عمر حسن: عاش الديكتاتور الاوغندي السابق عيدي امين دادا الذي توفي السبت في جدة، عقدين من الحياة المرفهة في منفاه السعودي، اعقبت ثماني سنوات من الرعب الذي فرضه ابان حكمه.
&وكان امين دادا وصل الى المملكة السعودية كلاجىء سياسي في منتصف الثمانينات بعد تمضيته بضع سنوات في ليبيا وفي العراق اثر الاطاحة به على ايدي ثوار اوغنديين في المنفى سلحهم الرئيس التنزاني السابق جوليوس نيريري.
&وعاش فس السعودية وسط تكتم شديد. ولم يتسرب الا القليل عن حياته الخاصة وعدد ابنائه واعضاء اسرته المرافقين له وموارد دخله.
&غير ان سكانا في جدة اشاروا الى انه كان يسكن فيلا قدمتها له الحكومة السعودية في حي الحمراء الراقي المطل على البحر الاحمر.
&وبالنظر الى انه حصل على صفة لاجىء سياسي فان الحكومة السعودية كانت تصرف له منحة شهرية لم يكشف عن قيمتها في حين كان عدد من ابنائه موظفين عاديين في المملكة.
&وكان التزام عيدي امين التكتم يمنعه من الادلاء بتصريحات علنية. غير انه اكد في حديث نادر ادلى به منذ بضع سنوات الى صحيفة "صانداي فيجن" الاوغندية انه يعيش راضيا عن نفسه وان التعبد يمثل بالنسبة اليه شغله الوحيد.
&وقال للصحيفة "اعيش حياة هانئة وانا متفرغ لديني الاسلام ولله. وليست لدي مشاكل مع اي كان".
&يذكر ان عيدي امين دادا حكم اوغندا من 1971 بعد ان طرد من السلطة الرئيس ميلتون اوبوتي وانتهى حكمه في 11 نيسان/ابريل 1979 بعد ان طرده متمردو الجبهة الوطنية لتحرير اوغندا والجيش التنزاني.
&وقد اتسم عهده بالعنف والرعب. وتفيد تقديرات ان ما بين مئة و300 الف اوغندي قتلوا او فقدوا خلال رئاسة عيدي امين دادا.
&غير ان امين دادا قال للصحيفة "انا فخور بما فعلت وانا ادفع مستحقات دراسة ايتام في اوغندا واساعد المحتاجين".
&واكد انه كان يقضي وقته في قراءة القران والسباحة والصيد في البحر الاحمر ومشاهدة التلفزيون وخاصة نشرات الاخبار.
&وكشف امين للصحيفة انه كان يعزف على الاكورديون ويترنم بالاغاني التي يحفظها منذ ان كان جنديا في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية.
&واشار الى انه وهو في منفاه في السعودية، كانت تصله مواد افريقية يحبذها في طعامه.
&وادخل امين الى المستشفى في جدة في 18 تموز/يوليو بسبب قصور كلوي على ما يبدو. ودخل في غيبوبة ليتم ايداعه وحدة العناية المركزة في مستشفى الملك فيصل التخصصي قبل ان يستعيد وعيه بعد ستة ايام.
&وكان محاطا بعدد كبير من اقاربه صباح اليوم السبت عندما لفظ انفاسه الاخيرة.
&ولد عيدي امين دادا سنة 1925 على ضفاف النيل في قبيلة ككواس المسلمة والقليلة العدد وكان مساعد طاه في الفيلق البريطاني في افريقيا. واصبح بعد ذلك ضابطا مع استقلال اوغندا سنة 1962 قبل ان يحتل سنة 1966 منصب قائد الجيش.
&وعندما كان في السلطة كان يلقب "فخامة هازم الامبراطورية البريطانية الحاج الماريشال الدكتور عيدي امين دادا رئيس الجمهورية الاوغندية مدى الحياة والقائد الاعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس الشرطة والسجون".