القاهرة ـ نبيل شرف الدين: مازال "الزيس" مستمراً في أروقة "ماسبيرو"، و"الزيس" هو مصطلح دارج في أروقة اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، يقصد به الرشاوي التي يتقاضيها العاملون من ضيوفهم مقابل ظهورهم على شاشات القنوات المصرية المختلفة، فبعد القبض على محمد الوكيل رئيس قطاع الأخبار السابق وإدانته قضائياً بتقاضي الرشى، واصلت هيئة الرقابة الادارية في مصر حملتها على الفساد داخل التلفزيون المصري ، وألقت القبض علي المذيع خالد مصباح، الذي يقدم برامج الخدمات بالقناة الثالثة متلبسا بتقاضي 10 آلاف جنيه علي سبيل الرشوة من أحد المستثمرين مقابل التوسط له لدي رئيس هيئة المصل واللقاح لصرف كمية من الأنسولين لشركته المتخصصة في تجارة الأدوية.
وبدأت القضية بمعلومات لأعضاء لهيئة الرقابة الادارية مفادها إن المذيع اتفق مع رجل الأعمال خالد عبدالرحيم صاحب شركة أدوية وأقنعه بقدرته علي التوسط لدي محمد العبادي رئيس مركز المصل واللقاح بصرف كمية من الأنسولين للمستثمر لتوزيعها من خلال شركته لتجارة وتوزيع الأدوية. وذلك رغم ان توزيع الأنسولين قاصر علي شركات القطاع العام "الحكومي".
استصدر أعضاء الرقابة الإدارية إذناً من نيابة أمن الدولة العليا لتسجيل لقاءات المذيع ورجل الأعمال بالصوت والصورة، بعد أن أكدت التحريات ان المذيع عرض علي المستثمر الظهور في برنامجه "مسؤول علي الهواء" مقابل ألف جنيه في الحلقة الواحدة.
قام أعضاء هيئة الرقابة الادارية برصد اللقاءات بالفعل حتى تم القبض علي المذيع متلبسا أمام مسكنه الكائن في حي حدائق القبة شرق القاهرة.
حقق مع المتهم أشرف العشماوي وأحمد خيري وكيلا نيابة أمن الدولة، باشراف المستشار هشام بدوي المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا في مصر.
وتشن الحكومة المصرية منذ سنوات حملة ضد الفساد، طالت وزيرين سابقين ونواباً في البرلمان وعدداً غير قليل من كبار المسؤلين. أما جهاز التلفزيون الذي لم يتوقف حديث صحف المعارضة عن انحرافات مالية تُرتكب داخله فكان له ايضاً نصيب من الحملة اذ اتهمت رئيسة احدى قنواته وعدد من العاملين بتلقي رشوة فيما يقبع مخرج ورئيس قطاع الأخبار وراء القضبان.