لندن -ايلاف: تزايدت احتمالات ان يقرر الرئيس العراقي صدام حسين الذهاب اختياريا الى المنفى مع عائلته والمحيطين به في الوقت الذي برز فيه اسم جمهورية روسيا البيضاء كمكان محتمل، اضافة الى بقاء ليبيا وسورية والجزائر كخيارات ثانية.
وفي تقرير لها من واشنطن، فإن صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية الاسبوعية قالت نقلا عن مصادر في وزارتي الخارجية والدفاع الاميركيتين ان روسيا البيضاء عرضت استضافة الرئيس العراقي صدام حسين.
واشارت الى ان رجال الادارة الاميركية وعلى راسهم وزير الدفاع المتشدد الذي يقود الحرب ضد العراق اعطى مؤشرات في الاوان الاخير عن امكان تسهيل مهمة لجوء الرئيس العراقي الى أي بلد في حال سقوط نظامه.
والتقى الرئيس العراقي في الاسبوع الفائت يقولاي ايفاتشينكو المبعوث الشخصي لرئيس روسيا البيضاء الكسندر لوكاشينكو وبحث معه في امكان توفير بلاده مكانا آمنا له ولأفراد اسرته والمحيطين به.وكانت مصادر دأبت على الكلام ان الرئيس العراقي يفتش عن مكان لجوء منذ فترة من الوقت وان كلا من ليبيا وسورية والجزائر تظل واحدة من الخيارات المتاحة.
وروسيا البيضاء كانت احدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق قبل انهياره، وهي الآن ليست على مستوى جيد من العلاقات مع جيرانها الاوروبيين، وهي من البلدان التي تعتبر مرتعا للمخدرات وتهريب الاسلحة ونشاطات المافيا.
حتى ان رئيسها لوكاشينكو هدد قبل اسبوعين دول الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعها في كوبنهاغن بفتح حدود بلاده على مصاريعها لتصدير عصابات من القتلة والمجرمين ومهربي المخدرات الى العواصم الاوروبية انتقاما منها لرفضها التعامل مع بلاده وفتح المجال لها لدخول الاتحاد.
ويعتبر لوكاشينكو آخر ديكتاتور من العهد السوفياتي المنهار في دول الكتلة الشرقية السابقة التي انهارت في بدء تسعينيات القرن المنصرم.
وفي الأخير، فإن المصادر الاميركية تعتقد ان صعوبة تنفيذ اغتيال الرئيس العراقي بسبب وجود شبيهيين كثيرين له تجعل رجال الادارة يرحبون بمبدأ تخليه عن السلطة والذهاب الى المنفى.
وعلم ان الولايات المتحدة الراغبة في اطاحة الحكم العراقي قد تسهل مهمة لجوء الرئيس صدام الى روسيا البيضاء.