شارون على بيريز بعد ان تتبدد الازمة الناتجة عن سقوط الحكومة، الانضمام وحيدا الى الحكومة الجديدة.&وعنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم صفحتها الاولى "بيريز، موفد خاص (لشارون) على الساحة الدولية".
وهناك سابقة تاريخية لمثل هذا الوضع، حين انضم الجنرال العمالي الشهير موشي دايان عام 1977 الى حكومة مناحيم بيغن اليمينية حيث عين وزيرا للخارجية، ومهد لتوقيع معاهدة السلام مع مصر.