القدس-ماريوس شاتنر: يستعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لمواجهة ثلاث مذكرات بحجب الثقة عن حكومة الاقلية التي يرئسها، ويواصل مشاوراته مع اليمين المتطرف لاقناعه بالانضمام الى حكومته.&ويفيد كل المعلقين ان شارون الذي بات يرئس حكومة اقلية بعد انسحاب وزراء حزب العمل منها، سيتجاوز بنجاح المذكرات الثلاث بفضل دعم اليمين المتطرف بعدما تعهد الحزب الرئيسي في هذا التيار، "كتلة الوحدة الوطنية" (سبعة نواب) عدم التصويت لمصلحتها.
وقدمت مذكرات حجب الثقة احزاب ميريتس (اليساري العلماني-عشرة مقاعد) وشينوي (يمين الوسط-ستة مقاعد) والاحزاب العربية (عشرة مقاعد).&ولكي تتمكن هذه الاحزاب من اطاحة الحكومة يجب ان تحظى باصوات 61 نائبا الامر الذي يبدو مستحيلا من دون مساندة اليمين المتشدد.&من جهة اخرى لم يصدر شارون حتى منتصف نهار اليوم، اي رد على الشروط التي وضعها امس رئيس الوزراء السابق اليميني بنيامين نتانياهو ليقبل بمنصب وزير الخارجية خلفا لشيمون بيريز الذي استقال الاربعاء مع الوزراء العماليين الآخرين.
&ورد نتانياهو على عرض شارون ب"نعم مشروطة" اقرب الى الرفض مطالبا بموافقة شارون على اجراء انتخابات مبكرة.&وقال وزير الاتصالات الاسرائيلي روفن ريفلين القريب من شارون للاذاعة الاسرائيلية العامة ان "هذا الشرط غير مقبول".&ويخوض الرجلان منازلة يتمثل رهانها الاساسي في زعامة تكتل الليكود الحزب الرئيسي في اليمين الاسرائيلي واكبر الاحزاب في الدولة العبرية خصوصا وان استطلاعات الرأي ترجح فوزه في الانتخابات التشريعية المقبلة المقررة نهاية تشرين الاول/اكتوبر 2003.
&وفي لقاء بينهما الاحد، طلب نتانياهو من شارون ان تعمد الحكومة الاسرائيلية على طرد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات من الاراضي الفلسطينية وان تعلن معارضتها لاقامة دولة فلسطينية طبقا لقرارات الليكود.&لكن مصادر من الجانبين ذكرت ان هذين الطلبين وخلافا لطلب اجراء انتخابات مبكرة، لا يشكلان شرطين.&ويطالب نتانياهو الذي ترأس الحكومة الاسرائيلية من 1996 الى 1999، منذ سنتين باجراء انتخابات مبكرة ولم يكف عن المزايدة على شارون في ما يتعلق بمكافحة الانتفاضة الفلسطينية.
&ويفترض ان يعلن البرلمان الاسرائيلي بعد ظهر اليوم الاثنين عن موقفه من تعيين جنرال الاحتياط شاوول موفاز وزيرا للدفاع خلفا لزعيم حزب العمل بنيامين بن اليعازر الذي انسحب حزبه من الحكومة احتجاجا على الاموال المخصصة للمستوطنات اليهودية في مشروع ميزانية العام 2003.
وقد دعي موفاز الذي يعارض بشدة اتفاق اوسلو ويؤيد سياسة استخدام القوة ضد الانتفاضة، لتولي حقيبة الدفاع بعد اقل من اربعة اشهر من انتهاء مهامه على رأس هيئة اركان الجيش، وهذا امر لا سابق له في اسرائيل.&ودعا نائبان من حزب ميريتس الى ارجاء تصويت البرلمان بعد تقرير لمنظمة العفو الدولية يتهم الجيش الاسرائيلي بارتكاب "جرائم حرب" في عهد موفاز.
&ودعت المنظمة في تقرير بعنوان "سور واق في مواجهة تحقيق: انتهاكات الجيش الاسرائيلي في جنين ونابلس"، اسرائيل والاسرة الدولية الى اجراء تحقيق لتحديد المسؤولين عن "جرائم الحرب" مهما كانت مناصبهم.&واكدت المنظمة ان الجيش الاسرائيلي قام بين نيسان/ابريل وحزيران/يونيو اثناء عملية "السور الواقي" بقتل مدنيين وتعذيب اسرى واستخدام مدنيين كدروع بشرية وتدمير منازل ومنع نقل مساعدات انسانية وطبية الى الفلسطينيين.
&وفي مواجهة هذه الاتهامات، برر الجيش الاسرائيلي تحركاته بقوله ان اسرائيل "مارست حقها الاساسي في الدفاع عن النفس عبر مهاجمة البنى التحتية الارهابية" الفلسطينية في هاتين المدينتين في شمال الضفة الغربية.&واضاف ان "هذه البنى التحتية كانت مترسخة وسط الشعب الفلسطيني الذي كان يستخدم كدرع بشري لها وعند مهاجمتها حرص الجيش الاسرائيلي على عدم ضرب السكان المدنيين".
&وميدانيا افادت مصادر طبية وامنية فلسطينية ان اربعة فلسطينيين بينهم طفل في الخامسة من عمره اصيبوا برصاص وشظايا قذائف اطلقتها الدبابات الاسرائيلية باتجاه مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.&وكان فلسطيني مختل عقليا قتل برصاص الجيش الاسرائيلي الليلة الماضية كما توفي فلسطيني اخر متأثرا بجروح اصيب بها بالرصاص الاسرائيلي السبت في خان يونس.&&وبمقتل هذين الفلسطينيين يرتفع الى 2634 عدد القتلى منذ انطلاق الانتفاضة في نهاية ايلول/سبتمبر 2000، بينهم 1948 فلسطينيا و637 اسرائيليا.