إيلاف - ألفت حداد: مع الإعلان عن أي عملية تفجيرية أو اشتباك مسلح تكون نتيجته قتلى أو جرحى من الجانب الإسرائيلي تتهافت الفصائل الفلسطينية على إعلان المسؤلية وتبنى هذه العملية. الا ان الوضع اختلف تماما هذه المرة فالعملية التي استهدفت سيارة ديبلوماسية أمريكية وأدت إلى مقتل ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين وإصابة رابع بجروح خطيرة لم تشهد من بيانات التبني بقدر ما شهدت من بيانات نفى وعدم تحمل مسؤولية هذه العملية
فقد سارعت حركات المقاومة الفلسطينية لا سيما الحركات الاسلامية الى نفى مسؤوليتها عن عملية التفجير موضحة انه ليس من ثوابتها توسيع دائرة الصراع إلى خارج الوطن وانه لا يمكن ان تستهدف الأمريكيين والأوربيين لان صراعها الاساسى والرئيسي هو مع اسرائيل.
وهذا موقف ليس جديدا على الحركات الإسلامية اذا كان واضحا قبل حوالي عام حينما طلبت بعض الدول الأوربية من رعاياها عدم دخول قطاع غزة تحسبا من تعرضهم للأذى على يد الفلسطينيين الأمر الذي استهجنته في حينها الفصائل الفلسطينية .
ولم تكن فصائل المقاومة الفلسطينية هى الجهة الوحيدة التى طالتها دائرة الاتهام فالتساؤلات التى ظهرت لدى البعض فى اعقاب الاعلان عن تفجير السيارة الامريكية وان ركزت فى معظمها حول اتهام الفصائل الفلسطينية لها ما يبررها خاصة وانها تزامنت مع فيتو امريكى استخدم أمس في مجلس الامن فى الجلسة التى خصصت لمناقشة مشروع قرار تقدمت به الدول العربية حول الجدار الفاصل الذى تنفذه اسرائيل فى الاراضى الفلسطينية ومع تصريحات امريكية اخرى تؤكد فيها ان ما تقوم به اسرائيل من قتل ودمار وتخريب فى رفح يدخل فى اطار الدفاع عن النفس .
الى جانب ظهرت تساؤلات وتفسيرات اخرى تمحورت حول عدم امكانية المقاومة الفلسطينية على القيام بمثل هذا العمل فى هذا الوقت بالذات لان ذلك لا يدخل ضمن ثوابت هذه الفصائل او فتح جبهات صراع اخرى وتوسيع الصراع الحالى مع اسرائيل .
لذلك من من الصعب القول ان ان عملية التفجير هى عملية وقتت مع استخدام الفيتو الامريكى ومباركة اامريكا لما يقوم بع الجيش الاسرائيلى فى مدينة ر فح لان هذه المسالة اخذت وقتا للتخطيط لها ولم تاتى بهذه السرعة .
و نظرا للظروف والعوامل التى تمر بها المنطقة سواء الهجمة الإسرائيلية على المناطق الفلسطينية او انهيار السلطة وغيابها وكذلك تراجع الدور الامريكى وتدخله فى عملية التسوية وبذل الجهود للاستمرار فى العملية إضافة الى الانحياز الواضح من قبل الإدارة الأمريكية الى اسرائيل هذا كله يمكن ان يخلق ظروف معادية للدور الامريكى وتجعل منها مبررا لبعض الأشخاص او الجهات القيام بمثل هذا العمل .
ويبدو واضحا ان هذه الظروف توفر احتمالات للقيام بمثل هذه العمليات سواء لدى اطراف متطرفة الا ان التاكيد على ان فصائل المقاومة الفلسطينية ليس من مصلحتها القيام بهذا العمل لانه من شانه ان يزيد النار تسعيرا إضافة إلى أنها تمر بفترة هدوء حتى على صعيد المقاومة الداخلية لانها فى حالة حماية لنفسها لذاك لا يمكن ان تقوم بمثل هذا العمل
وكل هذه الاتهامات التى كيلت لفصائل المقاومة الفلسطينية لم تنفى قيام فرصة اتهام لاسرائيل بانها وراء هذا الحادث خاصة وانها تريد ان تعزز لدى الجانب الامريكى نعت فصائل المقاومة الفلسطينية بالارهابية وبالتالى تعزز المفهوم الذى رزعته لدى الادارة الامريكية .
وما زالت فكرة ان يكون حادث التفجير هو حادثا عرضيا قائمة خاصة فى ظل الهجوم على الاراضى الفلسطينية وقضم قطا عزة لقمة لقمة فمن المتوقع ان تلجا فصائل المقاومة الى رزع الغام فى المناطق التى يتوقع ان تدخلها القوات الاسرائيلية فى لشمال وزرع بعض العبوات الناسفة هناك خاصة وان اليوم شهد تفجير دبابة اسرائيلية فى نفس المنطقة التى وقع بها الحادث تقريبا
التساؤولات جميعها ما زالت قائمة ولم يؤكد اى شئ حتى الآن صحة او كذب اى تساوؤل بمعنى ان الاحتمالات مفتوحة بان يكون اى من هذه التساؤولات صحيحا .