الرياض-ايلاف: في الحلقة الثالثة عن الخلية النائمة التي ايقظت اجهزة الامن المغربية وفتحت الطريق امامها الي التعرف على حقيقة ان منظمة القاعدة قد وصلت الي اراضيها يقول احد انصارها، محمد زهير هلال الثبيتي كما نقلت صحيفة الوطن السعودية انه وخلال التحقيقات التي خضع لها اكد بأنه من أتباع تنظيم "القاعدة" وأنه متأثر بفكر الجهاد وأنه من أنصار أسامة بن لادن.
إلا أن التحقيقات والبحث في الأرشيف الأمني, بفعل التعاون الوثيق بين السلطات المغربية والسعودية لم يثبت أن لدى الثبيتي سوابق قضائية وهو ما حدا بهيئة الدفاع في الثامن من يوليو الماضي إلى طلب إخلاء سبيله.
وقبل أن نواصل الحديث عن الإعداد للتفجيرات في المغرب, وحكاية زواجه للمرة الثانية من مغربية أخرى هي بهيجة هيدور المعتقلة في سجن عكاشة في الدار البيضاء لابد من الإشارة إلى أن حياة الثبيتي كان عادية وكان منفتحاً على العالم الخارجي بدليل أنه زار عدداً من الدول السياحية من بينها الإمارات العربية المتحدة حيث أمضى 5 أيام في دبي مع ابن عمه محمد حامد الثبيتي, قبل أن يتحولا إلى الفلبين لمدة 25 يوماً.
وبعد فوزه بإحدى مسابقات شركة التبغ "فليب موريس" سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية برفقة 3 أشخاص يحملون جنسيات كويتية وبحرينية وسعودية, وزاروا سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وممفيس ونيو أورلينز وواشنطن ونيويورك.
وبعد عودته من أمريكا التي بقي فيها 14 يوماً, قدم استقالته من شركة تتراباك المتخصصة في صناعة علب الكارتون الخاصة بالمشروبات وباع سيارته وأثاث بيته بنية السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاستقرار فيها نهائياً, علماً بأنه حصل على تأشيرة الدخول إلى الدول الأوروبية "شينجن" وسافر إلى العاصمة البلجيكية بروكسل بهدف زيارة المكتب السياحي, وبعدها توجه إلى أمريكا وبقي فيها 6 أشهر ليعود إلى بلاده, قبل تحوله إلى أحد أعضاء تنظيم "القاعدة", حيث خضع لغسيل دماغ, وأصبح "عسكرياً" مطيعاً لأوامر قيادته.
وزهير الثبيتي ابن رجل ميكانيكي النشأة والدراسة يشتغل حالياً سائق أجرة, وهو أخ لـ6 أفراد ( 4 ذكور و2 إناث). بعد بلوغه سن السادسة من عمره التحق بمدرسة الملك فيصل الابتدائية في مكة, ودرس فيها لمدة ست سنوات قبل أن ينتقل إلى مدرسة النورية الابتدائية التي درس فيها سنة واحدة, ثم انتقل إلى إعدادية التنعيم المتوسطة ودرس فيها سنتين قبل أن يلتحق بعد ذلك بإعدادية عبيد بن كعب ودرس فيها شهرا ونصف الشهر فقط, ليلتحق بعدها بثانوية حراء التي قضى فيها سنة واحدة بسبب رسوبه في الامتحانات.
وبعد انقطاعه عن الدراسة التحق زهير الثبيتي بمعهد الدراسات الفنية التابع للقوات المسلحة الملكية الجوية السعودية في مدينة الظهران, ودرس فيه سنة ونصف السنة, حصل خلالها على شهادة الفرد الأساسي في التدريبات العسكرية, ولم يتمكن من متابعة باقي المستويات الدراسية بفعل رسوبه في اجتياز اختبارات اللغة الإنجليزية.
وكان من الضروري, أن يبحث عن عمل, بعد ما طارده شبح الفشل الدراسي, حيث تمكن بعد عودته إلى مدينة جدة, من العمل 3 سنوات في مكتب النماء الذي يملكه خاله محمد صدقة الصباغ وكان بصفة "معقب", وبعدها تحول إلى شركة "تتراباك" السويدية وهي باسم القصيبي, وبقي فيها سنتين قبل تقديم الاستقالة.
وبعد عودته من الولايات المتحدة التي قضى فيها 6 أشهر, تأثر بالالتزام الديني لوالدته التي كانت تحثه على المواظبة على الصلاة والاستقامة, مما دفع به إلى التحول الكبير في مساره, وأصبح إنساناً ملتزماً لا يهتم سوى بسماع أشرطة المواعظ والإرشاد قبل أن تتولد لديه فكرة البحث عن الطريقة التي توصله إلى الجهاد.
وبعد زيارته لأفغانستان قضى فترة تدريبية شبه عسكرية لمدة 50 يوماً في معسكر الفاروق في كابول, إضافة إلى فترة أخرى لمدة 21 يوماً في مجمع المطار في قندرها خصصت لتعلم تقنيات تنفيذ عمليات اغتيال الأشخاص بواسطة الأسلحة النارية وطرق جمع المعلومات والتفتيش والاستخبارات وتقنيات التزييف والتزوير لوثائق الهوية والتعريف والصور الفوتوغرافية والأختام.
والثبيتي لم يسبق له أن أدى الخدمة العسكرية في السعودية ولم يحصل سوى على دبلوم ميكانيكي عام من شركة "كانو" في جدة المتخصصة في بيع وصيانة الآلات الرافعة الثقيلة, إضافة إلى شهادة من المعهد الخاص "أرسيسك" بعد أن اجتاز فترة تدريبه لمدة 19 يوماً في مكافحة الحرائق الأولية.
البحث عن زوجة ثانية
لابد من الإشارة إلى أن هذه المحطات ستساهم دون شك في التعرف أكثر على شخصية زهير الثبيتي الذي يعد حسب لائحة الاتهام الرجل الأساسي في الخلية النائمة التي ضبطتها السلطات المغربية في مايو الماضي, وستقدم أمام المحكمة للمرة الثانية في التاسع من الشهر المقبل.
وتشير اللائحة أيضا إلى أن الثبيتي خلال وجوده في المغرب, بدأ يعد العدة للتفجيرات بتنسيق مع مواطنه جابر عوض العسيري.
وقد طلب من الأخير أن يكلف زوجته نعيمة هارون بالبحث عن زوجة له. وأثناء ذلك بعث برسالة إلى خلاد بن عتش بطريقة مشفرة مفادها "أنه مسافر إلى عند زوجته وإخوانه, ولكن القلم الذي أخذه من عند أخيه ما هو راضي يكتب وغير له جميع أنواع الحبر. وما هو راضي يكتب, فأعطيني العنوان علشان آخذ منه قلماً".
ومعنى هذه الرسالة المشفرة أنه سيلتحق بأخوين له قتلا في الجهاد وبزوجته رجاء بنموجان التي توفيت في أفغانستان بعد الهجوم الأمريكي, ودفنها في قرية "بنجويل" في قندهار. وقصد بالقلم "الصاعق" الذي فشلت تجربته ويطلب منه مده بالعنوان الإلكتروني لخبير المتفجرات "أبو خباب المصري". وبعث له المدعو محمد القطري 18700 درهماً عن طريق شركة (وسترن أونبوت" وبعد ذلك التقى بجابر العسيري رفقة عبدالله الغامدي الذي سبق أن تعرف عليه في أفغانستان واستفسر هذا الأخير إن كان باستطاعته صنع صواعق المتفجرات فطلب منه الانتظار حتى يتمكنا من القيام بعمليات تفجيرات مهمة, خاصة بحافلات التلاميذ الأجانب. واشترى من مدينة الرباط 6 قارورات من ماء "الأستون" وميزانين للحرارة لقياس درجة حرارة الماء وقارورة زجاجية لقياس السوائل و 3 أخرى من البلاستيك واقتنى هذه المواد لصنع الصاعق والمتفجرات.
وسلمه محمدد مفمان تاجر القماش مبلغ 3000 درهم كمساعدة, وعن طريق جابر العسيري تعرف على بهيجة هيدور وتزوجها زواجاً عرفياً واخبرها بأنه ينتمي إلى "القاعدة". وبعث له محمد القطري بعد اتصاله به مبلغ 400 درهم ومن المدعو رامي مبلغ 1000 ريال سعودي.
وبعد زواجه العرفي من بهيجة هيدور سلم الحقيبة التي تضم جميع المواد التي اقتناها من أجل صناعة المتفجرات إلى جابر العسيري الذي أخفاها لديه قبل أن يسترجعها منه ويخفيها بدوره في الغرفة الخاصة به وبزوجته بهيجة بعد إخبارها بأنها تحتوي على مواد خاصة بصنع المتفجرات