القدس- وصل وزير الخارجية الاميركي كولن باول صباح اليوم الجمعة الى القدس في زيارة لبضع ساعات الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية بهدف تعزيز الجهود المتعثرة لانهاء العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين واعادة اطلاق تطبيق "خارطة الطريق" للسلام في الشرق الاوسط.
الا ان باول قلل من احتمال حدوث انفراج فوري قبل ان يتوجه الى القدس والاراضي الفلسطينية قادما من الاردن لاجراء محادثات تستغرق يوما واحد مع المسؤولين الاسرائيليين على رأسهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ونظيره الفلسطيني محمود عباس.
وصرح باول للصحافيين امس الخميس "نحن نقوم بجهود كبيرة (...) ولكنني لا ارغب في ان اترك انطباعا بان حدثا كبيرا سيحدث غدا. هناك بالفعل بعض العمل الشاق امامنا".&&وقال ان الجانبين يحرزان تقدما بشأن التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية من اجزاء من قطاع غزة "الا انه لا يوجد سبب يجعلنا نتوقع ان تسوى الامور دفعة واحدة غدا".
وفور وصوله الى القدس على متن مروحية اردنية توجه الوزير الاميركي في البداية الى قنصلية الولايات المتحدة للتحادث مع المبعوث الاميركي جون وولف رئيس الوفد المكلف مراقبة تطبيق "خارطة الطريق" والموجود في المنطقة منذ نهاية الاسبوع الماضي.
ومن المقرر ان يعقد باول محادثات منفصلة مع شارون ووزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم ووزير الدفاع شاوول موفاز قبل ان يعقد مؤتمرا صحافيا مع شارون.
&ومن المقرر ان يتوجه باول بعد ذلك الى مدينة اريحا بالضفة الغربية ليلتقي مع محمود عباس ويعقد مؤتمرا صحافيا ثانيا قبل عودته الى بلدة الشونة في منطقة البحر الميت للمشاركة في مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي غدا السبت.
وعلى هامش اجتماع المنتدى سيشارك باول في اجتماع للجنة الرباعية (الولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي)، لجنة الاتصال التي اعدت "خارطة الطريق"، خطة السلام لتسوية النزاع الاسرائيلي على مراحل.
وتاتي زيارة باول في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود لتطبيق خارطة الطريق التي صادق عليها كل من شارون وعباس في القمة التي عقدها الرئيس الاميركي جورج بوش في مدينة العقبة الاردنية في 4 حزيران/يونيو الجاري.&
كما تتزامن مع هدوء نسبي في المناطق الفلسطينية واسرائيل بعد فترة من اعنف العمليات الدموية التي شهدتها الانتفاضة منذ اندلاعها قبل 33 شهرا حيث قتل اكثر من 60 شخصا خلال الاسبوع الماضي وحده.&ويتوقع ان يؤكد الجانبان على الاقل التزامهما بخارطة الطريق التي تدعو الى اتخاذ اجراءات لبناء الثقة تقود الى اقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005.
وفي بادرة حسن نية قامت اسرائيل في وقت متاخر من امس الخميس بتفكيك اول مستوطنة ماهولة في الضفة الغربية، طبقا لاذاعة اسرائيل.&وتم تفكيك المستوطنة بحضور حوالي 1500 من رجال الشرطة والجيش لمواجهة حوالي الف مستوطن اسرائيلي حاولوا وقف عملية اخلاء موقع ميتزبه يتسهار الاستيطاني المقام على تلة جرداء بالقرب من مدينة نابلس الفلسطينية.&
واصيب حوالي 30 شخصا بجراح غير خطيرة في الاشتباكات بين الجنود والمستوطنين.&ومن ناحيته بذل محمود عباس مساعي حثيثة للتوصل الى اتفاق مع المتشددين الفلسطينيين من بيهنم حركة حماس لانهاء سفك الدماء الذي اسفر عن مقتل اكثر من 3300 شخص منذ ايلول/سبتمبر 2000.&
وقال مسؤولو حماس ان حركتهم التي اعلنت مسؤوليتها عن معظم الهجمات المعادية لاسرائيل، تدرس مقترحات وقف اطلاق النار بعد اجتماع "ايجابي جدا" مع عباس في وقت متاخر من يوم الاربعاء.&
وقال اسماعيل ابو شنب المسؤول البارز في حماس "سوف نواصل مناقشة هذه المسالة وسنتخذ قرارا بالسرعة الممكنة في الايام القليلة القادمة.&وقال باول "انني اعتبر التوصل الى وقف لاطلاق النار (...) مجرد خطوة واحدة باتجاه القضاء على القدرة لتنفيذ اعمال ارهابية".&
ولكن ورغم ان الاسرائيليين والفلسطينيين قاموا بخطوات لتهدئة التيارات المعادية للسلام الا ان الجانبين اخفقا في التوصل الى اتفاق في جولة المحادثات الامنية الجديدة امس الخميس حول احتمال انسحاب اسرائيل من قطاع غزة.
وذكر مسؤول فلسطيني اليوم الجمعة ان الاجتماع الامني الفلسطيني الاسرائيلي الذي عقد الليلة الماضية في القدس لم يحقق نتائج لكنه اشار الى ان ثمة تغيير "غير كاف" في الموقف الاسرائيلي بشأن الانسحاب من غزة وبيت لحم.
وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه ان اللقاء "لم يحقق نتائج ملموسة ولم يتم التوصل الى اتفاق خلاله حول القضايا الامنية".&والمح الى ان ثمة تغيير "غير كاف" في الموقف الاسرائيلي بشان الانسحاب من قطاع غزة وبيت لحم.
وشارك وولف في الاجتماع الذي عقده وزير شؤون الامن محمد دحلان واللواء عبد الرازق المجايدة مدير الامن العام الفلسطيني في قطاع غزة والجنرال عاموس جلعاد منسق الانشطة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية والجنرال دورون ألموغ القائد الاسرائيلي في قطاع غزة.
وفي اعقاب اجراء محادثات مع وولف حمل وزير الشؤون الحكومية الفلسطيني ياسر عبد ربه الاسرائيليين مسؤولية عدم احداث تقدم في المفاوضات الامنية التي جرت عند معبر اريز بين غزة واسرائيل.&
وقال عبد ربه "لم يسفر الاجتماع عن شيء لان اسرائيل اصرت على الحفاظ على السيطرة على الطريق الشمالية الجنوبية التي تمر بغزة، الا ان الاتصالات سوف تستمر".&ومن ناحية اخرى قالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان اجهزة الامن الاسرائيلية تلقت معلومات استخباراتية بان الفلسطينيين يعدون لحوالي 50 هجوما.