إيلاف:في ما اعتبره مراقبون بمثابة تدشين صريح لدور "الشرطي الكوني"، فقد كشفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية عن معلومات مفادها تكليف دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي لمجموعة عمل بحثية وميدانية لدراسة إمكانية تشكيل الولايات المتحدة لقوة دولية دائمة لحفظ السلام يمكن إرسالها إلي بؤر التوتر في كافة أنحاء العالم.
ومضت الصحيفة قائلة إن هذه القوة المزمع تشكيلها سوف تعمل خارج نطاق الامم المتحدة وحلف الناتو بمشاركة الالاف من القوات الأميركية المدربة لعمليات حفظ السلام والتي سيتم تكليفها بشكل دائم بهذه العمليات.وقالت الصحيفة الأميركية إن رامسفيلد طرح هذه الفكرة على مجموعة من قيادات الصناعات الدفاعية الأميركية خلال حفل شهدته واشنطن الاسبوع الماضي، حيث أفصح لهم عن قناعته بفكرة قيادة واشنطن أو اسهامها بشكل أو باخر مع الراغبين في المشاركة في عمليات حفظ السلام حول العالم، من خلال آلية توفير بعض القيادة لتدريب مواطني الدول الاخري الراغبة في المشاركة في حفظ السلام وبهذا تتوفر لدينا كوادر مدربة ومنظمة ومجهزة ولديها وسائل الاتصالات اللازمة للعمل مع بعضها.
ووصفت "لوس أنجلوس تايمز" في تقريرها هذه الخطوة بأنها تعد تحولا كبيرا في سياسة إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش التي تعارض بشدة منذ وصولها إلي الحكم فكرة توريط القوات العسكرية الأميركية في عمليات دولية لحفظ السلام، وتوقعت أن تواجه هذه الخطة معارضة من الجيش الذي يقاوم استدراج قواته في واجبات حفظ السلام.
وطرحت هذه الخطوة تساؤلات عن عدد الدول التي يمكن ان توقع على انشاء مثل هذه القوة إذا كانت ستخضع لسيطرة الولايات المتحدة التي تثور شكوك كبيرة في أنحاء متفرقة من العالم حول مدي تقبلها للتعاون مع الدول الاخرى.
وطرحت هذه الخطوة تساؤلات عن عدد الدول التي يمكن ان توقع على انشاء مثل هذه القوة إذا كانت ستخضع لسيطرة الولايات المتحدة التي تثور شكوك كبيرة في أنحاء متفرقة من العالم حول مدي تقبلها للتعاون مع الدول الاخرى.
من جهة أخري تري وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن أكثر من نصف الجيش الأميركي منخرط في عمليات لحفظ السلام وتحقيق الاستقرار في مختلف أنحاء العالم كالبوسنة وكوسوفا وأفغانستان وبالاخص في العراق، وتلخص الصحيفة الحل نقلاً عن اقتراح مسؤولين كبار في الادارة الأميركية في أن تتكون القوة الدائمة لحفظ السلام من قوات من عدة دول على أن تتولى الولايات المتحدة قيادتها وتدريبها.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية تواجه اتهامات من عدة أطراف، بما في ذلك حلفائها بعدم الاستعداد للوضع الذي تشهده العراق في مرحلة ما بعد الحرب، في الوقت الذي شكا فيه قادة الجيش من عدم تلقيهم التدريب الكافي للمهام الأمنية التي تقتضيها الاوضاع التي تعمها الفوضى وتتنامى فيها العمليات العدائية ضد القوات الأميركية
التعليقات