يحي أبوزكريا
&
في أوائل التسعينات وعندما تفكك حلف وارسو كما تفككت الأمبراطورية السوفياتية السابقة برز حلف الناتو أو حلف الأطلسي كأقوى حلف في العالم له استراتيجيته ومخططاته وميزانيته ومشاريعه وسياساته الخاصة.
وبسبب الفراغ الحاصل في مجال الأحلاف العسكرية فقد تحول منتدى الناتو الى أهم حلف عسكري وتدل على ذلك نشاطاته المتزايدة وامتداده ليشمل دول أوروبا الشرقية سابقا. وتهيمن على منتدى الناتو الولايات المتحدة الأمريكية التي مازالت ترى أنها صاحبة الفضل على أوروبا والتي لولا مشروع مارشال الأمريكي لظلت أوروبا في خانة الدول المتخلفة.
و خلفية تشكيل حلف الناتو كانت سياسية في بداية المطاف، اذ بعد الحرب الكونية الثانية وبداية امتداد الأتحاد السوفياتي باتجاه أوروبا الشرقية، شعرت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول أوروبا الغربية بدنو الخطر الأحمر الى عقر الدار الأوروبية ولمواجهة الخطر الأحمر تم تشكيل حلف الناتو لمواجهة الايديولوجيا الحمراء والترسانة العسكرية الحمراء أيضا.&واذا كان الخطر الأحمر قد زال الى الأبد وباتت دول أوروبا الشرقية تتكالب للانضمام الى حلف الناتو، وحتى روسيا وقعت اتفاق شراكة مع الناتو فما داعي لبقاء الناتو وحرصه على مزيد من التوسع والاستقواء. و للاجابة على هذا السؤال لابد من اعمال النظر في تصريحات مسؤولي الناتو والتدقيق في البيانات الختامية لمؤتمرات منتدى الناتو و فحص الدراسات التي يصدرها الناتو.
مبدئيا تحرص بعض الدراسات على القول أن حلف الناتو وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي السابق أصبحت وظيفته تكمن في الحفاظ على الأمن القومي للكتلة الغربية و الحؤول دون وقوع أحداث مشابهة لتلك التي وقعت أثناء الحرب الكونية الأولى والثانية والتي كانت أوروبا مسرحا لها.
وهناك بعض الدراسات التي قام بها الناتو و بعض مؤسسات الدراسات التي تتعاون مع منتدى الناتو تفيد بأن الخطر الأحمر أصبح اليوم خطرا أخضر، وأن الخطر الأخضر أخطر بكثير من الخطر الأحمر، وتفترض بعض هذه الدراسات أن تعم الأصولية العالم العربي والأسلامي واحتمال أن تندلع مواجهات بين الكتلة العربية الاسلامية مع الكتلة الغربية.& وبعض هذه الدراسات تحمل الرائحة الامريكية وفيها بصمات لبعض صناع القرارالسابقين في أمريكا و الذين باتوا يتعاونون مع مراكز الدراسات الاستراتيجية.
وهناك محاولات حثيثة لتوجيه الناتو في منحنيات بيانية مضادة للعالم العربي والاسلامي، وكانت بعض قمم الناتو وضعت مخططات عسكرية عن كيفية التدخل السريع في هذا الاقليم أوذاك في حال انهارت الأوضاع الأمنية أو نشبت مشاكل من أي قبيل كانت.
واللافت للنظر أن أحد الباحثين من تل أبيب ذكر في بحث له أن أمنيته أن يدخل الناتو في حرب مع كتلة العالم العربي والاسلامي لتضمن الدولة العبرية بذلك ضعف الكتلتين الغربية والاسلامية ثم تستفرد هي بعدها بالسيادة على البحر الأبيض المتوسط و الذي يعتبر قاسما جغرافيا مشتركا بين الكتلة الغربية وعديد من الدول العربية.
و أشد مايخشاه المراقبون أن يتحول الناتو الى مؤسسة أمريكية في صيغة الشركة المتعددة الجنسيات، و رغم أن فرنسا تعمل على زحزحة الاستفراد الامريكي بمنحنيات الناتو الا أنها في النهاية تقبل صاغرة بما تخطط له واشنطن. وكانت واشنطن في وقت سابق أعطت الضوء الأخضر لدخول المجر وتشيكيا و بولندا الى منتدى الناتو و تحفظت على انضمام رومانيا وسلوفينيا. وكانت فرنسا وايطاليا اعترضتا على سياسة أمريكا الناتوية حيث تسعى واشنطن للانفراد بصناعة سياسة الناتو العسكرية والامنية وغيرها ويبدو ان واشنطن وحدها تأكل العنب والبقية تتفرج على اللعبة فقط. ومن هذا المنطلق يخشى أن تجيّر واشنطن الناتو في حروبها المفتوحة شرقا وغربا وحتى في الفضاء مستقبلا ..&
وبسبب الفراغ الحاصل في مجال الأحلاف العسكرية فقد تحول منتدى الناتو الى أهم حلف عسكري وتدل على ذلك نشاطاته المتزايدة وامتداده ليشمل دول أوروبا الشرقية سابقا. وتهيمن على منتدى الناتو الولايات المتحدة الأمريكية التي مازالت ترى أنها صاحبة الفضل على أوروبا والتي لولا مشروع مارشال الأمريكي لظلت أوروبا في خانة الدول المتخلفة.
و خلفية تشكيل حلف الناتو كانت سياسية في بداية المطاف، اذ بعد الحرب الكونية الثانية وبداية امتداد الأتحاد السوفياتي باتجاه أوروبا الشرقية، شعرت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول أوروبا الغربية بدنو الخطر الأحمر الى عقر الدار الأوروبية ولمواجهة الخطر الأحمر تم تشكيل حلف الناتو لمواجهة الايديولوجيا الحمراء والترسانة العسكرية الحمراء أيضا.&واذا كان الخطر الأحمر قد زال الى الأبد وباتت دول أوروبا الشرقية تتكالب للانضمام الى حلف الناتو، وحتى روسيا وقعت اتفاق شراكة مع الناتو فما داعي لبقاء الناتو وحرصه على مزيد من التوسع والاستقواء. و للاجابة على هذا السؤال لابد من اعمال النظر في تصريحات مسؤولي الناتو والتدقيق في البيانات الختامية لمؤتمرات منتدى الناتو و فحص الدراسات التي يصدرها الناتو.
مبدئيا تحرص بعض الدراسات على القول أن حلف الناتو وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي السابق أصبحت وظيفته تكمن في الحفاظ على الأمن القومي للكتلة الغربية و الحؤول دون وقوع أحداث مشابهة لتلك التي وقعت أثناء الحرب الكونية الأولى والثانية والتي كانت أوروبا مسرحا لها.
وهناك بعض الدراسات التي قام بها الناتو و بعض مؤسسات الدراسات التي تتعاون مع منتدى الناتو تفيد بأن الخطر الأحمر أصبح اليوم خطرا أخضر، وأن الخطر الأخضر أخطر بكثير من الخطر الأحمر، وتفترض بعض هذه الدراسات أن تعم الأصولية العالم العربي والأسلامي واحتمال أن تندلع مواجهات بين الكتلة العربية الاسلامية مع الكتلة الغربية.& وبعض هذه الدراسات تحمل الرائحة الامريكية وفيها بصمات لبعض صناع القرارالسابقين في أمريكا و الذين باتوا يتعاونون مع مراكز الدراسات الاستراتيجية.
وهناك محاولات حثيثة لتوجيه الناتو في منحنيات بيانية مضادة للعالم العربي والاسلامي، وكانت بعض قمم الناتو وضعت مخططات عسكرية عن كيفية التدخل السريع في هذا الاقليم أوذاك في حال انهارت الأوضاع الأمنية أو نشبت مشاكل من أي قبيل كانت.
واللافت للنظر أن أحد الباحثين من تل أبيب ذكر في بحث له أن أمنيته أن يدخل الناتو في حرب مع كتلة العالم العربي والاسلامي لتضمن الدولة العبرية بذلك ضعف الكتلتين الغربية والاسلامية ثم تستفرد هي بعدها بالسيادة على البحر الأبيض المتوسط و الذي يعتبر قاسما جغرافيا مشتركا بين الكتلة الغربية وعديد من الدول العربية.
و أشد مايخشاه المراقبون أن يتحول الناتو الى مؤسسة أمريكية في صيغة الشركة المتعددة الجنسيات، و رغم أن فرنسا تعمل على زحزحة الاستفراد الامريكي بمنحنيات الناتو الا أنها في النهاية تقبل صاغرة بما تخطط له واشنطن. وكانت واشنطن في وقت سابق أعطت الضوء الأخضر لدخول المجر وتشيكيا و بولندا الى منتدى الناتو و تحفظت على انضمام رومانيا وسلوفينيا. وكانت فرنسا وايطاليا اعترضتا على سياسة أمريكا الناتوية حيث تسعى واشنطن للانفراد بصناعة سياسة الناتو العسكرية والامنية وغيرها ويبدو ان واشنطن وحدها تأكل العنب والبقية تتفرج على اللعبة فقط. ومن هذا المنطلق يخشى أن تجيّر واشنطن الناتو في حروبها المفتوحة شرقا وغربا وحتى في الفضاء مستقبلا ..&
التعليقات