القاهرة ـ&&دافع أحمد ماهر وزير الخارجية المصري عما ورد في الكلمة التي ألقاها مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا في أثناء افتتاح القمة الإسلامية مؤخرا، موضحاً أن "كل مايثار حول الخطاب من أنه ينطوي على معاداة للسامية هو ناتج عن سوء النية من جانب البعض"، معتبراً أنه مجرد خطاب موجه للعالم الإسلامي يدعوه للنهضة والالتزام بالعلم واستخدام التقنية، كما ندد بمحاولات الصاق التهم بالاسلام قائلا إنها "محاولات يجب أن يتصدى لها المسلمون في شتى أنحاء العالم، ليس فقط بالقول وانما أيضا بالعمل, بحيث يكونون نموذجا لما يجب أن يكون عليه التصرف".
وكان مهاتير قد أعلن في خطابه امام قمة المؤتمر الإسلامي أن "الاوروبيين قتلوا ستة ملايين يهودي من 12 مليونا، لكنهم اليوم يحكمون العالم بالوكالة"، وهي التصريحات التي اعتبرتها إسرائيل وعدد من الدول الغربية مسيئة واستفزازية، ووصلت لحد اتهام مهاتير محمد بأنه يتبنى "خطاباً نازياً"، وينطوي على معاداة السامية.
ودعا ماهر من وصفهم بهؤلاء "الذين أثاروا ضجة حول خطاب مهاتير محمد الى أن يرجعوا الى التصريحات الاخيرة للجنرال الاميركي الذي يعمل في (البنتاغون) وزارة الدفاع الاميركية حول الاسلام، كما أكد الوزير المصري على ما أسماه "خطورة الخلط غير المفيد في الامور وعلى خطورة تصيد كل موضوع لمحاولة خلق ضجة وادعاءات كاذبة لمحاولة حماية اسرائيل في الواقع بلفت الانظار عما ترتكبه الى القاء الاتهامات جزافا على الاخرين".
ومضى ماهر إلى القول إن "أمامنا حالة واضحة هي حالة هذا الجنرال الاميركي وتصريحاته التي يجدر بمن يهتمون باحترام الاديان والمؤمنين بها أن يلتفتوا اليها وأن يتخذوا ازاءها المواقف التي تثبت أنهم فعلا حريصون على احترام الاديان، وهو أمر نحن أول من يحترم الاديان وأول من لايقبل بأي مساس بأي دين من الاديان في العالم".
وكان الجنرال الأميركي بويكن قد وصف الحرب على الارهاب بانها حرب تخوضها المسيحية ضد الشيطان، ويشغل الجنرال بويكن منذ حزيران (يونيو) الماضي منصب نائب مساعد وزير الدفاع، وقدم اعتذارا يوم أمس السبت الى من كان لتصريحاته لديهم وقعا مسيئاً"، على حد تعبيره.
وعودة إلى أحمد ماهر الذي اعتبر أن خطاب مهاتير محمد قارن بين ماترتب على عدم التزام المسلمين بحقيقة دينهم وجوهره، وماحدث من تفاوت بينهم وبين شعوب اخرى, مشيرا الى أن رئيس وزراء ماليزيا ضرب مثلا في هذا الموضوع في اطار حديثه عما استطاع أصحاب الديانة اليهودية أن يحققوه بالفكر، وذكر أن التفوق يجب أن يكون بالفكر ويكون بالالتزام بمبادىء العلم والتكنولوجيا، وهذا شىء، أما عن تناول مهاتير محمد لمشكلة فلسطين في خطابه فكان التناول الطبيعي والمعتاد الناتج عن استمرار اسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني حيث دعا مهاتير محمد الى وقف العنف والنظر للامور بتعقل وموضوعية".