بريستينا (صربيا ومونتنيغرو)- يزمع الزعيم الالباني هاشم تاجي الذي كان على رأس حركة المتمردين سابقا، على قيادة كوسوفو الى الاستقلال، ويدعو الى الحوار مع بلغراد والتسامح الاتني، لكنه يرفض تماما بقاء قوات صربية على اراضي الاقليم.
وقال تاجي في مقابلة "ان كوسوفو لا يمكن ان يعود الى الماضي ووجود وحدات صربية، عسكرية كانت او من الشرطة، مرفوض تماما مهما كانت الظروف". واعتبر انه "لا يجوز حتى لبلغراد ان تفكر بمثل هذا الامر. فالمنطقة بحاجة للامن عموما ويجب ان لا تنشغل بتحركات هذا الجيش او ذلك".
وكان هاشم تاجي البالغ من العمر 33 عاما الزعيم السياسي لجيش تحرير كوسوفو، حركة المتمردين التي حلت اليوم، الذي واجه قوات بلغراد ابان النزاع بين القوات الصربية والمتمردين الالبان في العامين 1998 و1999. واقليم كوسوفو المأهول بغالبية البانية، لا يزال رسميا جزءا لا يتجزأ من دولة صربيا-مونتينيغرو (يوغوسلافيا سابقا) لكنه خارج عن سلطة بلغراد منذ جلاء القوات الصربية في منتصف 1999، واقامة ادارة تابعة للامم المتحدة ونشر قوة اطلسية.
ويواصل تاجي على رأس حزب كوسوفو الديمقراطي --احد الفصائل الالبانية الرئيسية-- معركته من اجل الاستقلال. وقال في هذا الصدد "لا تكمن المسألة في استقلال الالبان (في كوسوفو) بل باستقلال بلد تتمتع فيه كافة الطوائف بالحقوق نفسها"، مؤكدا "اريد كوسوفو يتمتع بوضع غربي الطابع متعدد الاتنيات ومندمج في الهيئات الاوروبية".
وشدد تاجي على اهمية عقد مفاوضات بين بريستينا وبلغراد والمجتمع الدولي من المفترض ان تبدأ اواخر الصيف. وقال في هذا السياق "من المهم ارساء حوار مباشر. فنحن بحاجة للتعاون وينبغي الا يكون هناك منتصر ومهزوم في ختام هذا الحوار. كما يجب تسهيل وصول الجميع الى المؤسسات الاوروبية".
وقد وقع تاجي مؤخرا رسالة مفتوحة تدعو لعودة الصرب الذين غادروا منازلهم في كوسوفو في العام 1999، والمقدر عددهم بحوالي مئتي الف، هربا من عنف المتطرفين في جيش تحرير كوسوفو. وقال تاجي في تلك الرسالة ان الصرب سيكونون على الرحب والسعة اذا هم رغبوا في العودة الى منازلهم في كوسوفو او اذا كانوا يشعرون انهم في ديارهم في الاقليم. وتابع "اعتقد انه الموقف الصحيح الواجب اعتماده وفي الوقت المناسب".
واضاف ان مؤسسات كوسوفو التي وضعت تحت وصاية الامم المتحدة --رئاسة وحكومة وبرلمان متعدد الاتنيات-- "ليست قادرة على ضمان وظائف للجميع لكن بوسعها ضمان اجواء جيدة للعلاقات". واستطرد "لكن ينبغي ان يكون صرب كوسوفو --حوالي مئة الف حاليا مقابل 8،1 مليون الباني-- وكذلك النازحون ممثلين في المحادثات المتعددة الاطراف المقبلة".
وراى تاجي ان الوضع النهائي لاقليم كوسوفو يفترض مناقشته اعتبارا من العام 2004 على ان يتم اقراره بعد الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة في كوسوفو وفي صربيا-مونتينيغرو وايضا على المستوى الاوروبي وفي الولايات المتحدة. غير ان تاجي الذي لا تزال بعض اقطاب الحكم في بلغراد تعتبره بمثابة العدو اللدود، يرحب بتطور تفكير عدد كبير من القادة الصرب --منهم رئيس الوزراء زوران زيفكوفيتش-- بالنسبة لكوسوفو. وقال موضحا "اصبح واضحا في ذهنهم ان كوسوفو بات يشكل كيانا متميزا".
مع ذلك يؤكد تاجي معارضته الشديدة لفكرة كوسوفو الكبير العزيزة على قلب الانفصاليين الالبان في مقدونيا او في جنوب صربيا. وخلص الى القول "لم يعد هناك اي امكانية لتحقيق صربيا الكبرى وكرواتيا الكبرى او كوسوفو الكبير" في البلقان.