بيروت -&شهدت اروقة مؤتمر وزراء الشباب والرياضة الفرنكوفونيين في دورته التاسعة والعشرين التي استضافها لبنان بحضور ممثلين عن 39 دولة منهم 22 وزيرا مداولات مكثفة للخبراء ورؤساء الوفود واللجان الفرعية نتج عنها اقرار توصيات الخبراء المتعلقة بالبرامج المعدة للتنفيذ حتى عام 2005 وخطة تمويلها المؤمنة من 18 دولة والبالغة 159 مليون فرنك افريقي.
واعلن ان فرنسا ستستضيف المؤتمر الثلاثين عام 2005، وبرازفيل الاجتماع السادس لمكتبه العام المقبل.&وكان لبنان حقق نصرا مزدوجا في هذه المنظومة بعد نجاحه اللافت في إستضافة القمة الفرنكوفونية التاسعة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، وتمثل بترؤسه المؤتمر للسنتين المقبلتين ومنحه رسميا شرف إستضافة دورة الالعاب الفرنكوفونية السادسة عام 2009. وسيتركز العمل في السنوات المقبلة على تفعيل النشاط الرياضي والشبابي من خلال المراكز التدريبية للرياضيين في افريقيا وتنشيط الرياضة والالعاب الشعبية في الاحياء، لانها وسيلة تربوية وتأهيلية للجيل الصاعد كما أوضح الامين العام للمؤتمر السنغالي فيكتور كواسي.
وقد دعا كواسي الدول العربية الاعضاء الى إلاستفادة من هذه البرامج لا سيما على صعيد الكوادر الفنية وتأهيلها، مشددا على ضرورة تبادل الخبرات في صورة مستمرة، خصوصا المتعلقة بصقل اللاعبين المتقدمي المستوى، ومنح فرص إكبر للاناث.
ومن ابرز المشاريع الواعدة التي اقرها المؤتمرون برنامج تنموي للشباب وهو كناية عن مصرف تسليفي من دون فوائد وتتراوح قيمة القرض بين 3 و15 الف دولار، والاولوية لانتاج الادوات الرياضية وتجهيزاتها.&ولم تغب قضية المنشطات عن ساحة المؤتمر خصوصا ان انعقاده صادف بعد ايام عدة من اعمال المؤتمر الذي عقدته الوكالة العالمية لمحاربة المنشطات في كوبنهاغن والذي اطلق حملة التوقيع على الاعلان وقواعد الالتزام بالمكافحة التي اقرت من قبل اللجنة الاولمبية الدولية.
واوضح كواسي ان "الرياضة الفرنكوفونية سجلت ومنذ زمن تعاونا متقدما لمحاربة المنشطات واطلقنا برامج عدة في هذا المجال ولجانا طبية وفنية والالتزام باعلان اللجنة الاولمبية الدولية والوكالة العالمية سيأخذ مجراه الطبيعي".&وكان لبنان ممثلا بوزير الشباب والرياضة سيبوه هوفنانيان، الدولة العربية الوحيدة التي شاركت في مؤتمر كوبنهاغن والقى كلمة في المناسبة ووقع على "الاعلان العالمي"، واثنى كواسي على هذه البادرة معلنا على ان الدول الفرنكوفونية الاخرى يجب ان تحذو حذوه.
وكشف وزيرالشباب والرياضة الفرنسي البطل الاولمبي السابق جان فرنسوا لامور ان مؤتمر وزراء الشباب والرياضة الفرنكوفونيين "سبق ان عمل كثيرا لمحاربة المنشطات، وشكل لجانا تقنية وفنية للمتابعة وتعميم الغاية المنشودة، والان من خلال ما أفضى عنه مؤتمر كوبنهاغن سنعمل على إيجاد تنظيمات داخلية لمحاربة هذه الافة واصدار آلية قانونية في البلدان الفرنكوفونية التي لم تول الموضوع بعد الاهمية التي يستحقها، بحيث يشمل التنفيذ العالم بأسره".
واضاف "علينا التعاون والتعاضد في هذا المجال لا سيما ان دولا عدة لديها التشريعات وموازنات وآخرى لا تملك الامكانات، لذا يجب مساعدتها فضلا عن إيجاد جهاز للتوعية..."&وراى لامور انه ستكون لمحاربة المنشطات الاولوية المطلقة عند وزراء الشباب والرياضة الفرنكوفون في السنوات ال 15 المقبلة "لان الآفة اللعينة تضّر بالصحة والحياة. وانا من منطلق كوني رياضي سابق سأبقى اقدر ذلك تماما واشدد على ضرورة محاربتها الى ما لا نهاية".
وتطّرق لامور الى اولوية ثانية في دعم الرياضيين في الدول النامية وتتعلق بأهمية بقائهم في بلدانهم وتوفير فرص الارتقاء لهم وكانهم يتحضرون في الدول المتقدمة." واضاف "من الضرورة توفير مراكز الاعداد المتطورة والكوادر الفنية وهذه مسؤولية الدول الغنية ومبادرة مسؤولي الدول النامية لتحقيق ذلك"، مشيرا الى ان المساعدات المالية التي تقدمها دول الشمال المانحة لا تتناسب واحتياجات دول الجنوب ومشكلاتها، ولا تساعد على تنفيذ برامج تطوير الطاقة الشبابية فيها".
وتطرق لامور الى ملفات الترشح الثلاثة لاستضافة دورة العاب 2009 فوصفها ب"الجيدة والمتممة للشروط الفنية كلها. لكن الملف اللبناني استوقفني من خلال طريقة العرض التي قدمها وزير الثقافة غسان سلامة وشرحها بشغف ورغبة ما جذب الجميع".
من جهته، اوضح الوزير هوفنانيان ان الملف اللبناني كان متكاملا "كنّا افضل من بلغاريا وتساوينا مع رومانيا في الرياضة وتفوقنا في الثقافة، ما جعلنا نحقق فوزا كاسحا".
&وكشف مدير مكتب وزير الشباب والرياضة رئيس الوفد اللبناني ابراهيم منسى ان نقطة بارزة عززت الحظوظ اللبنانية وتمثلت بتقرير اللجنة التقويمية التي سبق ان زارت الدول المرشحة، ووضعت جدول مقارنة "وجاء لبنان في المقدمة من الناحيتين الامنية والنهضة العمرانية والسياحية".
يذكر ان الالعاب الفرنكوفونية السادسة ستتضمن العاب القوى وكرة القدم والجودو والملاكمة وكرة السلة فضلا عن لعبة تحظى بشعبية يضيفها لبنان الى البرنامج، ومباريات وعروض في الغناء والالقاء والقصة والشعر والرقص والنحت والتصوير الفوتوغرافي، وتقدر الموازنة الاولية للتنظيم بنحو 5،5 مليون يورو.