"ايلاف"&الرباط: في خطوة اعتبرها المراقبون بمثابة تهدئة وجبر لخاطر القوات المسلحة الإسبانية التي أعرب بعض قادتها في الأسبوع الماضي عن انتقاد صريح& ومعارضة لسياسة الحكومة الحالية حيال الأزمة العراقية، زار رئيس الوزراء الإسباني " خوصي ماريا أثنار" أمس، مقر الاستخبارات، حيث تناول طعام الغذاء رفقة وزير الدفاع مع المسؤولين الرئيسيين في المركز وعناصر من مستخدميه يمثلون& الشعب العاملة به.
واتسمت الكلمة التي ألقاها "أثنار" رئيس الوزراء بالنبرة الوطنية الواضحة، حيث خاطب في مستمعيه روح التضحية والتفاني والإخلاص للوطن ، قائلا إنه يشعر بالقرب منهم ويقاسمهم آلامهم وألام أسر الضحايا ، مضيفا أن العمل الذي يقومون به يشكل العمود الفقري للأمن والاستقرار في إسبانيا والذي يساعد الحكومة على اتخاذ قراراتها"
وفي إشارة وتذكير بالعناصر السبعة الذين لقوا مصرعهم في العراق ٌقال "أثنار" إننا مدينون لهم بالكثير، وعلى الشعب الإسباني برمته أن يعترف& ويقر بالدور الذي قاموا به خارج وطنهم، ملمحا إلى التقصير الذي لوحظ على الحكومة أثناء إقامة مراسيم دفن لا تليق بشرفهم العسكري.
وأشاد "أثنار" بمصالح الاستخبارات التي تعمل ، حسب قوله، صمن إطار الشرعية الدستورية ، معربا عن ارتياحه لأنه شخصيا أوجد الإطار المشروع الذي يحدد مهمات وواجبات أجهزة الاستخبارات ووسائل عملها القانونية.
وتم لقاء " أثنار" المباشر مع جهاز المخابرات في نفس& اليوم الذي وافقت فيه الحكومة الإسبانية على تمديد وجود تشكيلات من الجيش خارج البلاد وخصوصا في العراق وأفغانستان ، لمدة ستة أشهر أخرى ، بعد انقضاء المدة الأولى المماثلة& التي أقرت في الصيف الماضي.
ورأى الملاحظون في مجيء "رئيس الجهاز التنفيذي إلى مقر المخابرات ، دليلا على إحساس "أثنار" والحزب الحاكم بقسوة الضربة التي تلقوها في العراق ، التي تدل من وجهة نظر المنتقدين أن القوات المسلحة والاستخبارات غير قادرة على العمل في محيط معادي وتفتقر إلى الوسائل المساعدة، بعدما تبين أن الخلية المخابراتية في العراق كانت مخترقة.
يذكر أن مدير الاستخبارات " ديثكايار" وهو سفير سابق في المغرب ،استلم مهامه منذ نحو عامين، ألقى عرضا مطولا في البرلمان أجاب فيه على تساؤلات النواب بخصوص فعالية الجهاز والثغرات التي كانت وراء ما جرى في العراق .
ولا تزال صحف المعارضة تكيل النقد للحكومة مطالبة بالخروج من الورطة العراقية.
وفي هذا السياق ، يشرف وزير الدفاع الإسباني يوم الإثنين المقبل ، في مدينة "الديوانية" بالعراق على مراسيم استبدال الحامية العسكرية هناك ، بعد استبدال عناصرها بأخري استقدمت من وحدات عسكرية مختلفة.
وطبقا لما أوردته الصحافة الإسبانية نقلا عن مصادر عسكرية، فإن لا أحد يجزم كم ستبقى الوحدات العسكرية خارج البلاد.