صرح الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الاثنين بأنه يجب اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة لمساعدة السكان في مدينة البصرة بجنوبي العراق حيث يستمر القتال بين القوات الامريكية والعراقية.
وذكرت وكالة أنباء انترفاكس الروسية أن روسيا، وهي عضو دائم في مجلس الامن الدولي ولها حق الاعتراض /الفيتو/، دعت اليوم /الاثنين/ إلى عقد اجتماع للمجلس لمناقشة الحرب الدائرة في العراق.
ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية الروسي إيجور إيفانوف قوله أن "الامم المتحدة ومجلس الامن لا يمكنهما، بطبيعة الحال، البقاء بعيدا عما يجري في العراق".
وقال إيفانوف "إننا نشعر بالقلق إزاء حقيقة أن الناس المسالمين يموتون وإزاء مستوى الدمار. هذا يمكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية بالمنطقة".
ومن جانبه، أشار انان إلى تقارير اللجنة الدولية للصليب الاحمر وقال أن البصرة تواجه "كارثة إنسانية" حيث لا تتوفر للسكان إمدادات المياه والكهرباء بعد موجات الهجمات التي قامت بها القوات التي تقودها الولايات المتحدة. ولا تزال القوات العراقية الباقية بالمدينة تقاوم القوات الامريكية.
وقال انان في تصريحات للصحفيين "يجب اتخاذ إجراءات عاجلة .. لان مدينة بهذا الحجم لا يمكن أن تبقى بدون كهرباء وماء".
ويناقش مجلس الامن المكون من 15 عضوا المساعدات الانسانية للشعب العراقي أثناء الحرب مع التركيز على برنامج النفط مقابل الغذاء الذي أوقف عنان العمل به في 17 آذار /مارس/ الحالي بعد سحب الموظفين الدوليين من العراق قبيل اندلاع الحرب.
غير أن خلافا نشأ بين القوى الكبرى في مجلس الامن بشأن شكل المساعدات التي يجب أن يتبناها المجلس الان في الوقت الذي يدور فيه القتال في العراق. وكان نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان قد اتهم عنان في عطلة نهاية الاسبوع بأنه يتصرف كما لو كان "استعماريا" وبأنه يأخذ أوامره من واشنطن.
وهاجمت الحكومة العراقية عنان بشدة في عطلة نهاية الاسبوع الماضي لسحبه الموظفين الدوليين واتهمته بتمهيد الطريق للحرب وحرمان الشعب العراقي من مساعدات الاغاثة بمقتضى برنامج النفط مقابل الغذاء.
وأشار انان إلى الوضع في البصرة على أنه مثال للحاجة الماسة للمدنيين العراقيين إلى المساعدات حيث تستعد القوات الامريكية والبريطانية لمهاجمة بغداد.
وقال انان أنه يستطيع تفهم "الغضب وخيبة الامل" الذي عبرت عنه الحكومة العراقية. وأضاف أنه ومجلس الامن الدولي سوف يقومان بعمل كل ما في إمكانهما لتوصيل المساعدات الانسانية للشعب العراقي "بأسرع ما يمكن".
وقال أن "المتحاربين" و "قوة الاحتلال" في العراق، مع افتراض الاطاحة بنظام صدام حسين، سيكونون مسئولون عن توفير الرعاية للشعب العراقي.
وردا على سؤال عما إذا كان مفتشو الاسلحة الدوليون سوف يتوجهون إلى النجف للتحقق ما إذا كان المجمع الكبير الذي يقع على مسافة 250 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد والذي استولت عليه القوات الامريكية ينتج أسلحة كيماوية، قال عنان أن تفويض لجنة الامم المتحدة للرصد والتحقق والتفتيش (أونموفيك) لا يزال ساري المفعول. وقال أن المفتشين سوف يعودون عندما يسمح الوضع بذلك.
وقال أن التركيز في الوقت الراهن يجب أن يكون على القضايا الانسانية والمعاملة المناسبة لاسرى الحرب.
وأضاف "أعتقد أنه يجب معاملة أسرى الحرب بصورة إنسانية وطبقا للقانون الدولي. وأعتقد أن كلا الجانبين عليهما مسئولية ضمان عمل ذلك ويرسلا رسالة إلى المقاتلين بأنهم مسئولون بالفعل عن معاملة أسرى الحرب بطريقة إنسانية".
التعليقات