سالم اليامي
&
&
&
قرأت اليوم في جريدة خليجية، تصريحا لمدير عام مؤسسة خيرية،حيث يقول المدير العام لتلك المؤسسة الخيرية عقب افتتاح مقر لجنة الداخل للمؤسسة : ان مايراد للمؤسسات الخيرية الاسلامية،التي تواجه تحديات كبيرة هو التشكيك في مصداقيتها وادائها بهدف اتاحة الفرصة للمؤسسات التنصيرية،كي تكون في الساحة وحدها. وشدد المدير العام على ضرورة الحذر ان تنطلي على المسلمين تلك الاراجيف.
ثم اوضح مساعد المدير العام لشئون الدعوة والاغاثة، مدير لجنة الداخل، أنه سيتم زيادة ميزانية هذه اللجنة الى خمسين مليون ريال لتصرف على النشاطات والدورات والمساعدات داخل الوطن! وأشار ان المشروعات التي انجزت والتي لاتزال تحت الانشاء،تقدر ب 136 مليون ريال سيتم الاستفادة من ريعها لصالح المساعدات والمناشط الداخلية!!
ما يهمني هنا ليس نشر الخبر كمراسل صحفي، وانما لفت انتباهي بعض النقاط التي ذكرها المدير العام لتلك المؤسسة الخيرية ونائبة. فالمدير العام كعادة الرسميين العرب حينما يخفقون في مهامهم، ربط فشل مؤسسته بالآخر المتآمر ضد الأمة كي يكون ذلك الآخر حسب قول المدير العام الوحيد في الساحة لممارسة تنصيره، دون ان يقر بفشله ويترك ادارة عمل تلك المؤسسة الخيرية لغيره مثلما يعمل اولئك ( المتآمرون علينا) عندما يفشل أي منهم في ادارة مشروع او مؤسسة او حكومة!!
ومساعد المدير العام،يتحدث عن صرف خمسين مليون ريال لتصرف على( النشاطات والدورات )
داخل الوطن!! اضافة الى 136 مليون ريال سيتم الاستفادة منها لصالح (المساعدات والمناشط) داخل الوطن
والتساؤلات هنا تدور حول الاتي:
اية دورات وانشطة تريد ان تمارسها مؤسسة خيرية داخل الوطن؟!!
اليست المدارس والجامعات والمؤسسات الرسمية كفيلة بالقيام باية انشطة او دورات تخص عمل المواطن او تعليمه؟!
ولماذا تستمر هذه المؤسسة في ارتكاب نفس الأخطاء التي جعلتها يوما ما محل الشبهة خارجيا بسبب عدم وضوح اهدافها وتناسقها مع ما تدعيه في برامجها الخيرية؟1
لماذا لا تحذو هذه المؤسسة الخيرية حذو كل المؤسسات الخيرية المحترمة في العالم، فتبني مستشفيات في وطن كبير المساحة ويحتاج الى آلاف المستشفيات؟!
لماذا لا يتم المساعدة في بناء مدارس في وطن تكثر فيه المباني المستأجرة؟!
لماذا لايتم استغلال تلك الأموال التي تهطل من كل مكان في ابتعاث الموهوبين وابناء الفقراء للدراسة في احسن الجامعات العالمية كي يتخرجوا متسلحين بالعلوم المفيدة للشعب والوطن؟!!
لماذا لاتشارك تلك المؤسسة الخيرية في بناء كل ما يحتاجه المواطن من مشاريع علمية وطبية وغير ذلك من الاحتياجات الانسانية التي تعود عليه بالنفع الكبير بما يخدم مستقبل الانسان والوطن؟بدلا من التفكير في استغلال حاجة الانسان بهدف اعادة صياغته بما يتناسب مع فكر المؤسسة على حساب الأهداف الاسمى للعمل الخيري، وربما على حساب فكر الانسان المحتاج ومبادئة،التي قد تختلف مع فكر اصحاب المؤسسة الخيرية، مما قد يدفع ذلك المحتاج ان يتنازل مؤقتا عن مبدأه او فكره فيخسر نفسه ويخسر مستقبله!!
العمل الخيري المسيس، والمؤدلج،مهما بلغ من النجاحات الوهمية الشكلية، فانه لابد ان يقابل في الاخير بالفشل والنكران، وأول من يتنكر لذلك الفضل ويجحده ويذمه : هم الأكثر استفادة من ذلك العمل الخيري (ماديا) المسيس او المؤدلج، لكنهم بالطبع لا يشعرون بالاستفادة الحقيقية فكريا، مما يجعلهم يشعرون بمرارة الألم نتيجة خضوعم لفكر لايتوافق مع مايؤمنون به بسبب حاجتهم المادية.
وأعظم الاعمال الخيرية. واقواها تأثيرا هو ذلك العمل الخيري النابع من مباديء خيرية انسانية بحته، لاتفرض فكرا، ولا تميز بين انسان وآخر.
وعندما تتجه أي مؤسسة خيرية لبناء المشاريع العلمية والطبية التي تحرص على توفير البيئة المناسبة والصحية كي يستمر الانسان في العيش بأمان ورفاهية حتى يستطيع ان يعطي او يبدع دون عوائق او مشاكل صحية او مادية،فان تلك المشاريع قادرة على ترسيخ عظمة الفكر او المبدأ الانساني الذي ينتمي اليه القائمون على تلك المؤسسة الخيرية دون ان يلجأوا الى استهلاك اعمال المؤسسة الخيرية في دورات او انشطة لفرض مباديء تلك المؤسسة الخيرية مقابل ما تعطيه للمنتفعين منها من عطآت مادية!!
الانسان : لم يخلق الا لكي يكون مكرما... ولن يشعر انسان ما بكرامته مقابل عطاء مفروض، او مشروط.
والانسان اينما كان، يملك عقلا يستطيع عن طريقه ان يميز بين الشعار والهدف.