كوثر الغانم: "الكتاب خير جليس" فهل ظل الحال على ما هو عليه في ‏ ‏ظل عالم يتسارع فيه إيقاع الحياة بصورة كبيرة وصار ضيق الوقت سمته الأساسية حتى ‏ان الناس أصبحوا بالكاد يستطيعون تلبية حاجاتهم المعيشية اليومية.‏
‏ وهل ما زال هناك متسع من الوقت في حياة الانسان لكي يخصصها للقراءة والبحث عن ‏ ‏المعلومة في متون الكتب وهل الكتاب يعتبر حتى الان الوسيلة المثلى للحصول على ‏ ‏المعلومة المنشودة.‏
‏ هذه الاسئلة صرحتها وكالة الانباء الكويتية (كونا) على متخصصين وأصحاب دور نشر ‏ ‏تشارك معرض الكتاب السابع والعشرين المقام هنا حاليا وحتى ال27 من ديسمبر الجاري.‏
‏ من جانبه قال صاحب دار (قرطاس) للنشر راشد العجيل ان هناك العديد من الملاحظات ‏ ‏التي يمكن للشخص المتابع ان يستخلصها من المعرض الحالي وأهمها أن الاقبال ونوعية ‏ ‏الكتب التي يغتنيها الرواد اذ انها تعبر عن ميول كل شخص منهم واهتماماته وحيز ‏ ‏المدارك التي يريد أن يطورها وينميها.‏
‏ وأضاف العجيل أن "الاقبال على المعرض يتناقص سنويا" وذلك يرجع الى وجود منافسين ‏ ‏حقيقيين للكتاب كمصدر للمعلومة والثقافة مشيرا في هذا السياق الى القنوات ‏ ‏الفضائية ودور شبكة المعلومات العالمية (انترنت) ووجود العديد من الوسائل الميسرة ‏ ‏للبحث عن المعلومة.‏
‏ وأوضح أن من أحد أسباب العزوف عن المعرض الحالي هو توقيت تنظيمه اذ ان ‏ ‏المواطنين لم يستلموا رواتبهم مما صعب مسألة تخصيص ميزانية لشراء الكتب التي ‏ ‏يريدون قرأتها.‏
‏ وأضاف أن من بين الاسباب أيضا "شعور الانسان بانه مهمش ولذلك فهو لا يقرأ" ‏ ‏مضيفا أن هناك بعض الكتب التي تعرض في بعض المكتبات مثل كتب الأبراج والطبخ ‏ ‏والتطوير الذاتي طغت على الكتب ذات القيمة الحقيقية.‏
‏ وأيد سمير نجيب من مكتبة (سعيد وسمير) المتخصصة في كتب الاطفال والكبار باللغة ‏ ‏الانجليزية من الكويت ان الاقبال لا يرقى الى مستوى السنة الماضية.‏
‏ وأرجع نجيب ذلك الى موعد المعرض لقدومه بعد عيد الفطر التي عادة ما تزيد ‏ ‏مصاريف الاسرة وفي فترة لم تصرف بها الرواتب.‏
‏ وأوضح ان الأمهات والأطفال هم الأكثر اقبالا على مكتبته لما تقدمه من الكتب ‏ ‏الحديثة والمتنوعة التي تهم مختلف مراحل عمر الطفل.‏
‏ من جهته قال أحمد المصري من مكتبة (ذات السلاسل) انه عادة ما يتحسن الاقبال في ‏ ‏اليومين الأخيرين للمعرض الا أن الاقبال بشكل عام في انخفاض سنويا.‏
‏ وأرجع ذلك الى الظروف السياسية في المنطقة وتوقيته بعد عيد الفطر وامتحانات ‏ ‏نصف السنة اضافة الى المشاكل الاقتصادية اذ يستغني البعض عن الكتاب لشراء ضروريات ‏ ‏أخرى.‏
‏ وذكر ان الطلب يتزايد على الكتب المتعلقة بتاريخ وتراث الكويت والكتب المتخصصة ‏ ‏في الادارة والأطفال مضيفا أن الفتيات أكثر اقبالا من الأولاد على الكتاب اذ انهن ‏ ‏يقبلن على كتب التاريخ والقصص والشعر.‏
‏ وأكد المصري أهمية الكتاب في حياة الفرد لما يقدمه من معلومات موسعة اضافة الى ‏ ‏معايشة الموقف واللحظة في الكتاب.‏
‏ وقال ناشر مصري من (دار الفكر العربي) من جمهورية مصر العربية أن الاقبال ‏ ‏مختلف عن العام الماضي قائلا "لقد انخفض الاقبال بنسبة كبيرة ويرجع ذلك الى عدم ‏ ‏وجود الدعاية الكافية لهذا المعرض وعدم معرفة بعض الأفراد أن هناك بيع في المعرض".‏
‏ وأشار الى أن الدار من أقدم المكاتب في مصر وتشارك سنويا في المعرض منذ ‏ ‏بداياته عام 1975 مضيفا أن من أكثر الكتب اقبالا من الجمهور هي الكتب الخاصة ‏ ‏بالأطفال والكتب العلمية والتربوية والفكرية.‏
‏ وقال انه مازال هناك نسبة من الأفراد تملك الكتاب وتعتز به وسيستمر الكتاب في ‏ ‏مواجهة الانترنت والقنوات الفضائية.‏
‏ وأكد فيصل كنز من دار المعارف في تونس الذي يشارك للمرة الأولى في المعرض أن ‏ ‏"الكتاب ضروري ومهم لكل شخص ولا يستغنى عنه بالانترنت اذ انه يرسخ المعلومات في ‏ ‏الذهن ويطور اللغة ويتعرف على جزئيات الموضوع علاوة على متعة المطالعة والخروج من ‏ ‏العالم الواقعي الى الخيال الواسع".‏
‏ وأضاف أن هناك اقبالا على الروايات التراثية أمثال جبران خليل جبران وتوفيق ‏ ‏الحكيم اضافة الى اقبال الأطفال على القصص المترجمة للعربية.‏
‏ وعلى الرغم من تراجع الحضور في معرض الكتاب الا أنه ما زال يمثل مهرجانا ‏ ‏ثقافيا وحضاريا تجتمع فيه ثقافات العالم.‏
‏ ويلاحظ مرتاد المعرض انه يشهد هذا العام زيادة في عدد دور النشر المشاركة ‏ ‏والعارضة وعدد الكتب حديثة النشر عن العام الماضي اذ بلغ عدد الدول المشاركة في ‏ ‏المعرض 23 دولة منها 12 دولة عربية و11 دولة اجنبية في حين كان عدد الدول ‏ ‏المشاركة في العام الماضي 20 دولة.‏
‏ وبلغ اجمالي دور النشر المشاركة 616 دار نشر منها 572 دار نشر أهلية و34 مؤسسة ‏ ‏رسمية و10 منظمات عربية ودولية في حين كانت 602 دار نشر في العام الماضي كما بلغ ‏ اجمالي عناوين الكتب الحديثة 13868 كتاب بينما كانت 11937 كتاب في العام الماضي.