مراد مصطفى
&
&
كان السيد حسين فضل الله قد أصدر قبل حرب تحرير العراق من صدام فتاوى تدعو للجهاد بجانب ذلك النظام الفاشي ضد "الكفار" الأمريكان. وبعد سقوط الفاشية العروبية في بغداد راح فضيلته يدعو العراقيين للمقاومة المسلحة ضد قوات التحالف. إن حزب الله، الذي لا يتنفس بغير إذن من إيران وسورية، لا يكف عن تدخله الفظ في الشانين العراقي والفلسطيني.فها هو زميل فضل الله النائب اللبناني محمد رعد يبرر من منطقة البقاع جرائم عصابات صدام المسلحة بدعوى أنها تعبر عن إرادة شعبية وطنية عراقية ضد "القبول بحكومة تفرض عليهم"!
إنه يعلن من هناك بأن "الأمريكيين لا يستطيعون إقامة نظام تفوح منه رائحة العداء سورية وإيران." طيب يا سيد: "قل لنا من يعادي من؟! أليست إيران هي التي تواصل تدخلها ليل نهار في الشؤون العراقية في محاولة مستميتة لفرض نظام آيات الله العراقيين التابع لإيران؟أليست هي التي سربت داخل الأراضي العراقية آلافا من أفراد الحرس الثوري الذين راحوا مع أتباعهم العراقيين في البصرة يروعون السكان ويتدخلون في الجامعات والمستشفيات، لفرض الحجاب وتطويل اللحى؟ أليس" كاظم حائرهم" يدلي كل يوم من طهران بفتاوى القتل والموت ويروج الإشاعات الكاذبة عن مؤامرات صهيونية مزعومة لشراء الأراضي والعقارات في العراق ولتحويل العراق لمستعمرة إسرائيلية؟أليست سورية هي التي زودت آلافا من الإرهابيين السوريين والفلسطينيين والسعوديين والفلسطينيين بجوازات مزورة قبل الحرب لتنفيذ عمليات إرهابية داخل العراق؟ ولا تزال مئات منهم تنفذ من سورية وحدود أخرى لمواصلة المهمات الإجرامية مع فلول صدام ومنع استقرار العراق وتقدمه؟
لقد كان على النظام الإيراني الذي يعاني من أزمة داخلية عميقة وحادة، والذي يواجه خطر العزلة الدولية بسبب سيره على طريق صدام في حيازة أسلحة الدمار الشامل، أن تنتهز فرصة سقوط صدام الذي زج البلدين الجارين في حرب كارثية طويلة لترميم العلاقات مع العراقيين ووضع أسس لقيام علاقات صداقة وتعاون وطيدة. ولكن النظام الإيراني يحاول من جهة تصريف أزمته المستعصية بخلق الفتن والاضطرابات المسلحة في العراق؛ ومن جهة أخرى فإن ملالي طهران لا يزالون يحلمون بقيام دولة " ولاية الفقيه" العراقية، الحلم الذي استعدوا لتطبيقه بعد احتلال الفاو ومحاولة احتلال البصرة، ثم حاولوا فرضه باستغلال انتفاضة الشعب العراقي ضد الفاشية الصدامية في مارس 1991، فشجعوا بعض المنتفضين على رفع شعارات طائفية والهتاف بهتافات مفرقة للصفوف.
إن السيد محمد رعد يطبق المثل العربي القائل:" رمتني بدائها وانسلت!"
&ولا يكتفي حزب الله بهذا التدخل الممجوج في شؤون العراقيين وكأنه الوصي علينا وهو نفسه الخاضع لوصايتين، وإنما يهاجم خطة "خريطة الطريق"بوصفها مؤامرة كبرى ضد القضية الفلسطينية. وهنا أيضا يردد حزب الله أصوات الأوصياء ويضم صوته لدعاة تدمير إسرائيل و"الجهاد حتى الموت" وحتى آخر فلسطيني وآخر شبر من فلسطين.
&الأحرى بسورية وإيران، إن كانتا تريدان محاربة أمريكا، أن تفعلا ذلك بقواتهما ودماء رجالهما بدلا من السعي لاستخدام أرض العراق المتحرر للتو، وسفك دماء أبناء العراق الذي لا يزال يكتشف المزيد من الحفر الجماعية لجثث بناته وأطفاله ورجاله.
إن العراقيين بأكثريتهم يريدون السعي لقيام نظام ديمقراطي لبرالي وبناء الاقتصاد المتداعي وترميم المجتمع المدني؛ يريدون أن تتركهم سورية وإيران وأحزاب الله وتركيا وشأنهم مع قوات التحالف التي أنقذتهم من جحيم ما كانوا بقادرين على التخلص منه لوحدهم، وهي قوات سوف تتركنا يوما وليست على طريقة القوات السورية التي حولت لبنان منذ عقود سنين إلى محمية، تشاركها إيران في الجنوب. إننا لا نريد معاداة أي من الجيران، بل نسعى لعلاقات حسن الجوار والتعاون المشترك. وفي الوقت نفسه فإن أكثرية الشعب وقواه الوطنية ترفض بحزم جميع محاولات التدخل العربية والإقليمية في الشؤون العراقية الداخلية.
&لو كان حزب الله صادقا في ادعاء الحرص على العراق والعراقيين لدعا الشعب العراقي للتآخي ولأم الجراح، العمل الديمقراطي السلمي والاتفاق على عزل ومكافحة خطر الصداميين المسلحين ورفض جميع ظواهر وممارسات التعصب الديني والمذهبين وعزل المتطرفين الجهلة الذين يقومون اليوم بتهديد استقرار العراقيين وأمنهم كما يفعل أعوان الفاشية المنهارة ورجالها المسلحون. ومهما يكن فإن للعراق رجالاته وأحزابه المخلصين،، ولينصرف حزب الله لأوضاع لبنان!!