&
*مراقبون: تفجيرات الرياض تعرقل الاصلاحات السعودية
كتب - نصـر المجالي: فرضت تفجيرات الرياض الارهابية التي اودت بحياة 29 شخصا وجرح حوالي المائتين ليل الاثنين - الثلاثاء نفسها على الاتصالات الاميركية الروسية الراهنة حيث يتحادث وزير الخارجية الاميركي راهنا مع القادرة الروس في موسكو، وكان الرئيس الاميركي جورج بوش تعهد امس بمواصلة الحرب ضد الارهاب بينما اعلن التعهد ذاته نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وفي التفصيل للحدث الارهابي الذي هز عواصم عالمية عديدة لواقع عودة افعال القتل تطل بقرنيها على خلفية تداعيات الحرب في العراق قبل ان يهز العاصمة ذاتها، فإن محققين من مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي (اف بي آي) ونظراء من محققي سكوتلانديارد - فرع مكافحة الارهاب بدأوا مهماتهم الى جانب المحققين السعوديين لتعقب اسباب التفجيرات الثلاثة التي استهدفت غربيين وعرب في مجمعات سكنية في الرياض.
وفي المقابل، فإن معلومات استخبارية تشر الى ان عددا من اعضاء عصابة الـ 19 التي كانت اعلنت عنها وزارة الداخلية السعودية الاسبوع الماضي قد شاركوا في العمليات الانتحارية الثلاث عبر سياراتهم الملغومة التي نفذت التفجيرات، وقالت الداخلية السعودسة في بيان لها امس ان تسعة من الارهابيين وجدت جثثهم متفحمة.
واضافت المعلومات الاستخبارية التي مصدرها لندن تقول ان التفجيرات الارهابية الثلاثة وربما هي اربعة (الأخيرة لم تؤكد بعد)، جات بعد اربعة ايام من اعلان السلطات السعودية عن احباطها لعملية ارهابية كبيرة كانت تهدف مصالح سعودية وغربية مهمة في العاصمة، تشير الى ان خلايا الارهاب لا زالت حية "وانها تقول للسعوديين نحن هنا الآن".
واشارت المعلومات الى ان السعودية التي كانت الى حد كبير تشعر في انها في مأمن من اية مخاطر ارهابية كبيرة ومؤثرة وجدت نفسها في وسط الحدث "ومصدر الغرابة هو ان الارهابيين المنتمين الى شبكة القاعدة بزعامة المنشق اسامة بن لادن وهم من التابعية السعودية كانوا يصرون على ضرورة ابعاد القوات الاميركية عن الاراضي السعودية المقدسة".
وتقول مصادر الاستخبارات الغربية ان هذا المطلب بدأ يأخذ طريقه الى التحقق ليس تحت ضغوط ارهابية بل عبر اتفاق بين الحكم السعودي والادارة الاميركية التي قررت قبل ثلاثة اسابيع الشروع بسحب قواتها من الاراضي السعودية، حيث تستكمل العملية مع بداية الصيف المقبل.
وتؤكد المصادر ذاتها على القول انه مع التفجيرات الدموية الثلاثة "فإن المتشددين الاسلاميين يجدون انفسهم من حيث لا يشعرون قد عرقلوا نيات صادقة ومساع حثيثة تحرص عليها السلطات الرسمية السعودية في اجراءات اصلاحية داخلية شاملة بدات تتفاهم عليها مع معتدلين اسلاميين ومثقفين ومفكرين يطالبون بمثل هذه الاصلاحات".
وكان مسؤولون سعوديون كبار عبروا خلال تصريحات صحافية وندوات في الاوان الأخير عن النية الى اعلان سلة من الاصلاحات الداخلية في ضوء اعادة الهيكلة الادارية الشاملة التي تسعى اليها الحكومة لتمهيد الارضية المناسبة لتلك الاصلاحات التي يحتاجها الشعب السعودي وبما يتناغم مع الخصوصية السعودية المعروفة التي تستند في شرعيتها الى الدين الاسلامي الحنيف وكحامية للمقدسات الاسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وأخيرا، عبر مراقبون عن قلقهم من اية نيات مثل هذه نحو اصلاحات حقيقية بدأت مسيرة التفاهم عليها ستواجه مأزقا كبيرا اذا لم يتم القضاء نهائيا على بذرة الارهاب الذي تفذت عناصره اكبر عملية من نوعها بعد تفجير النادي الليلي في بالي الاندونيسية وبعد تفجيرات 11 سبتمبر(ايلول) في الولايات المتحدة.
واشاروا الى انه "لهذه الاسباب فإن المحادثات الروسية الاميركية الراهنة اضافة الى اتصالات مع عواصم ذات قرار قد اعادت موضوع الحرب ضد الارهاب الى الواجهة مع تاكيد الرئيس الاميركي بوش على نيته اقتلاع هذه الآفة العالمية".
التعليقات