مخيم البريج (غزة)- عادل الزعنون: قتل عشرة فلسطينيين واصيب نحو عشرين بجروح جراء القصف الاسرائيلي الكثيف خلال عملية توغل قام بها الجيش الاسرائيلي في مخيم البريج للاجئين جنوب مدينة غزة فجر اليوم الجمعة، ثاني ايام عيد الفطر، في ما وصفته السلطة الفلسطينية بانه "مجزرة جديدة".
ووصف مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل ابو ردينة ما وقع في مخيم البريج بانه "مجزرة وجريمة جديدة ضد ابناء شعبنا الفلسطيني الاعزل"، مطالبا المجتمع الدولي وخصوصا اللجنة الرباعية "بالتحرك الفوري لوضع حد للجرائم والفظائع الاسرائيلية وتوفير حماية للشعب الفلسطيني".
واكدت مصادر امنية فلسطينية وشهود ان "اكثر من اربعين دبابة والية عسكرية ثقيلة خرجت من محيط مستوطنة نتساريم جنوب مدينة غزة ومن قرب الخط الفاصل (بين اسرائيل وشرق قطاع غزة) وتوغلت بتغطية من المروحيات العسكرية في مخيم البريج في الساعة الثانية والنصف فجرا (0:30 ت غ) بعد ان حاصرت المخيم من كافة محاوره".
وانسحبت القوات الاسرائيلية من المخيم في الخامسة صباحا (3 ت غ) بعدما قامت بنسف منزلين بالمتفجرات، واوقفت اربعة فلسطينيين.&وجرى خلال عملية التوغل تبادل لاطلاق النار بين الجنود ومسلحين فلسطينيين.&واكد مصدر امني ان الدبابات اطلقت عشوائيا وبكثافة قذائف المدفعية ونيران الرشاشات الثقيلة كما اطلقت مروحية عسكرية صاروخا تجاه المواطنين وقتلت على الفور ثلاثة منهم في الشارع الرئيسي للمخيم. واكد شهود ان الفلسطينيين الثلاثة خرجوا من منزلهم اثر بدء اطلاق النار.
والقتلى العشرة وبينهم امرأة، هي احلام الواوي (30 عاما) اصيبت بشظايا صاروخ اسرائيلي اطلقته مروحية اثناء وجودها داخل منزلها، هم من المدنيين وافراد الامن الوطني، كما اكد مصدر رسمي في مديرية الامن العام.
وقال الطبيب احمد رباح، مدير "مستشفى شهداء الاقصى" في دير البلح ان القتلى التسعة الباقون "من الشبان وقد استشهدوا جراء شظايا الصواريخ وقذائف المدفعية والاعيرة الثقيلة من المروحيات والدبابات".
واوضح رباح ان القوات الاسرائيلية "منعت سيارات الاسعاف لعدة ساعات من دخول المخيم لاسعاف الجرحى مؤكدا ان خمسة من الشهداء كان بالامكان انقاذ حياتهم لكن قوات الاحتلال تركتهم ينزفون حتى الموت".
&واشار الى انه اصيب خلال القصف المدفعي "19 مواطنا بينهم نساء واطفال واربعة منهم في حال الخطر وجميعهم من عائلة منصور التي اصابت قذيفة دبابة منزلها ودمرته جزئيا في شرق المخيم.
والقتلى التسعة الباقون هم محمد العويني (26 عاما) وشقيقه عماد (28 عاما) ورائد رمضان (35 عاما) وشقيقه طارق (28 عاما) ومروان الطهراوي (16 عاما) وابن عمه اسامة الطهراوي (35 عاما) وعبد المنعم البحر (32 عاما) وحازم ابو عبده (27 عاما) وراني العالم (23 عاما).
وقد ارتفع عدد القتلى منذ بداية الانتفاضة الى 2752 بينهم 2024 فلسطينيا و678 اسرائيليا.&واكد الجيش الاسرائيلي ان جنديا واحدا اصيب بجروح طفيفة خلال عملية التوغل التي تم خلالها قطع الكهرباء عن المخيم.
وقال قائد القوات الاسرائيلية في غزة، الجنرال اسرائيل زيف للاذاعة العامة ان اربعة من القتلى الفلسطينيين هم مقاتلون مسلحون. وقال الجيش ان اثنين منهم اطلقا النار على جنود جاءوا لنسف منزل.&وقال احد المسلحين في مخيم البريج ان "جميع مقاتلينا المسلحين بخير. قاومنا بقدر المستطاع قوات الاحتلال الغازية".
وقد دمر الجيش الاسرائيلي بالمتفجرات منزلين احدهما لايمن ششنية وهو من المطلوبين للجيش الاسرائيلي على خلفية نشاطاته في لجان المقاومة الشعبية التي تضم عناصر من كافة الفصائل الفلسطينية.
وذكر شاهد ان الجيش الاسرائيلي قصف منزل ششنية المكون من طبقتين بقذائف الدبابات وسكانه بداخله فاصيب احدهم بجروح خطيرة. وارغم سكان المنزل على مغادرته مذعورين، ثم عمد الجيش الى نسفه بالمتفجرات.
واكد بيان للجيش الاسرائيلي ان ششنية مسؤول عن سلسلة هجمات استهدفت جنودا اسرائيليين ومستوطنين في قطاع غزة بينها هجوم على دبابة في اذار/مارس اسفر عن مقتل ثلاثة جنود.
وقام الجنود كذلك باقتحام وتفتيش منزل جمال اسماعيل الناشط في الجهاد الاسلامي فالحقوا به اضرارا.&كما اكد شهود ان قوات الاحتلال الحقت اضرارا في عشرة منازل اخرى على الاقل.
وقام الجيش الاسرائيلي بنسف او هدم وجرف قرابة مائة منزل منذ مطلع اب/اغسطس في الاراضي الفلسطينية في اطار سياسة قمع الانتفاضة وهي ممارسات تشجبها منظمات الدفاع عن حقوق الانسان باعتبارها "عقوبات جماعية" تتضرر منها عائلات باكملها.