&
على الرغم من المعاناة والآلام من أصناف العذاب وألوانه على أيدي السجانين الصهاينة،والظروف المأساوية غير الإنسانية التي يعيشونها داخل المعتقلات إلا انهم استطاعوا التغلب على هذه الظروف والتكيف معها، حيث انهم تمكنوا من تحويل هذه السجون والمعتقلات الصهيونية إلى منابع للعلم والمعرفة، وجعلوا منها جامعا ت تخرج العلماء والمثقفين،انهم شعب رائع بكل المقاييس،استطاعوا أن يأخذوا المنحة من ثنايا المحنة وضربوا أروع الأمثلة في تسخير أحلك الظروف لإرادتهم التي لا تنثني أمام الصعاب إنهم بحق شعب الجبارين - انهم يلقنون العالم اجمع كيف تكون المقاومة والصمود بحق.
وهاهو الأسير ناصر عبدالجواد (38عاما) والذي يمضي حكما بالسجن 12عاما يتوج مسيرة التعليم داخل السجون بحصوله على درجة الدكتوراه ليكون أول أسير فلسطيني يحصل على هذه الدرجة العلمية أثناء فترة اعتقاله، وذلك بعد أن ناقش رسالة الدكتوراه التي تحمل عنوان "نظرية التسامح الإسلامي مع غير المسلمين في المجتمع الإسلامي" من سجنه في "مجدو"- عبر الهاتف النقال لمدة ساعتين بالتنسيق مع جامعة النجاح الوطنية.ويقول الأسير عبد الجواد في تعليقه على هذا الإنجاز أن سنين الأسر التي زادت على 11 عاماً حتى الآن، لم تزده إلا إصراراً على التميز والخروج بشيء ثمين من هذه الفترة الطويلة من الاعتقال ولإثبات أن الفلسطيني قادر على التميز حتى وهو خلف القضبان.وقد شكل هذا الإنجاز دفعة قوية لمئات الأسرى الآخرين الذين يناضلون من أجل الحصول على الدرجات العلمية المختلفة بدءًا من شهادة الثانوية العامة، ووصولا للشهادة الجامعية الأولى ثم الماجستير والدكتوراه.. وإذا أخذنا نموذج سجن "مجدو" للتعرف على تجربة التعليم داخل المعتقلات كونه يعد من أكثر المعتقلات التي تضم بين جدرانها جامعيين وطلاباً فلسطينيين إذ تدل الأرقام أن هناك 218 طالباً جامعياً معتقلين في سجن مجدومن مجموع عدد المعتقلين الذي يبلغ 906 معتقل أي أن الطلبة الجامعيين يشكلون 28 في المائة من المعتقلين، فإن الحياة الثقافية تنقسم إلى برامج إجبارية يجب على كل معتقل أن يدرسها وبرامج أخرى تكون اختيارية يحق للمعتقل أن يختار واحداً منها لدراسته، وذلك بالإضافة للندوات الأسبوعية التي تتناول العديد من الموضوعات الخاصة ويعتمد تسيير هذا النظام على الدورات فهناك دورة كل أربعة اشهر ويشرف على هذه الحياة الثقافية ثلاث لجان عامة هي الثقافية، والسياسية، والإعلامية ويتفرع عنها لجان ثقافية وسياسية وإعلامية فرعية تشرف على العمل الميداني داخل الأقسام. ومن الأمور التي تتميز بها تجربة التعليم في سجن مجدوتحفيظ الأسرى للقرآن الكريم حيث افتتح الأسرى مركزا لتحفيظ القرآن معتمدا من وزارة الأوقاف وتتم عملية التحفيظ وفق آليات تشمل دورات في أحكام التلاوة ليحصل الأسير بعد الانتهاء من إجادتها على شهادة معتمدة من وزارة الأوقاف.. وتستفيد الحركة الأسيرة من الأسرى المتخصصين في مجالات العلوم المختلفة والذين يحمل بعضهم شهادات الدكتوراه والماجستير في تدريس مواد لها علاقة بتخصصاتهم. ومن الوسائل التي تستخدم لتطوير الكفاءة العلمية للأسرى تكليفهم بإعداد أبحاث عن موضوعات محددة باستخدام المراجع الموجودة في مكتبة السجن ويتم في الغالب تقييمها في جلسة من قبل الأسرى المتخصصين في مجال الدراسة أوالمشرفين على عملية التعليم، وقد نتج عن ذلك مجموعة من الإسهامات العلمية في العديد من المجالات. مسئول العلاقات الخارجية في وزارة الأسرى والمحررين والذي أمضى تسع سنوات في الاعتقال يقول: ان المحاور الرئيسية لعملية التثقيف والتعليم داخل المعتقلات ترتكز على الثقافة السياسية والنواحي الأمنية وبخاصة الصمود في وجه أساليب التحقيقات والتجربة الاعتقالية والتعامل مع إدارة السجون إضافة لمحو أمية الأسرى الذين لم ينالوا أي قسط من التعليم، مؤكدا أن هذه العملية استطاعت أن تخرج أفرادا على كفاءة عالية وأهلتهم للاستمرار في الحياة بعد الخروج من الأسر.ولعل التطور الكبير الذي شهدته المعتقلات هو إصرار المعتقلين على إكمال دراستهم للحصول على شهادة الثانوية العامة والشهادات الجامعية، فعلى الرغم من محاولات الاحتلال ووضع العراقيل أمام طموح الأسرى في هذا المجال إلا أن العديد منهم استطاعوا الحصول على شهادة الثانوية العامة بعد أن استطاعت السلطة الوطنية أن توفر لهم لجان امتحانات داخل السجون، كما تمكن العديد منهم من الالتحاق بالجامعة العبرية المفتوحة التي تتيح الدراسة عبر المراسلة وحصلوا على درجة البكالوريوس في تخصصات مختلفة، والبعض منهم أكملوا دراستهم وحصلوا علي الماجستير وقد واجهت مسيرة العلم والثقافة داخل السجون العديد من المشاكل التي استطاع الأسير الفلسطيني بصبره وإبداعه أن يتخلص منها أويحد من تأثيرها ومن هذه المشكلات ضعف الإمكانيات والأدوات التي تساعد في إتمام هذه العملية، وفي مراحل من تاريخ الحركة الأسيرة كان من الصعب إيجاد ورق وأقلام لاستخدامها في الكتابة، ووصل الأمر إلى استخدام ورق السجائر وأوراق الكرتون أوأي مادة ورقية للكتابة، كما كان تهريب الأقلام إلى داخل بعض السجون مشكلة كبيرة، حتى ان القلم الواحد كان يمرر على التنظيمات المختلفة لكتابة ما يحتاجونه من تعليمات وغيرها.كما تقوم إدارة السجون في هذا الإطار بمصادرة المكتبات والإصدارات التي يتناولها الأسرى، وبخاصة الكتيبات الخاصة بالمعلومات الأمنية والإرشادات الخاصة بالتعامل مع المحققين وسواها..
ورغم أن الحركة الأسيرة تستطيع الآن توفير كافة متطلبات العملية التعليمية داخل المعتقلات من دفاتر وأوراق وكتب وغيرها، فإنها دفعت في سبيل ذلك ثمناً غالياً من دماء الأسرى ونضالهم، وهو ما يؤكد أن الإنسان الفلسطيني يستطيع بقوة إيمانه بقضيته الانتصار على كافة الظروف والضغوط التي تحاول الحد من عزيمته وطموحه، مهما بلغت قساوة هذه الظروف، ومهما كان المنفذ لها فاقداً لكل صفات البشر والإنسانية،بل واثبت المناضلون الفلسطينيون قدرتهم علي قلب الموازين لصالحهم في معركتهم مع الصهاينة،ولا ننسي في هذا المقام ما حدث في مرج الزهور حين ابعد الصهاينة خيرة رجال المقاومة الفلسطينية إلي ذلك المكان المقفر بغية التخلص منهم،ولكن بصمودهم وإبداعهم في التكيف مع معطيات الحدث وتسخيره لصالح قضيتهم العادلة انقلب السحر علي الساحر وأصبح الصهاينة في ورطة لا يحسدون عليها مما جعلهم يتراجعون ويرضخون للإرادة الصلبة والإيمان العميق والرؤية الواضحة التي أصبحت سمة الشعب الفلسطيني الصابر المجاهد، الذي مافتيء يردد ما قاله الإمام المجاهد ابن تيمية..ماذا يصنع أعدائي بي.. إن سجنوني فسجني خلوة أناجي فيها ربي.. وان أخرجوني فنفيي سياحة في ارض الله.. وان قتلوني فقتلي شهادة في سبيل الله.
وهاهو الأسير ناصر عبدالجواد (38عاما) والذي يمضي حكما بالسجن 12عاما يتوج مسيرة التعليم داخل السجون بحصوله على درجة الدكتوراه ليكون أول أسير فلسطيني يحصل على هذه الدرجة العلمية أثناء فترة اعتقاله، وذلك بعد أن ناقش رسالة الدكتوراه التي تحمل عنوان "نظرية التسامح الإسلامي مع غير المسلمين في المجتمع الإسلامي" من سجنه في "مجدو"- عبر الهاتف النقال لمدة ساعتين بالتنسيق مع جامعة النجاح الوطنية.ويقول الأسير عبد الجواد في تعليقه على هذا الإنجاز أن سنين الأسر التي زادت على 11 عاماً حتى الآن، لم تزده إلا إصراراً على التميز والخروج بشيء ثمين من هذه الفترة الطويلة من الاعتقال ولإثبات أن الفلسطيني قادر على التميز حتى وهو خلف القضبان.وقد شكل هذا الإنجاز دفعة قوية لمئات الأسرى الآخرين الذين يناضلون من أجل الحصول على الدرجات العلمية المختلفة بدءًا من شهادة الثانوية العامة، ووصولا للشهادة الجامعية الأولى ثم الماجستير والدكتوراه.. وإذا أخذنا نموذج سجن "مجدو" للتعرف على تجربة التعليم داخل المعتقلات كونه يعد من أكثر المعتقلات التي تضم بين جدرانها جامعيين وطلاباً فلسطينيين إذ تدل الأرقام أن هناك 218 طالباً جامعياً معتقلين في سجن مجدومن مجموع عدد المعتقلين الذي يبلغ 906 معتقل أي أن الطلبة الجامعيين يشكلون 28 في المائة من المعتقلين، فإن الحياة الثقافية تنقسم إلى برامج إجبارية يجب على كل معتقل أن يدرسها وبرامج أخرى تكون اختيارية يحق للمعتقل أن يختار واحداً منها لدراسته، وذلك بالإضافة للندوات الأسبوعية التي تتناول العديد من الموضوعات الخاصة ويعتمد تسيير هذا النظام على الدورات فهناك دورة كل أربعة اشهر ويشرف على هذه الحياة الثقافية ثلاث لجان عامة هي الثقافية، والسياسية، والإعلامية ويتفرع عنها لجان ثقافية وسياسية وإعلامية فرعية تشرف على العمل الميداني داخل الأقسام. ومن الأمور التي تتميز بها تجربة التعليم في سجن مجدوتحفيظ الأسرى للقرآن الكريم حيث افتتح الأسرى مركزا لتحفيظ القرآن معتمدا من وزارة الأوقاف وتتم عملية التحفيظ وفق آليات تشمل دورات في أحكام التلاوة ليحصل الأسير بعد الانتهاء من إجادتها على شهادة معتمدة من وزارة الأوقاف.. وتستفيد الحركة الأسيرة من الأسرى المتخصصين في مجالات العلوم المختلفة والذين يحمل بعضهم شهادات الدكتوراه والماجستير في تدريس مواد لها علاقة بتخصصاتهم. ومن الوسائل التي تستخدم لتطوير الكفاءة العلمية للأسرى تكليفهم بإعداد أبحاث عن موضوعات محددة باستخدام المراجع الموجودة في مكتبة السجن ويتم في الغالب تقييمها في جلسة من قبل الأسرى المتخصصين في مجال الدراسة أوالمشرفين على عملية التعليم، وقد نتج عن ذلك مجموعة من الإسهامات العلمية في العديد من المجالات. مسئول العلاقات الخارجية في وزارة الأسرى والمحررين والذي أمضى تسع سنوات في الاعتقال يقول: ان المحاور الرئيسية لعملية التثقيف والتعليم داخل المعتقلات ترتكز على الثقافة السياسية والنواحي الأمنية وبخاصة الصمود في وجه أساليب التحقيقات والتجربة الاعتقالية والتعامل مع إدارة السجون إضافة لمحو أمية الأسرى الذين لم ينالوا أي قسط من التعليم، مؤكدا أن هذه العملية استطاعت أن تخرج أفرادا على كفاءة عالية وأهلتهم للاستمرار في الحياة بعد الخروج من الأسر.ولعل التطور الكبير الذي شهدته المعتقلات هو إصرار المعتقلين على إكمال دراستهم للحصول على شهادة الثانوية العامة والشهادات الجامعية، فعلى الرغم من محاولات الاحتلال ووضع العراقيل أمام طموح الأسرى في هذا المجال إلا أن العديد منهم استطاعوا الحصول على شهادة الثانوية العامة بعد أن استطاعت السلطة الوطنية أن توفر لهم لجان امتحانات داخل السجون، كما تمكن العديد منهم من الالتحاق بالجامعة العبرية المفتوحة التي تتيح الدراسة عبر المراسلة وحصلوا على درجة البكالوريوس في تخصصات مختلفة، والبعض منهم أكملوا دراستهم وحصلوا علي الماجستير وقد واجهت مسيرة العلم والثقافة داخل السجون العديد من المشاكل التي استطاع الأسير الفلسطيني بصبره وإبداعه أن يتخلص منها أويحد من تأثيرها ومن هذه المشكلات ضعف الإمكانيات والأدوات التي تساعد في إتمام هذه العملية، وفي مراحل من تاريخ الحركة الأسيرة كان من الصعب إيجاد ورق وأقلام لاستخدامها في الكتابة، ووصل الأمر إلى استخدام ورق السجائر وأوراق الكرتون أوأي مادة ورقية للكتابة، كما كان تهريب الأقلام إلى داخل بعض السجون مشكلة كبيرة، حتى ان القلم الواحد كان يمرر على التنظيمات المختلفة لكتابة ما يحتاجونه من تعليمات وغيرها.كما تقوم إدارة السجون في هذا الإطار بمصادرة المكتبات والإصدارات التي يتناولها الأسرى، وبخاصة الكتيبات الخاصة بالمعلومات الأمنية والإرشادات الخاصة بالتعامل مع المحققين وسواها..
ورغم أن الحركة الأسيرة تستطيع الآن توفير كافة متطلبات العملية التعليمية داخل المعتقلات من دفاتر وأوراق وكتب وغيرها، فإنها دفعت في سبيل ذلك ثمناً غالياً من دماء الأسرى ونضالهم، وهو ما يؤكد أن الإنسان الفلسطيني يستطيع بقوة إيمانه بقضيته الانتصار على كافة الظروف والضغوط التي تحاول الحد من عزيمته وطموحه، مهما بلغت قساوة هذه الظروف، ومهما كان المنفذ لها فاقداً لكل صفات البشر والإنسانية،بل واثبت المناضلون الفلسطينيون قدرتهم علي قلب الموازين لصالحهم في معركتهم مع الصهاينة،ولا ننسي في هذا المقام ما حدث في مرج الزهور حين ابعد الصهاينة خيرة رجال المقاومة الفلسطينية إلي ذلك المكان المقفر بغية التخلص منهم،ولكن بصمودهم وإبداعهم في التكيف مع معطيات الحدث وتسخيره لصالح قضيتهم العادلة انقلب السحر علي الساحر وأصبح الصهاينة في ورطة لا يحسدون عليها مما جعلهم يتراجعون ويرضخون للإرادة الصلبة والإيمان العميق والرؤية الواضحة التي أصبحت سمة الشعب الفلسطيني الصابر المجاهد، الذي مافتيء يردد ما قاله الإمام المجاهد ابن تيمية..ماذا يصنع أعدائي بي.. إن سجنوني فسجني خلوة أناجي فيها ربي.. وان أخرجوني فنفيي سياحة في ارض الله.. وان قتلوني فقتلي شهادة في سبيل الله.
التعليقات