&
تيسير عبدالله من الدوحة: عجيب أمر مطربات عصر العولمة العربية .. فبمجرد ظهور الإعلانات التلفزيونية عن موعد لقاء على الهواء ، ينتظر المشاهدون لحظات لقائهم بمنتهى الشوق على أمل الإستمتاع بلحظات إبداع حقيقية، مع فنانتهم المفضلة خصوصاً وأن هذه النجمة المحبوبة& ستغني live وهذا بحد ذاته فيه متعة، وفيه إشباع فني كبير لمن يشاهدها بعيداً عن أجواء الكليب وتقنية التصوير فيه .. يبدأ البرنامج ونتسمر أمام الشاشة ونبحلق عيوننا ونبعد |
الكنترول كي لاندوسه بالغلط وتتغير المحطة، وننحرم من شوفة نجمتنا المفضلة للحظات. وربما نسجل هذا الحوار، كي نستمتع به بعد ذلك بعيداً عن الإزعاج ورنات الهاتف ودوشة البيت. المهم، تخرج نجمتنا المحبوبه بإطلالتها البهية، ويدور الحوار وتتنوع الاسئلة والاتصالات: "ألو معاكم خلووود من القسييم !! .. البرنامج حلو مرررره !! ممكن نسمع الأغنية الفلانية وأهديها لشمس الأصيل حبيبتي خلوود من الدممااام". وهاتف آخر : "الو معاكي سمسمه من مسر القديدة !! ممكن نسمع غنوة حلوة للفنانة اللهلوبة دي !! وأهديها لصاحباتي كلاتهم وبالاخس الاخس بسبسه". وهاتف آخر : "هاي انا سعوود وأهدي هذي الأغنية الى س. ع وأقول لها يامعوّده احبك مووووت". وهاتف آخر : "الو هاي !! برنامجكم بيعـّقد .. ونجمتنا ستايلها بيجنن واللوك بيلبق إلها كتير كتير مهضوومه".
ننتظر الأغنية بعد سيل المكالمات تلك،&ونفاجأ بصوت مطربتنا الحلوة، وإذا به نشاز ومبحوح ومشروخ، من هنا حتى آخر نقطة حياة في القطب الشمالي تصدح قائلة، "إحم إحم معليش أصل صوتي شوية تعبان .. أخذت برد". "معليش يعذروني حبايبي من شان عيونكن راح أغني مقطع صغير". هذه "الاحم الاحم" تتكرر مرات ومرات كل ما طلب منها الغناء، ونحن نسمع وقد فقدنا المتعه في السماع وبقيت المتعة في النظر.
طرحت هذه المقدمة كي أنبـّه الى الإنجاز الكبير، الذي تحقق في عالم التسجيل الديجتال والقدرات العلمية الرهيبة، التي توافرت في ميدان تقنية الفلتر والمصفيات، حتى غداً "كل غراب ينعق مطرب"، وكل بومة نشاز مطربة لينقذ الفلتر مايمكن إنقاذه، ويحسـّن الكليب مايمكن تحسينه. ولعلّ ثلاثة أرباع المتواجدين على الساحة الغنائية في الوقت الراهن، مدانين بشكل كبير لشركات السوني والباناسونيك والياماها نظير خدمات تلك الشركات لهؤلاء في تغطية وتعمية العيوب والخدوش والشروخ الصوتية، وإيصالها إلى الناس وإلى الآذان، بطريقة مغرية جداً و"حلوة أوي ومهضومة كتير وزينة وايد وجميلة بالزاف وكويسه برشه وطيبة هواية" .. وبارك الله في عصر الديجتال الذي فتح بيوتاً وأسواقاً وأرزاقاً.
يتذكر كبار السن، ولست واحداً منهم للأسف، تلك الأيام الخوالي التي كانت فيروزة الفن فيروز تصدح بصوتها الأخآذ في أرجاء بعلبك،&وفي معرض دمشق الدولي "دبكة قدمكن عالارض هدارة انتوا الاحبة والكن الصدارة"، وليأتي نصري شمس الدين ليملأ أدراج بعلبك صوتاً وقوة وليكمل الثالوث الرائع، وديع الصافي بمووايله الجبلية، لتشعر أن الجبل قد فتح أذنيه ليتشنف سماعاً وطرباً ومتعة.
حتى مطربة العرب الكبرى الست "سومه"، كانت تقف على الخشبة ثلاث ساعات وهي تجر الكوبليه في إثر الكوبليه، والمذهب في إثر المذهب، ماسكة منديلها الوردي، لابسة نظارتها السوداء لتملأ جنبات المسرح فنا وسحراً وإبداعاً.
جيل الميكرفون والديجتال، جيل الفلاتر والمصفيات. جيل التركّات والتقنيات، يجب أن يحمدوا الله على نعمة العلم والتطور التي وهبها لخلقه، الذين تمكنوا من لإصلاح ما أفسده الدهر وتجميل ما لعب به الزمان وتربيط الاحبال الصوتية من أجل فتح تلك البيوت.
العقود والسهرات، والمهرجانات والكليبات والفضائيات والسمرات، والأعراس والأغاني الخاصة، كلها في ذمة شركة السوني والباناسونيك والياماها، وكل شركات تقنية الديجتال فهي المبدعة الحقيقة في حديقة الفن وهي اللاعبة الأفضل في ملعب الابداع.
هل تريدون مثالاً على مطربي الاحم الاحم !! فنانة شابة كانت تصدح بصوتها الجميل في برنامج السوبر ستار وتغني المووايل والتراث والخليجيات بمنتهى القوة والروعة حينما كانت هاوية تبحث عن فرصة، ولما تمكنت ورمت الشهرة شباكها عليها، ظهرت ذات مساء على فضائية ما، وطلب منها المشاهدون والمشاهدات "من أمثال هاي وبتعقد والقسييم وأحبك موووت"، أغنية، وانتظرت شخصياً بفارغ الصبر ذلك، فإذا بها بدل أن تبدأ بالموال بدأت بإحم إحم صوتي شوية تعبان .. قلت السالفة فيها "سوبر سطار وليس سوبر ستار".&إذن هي لعبة تقنية ليس الا ، حينها وعلى ما أذكر، وبدل أن أقول "ياسلام&ياسلام ياعيوني"&، قلت يا سلام يا ديجتال ياسوني... بس خلاص !!
[email protected]
&
ننتظر الأغنية بعد سيل المكالمات تلك،&ونفاجأ بصوت مطربتنا الحلوة، وإذا به نشاز ومبحوح ومشروخ، من هنا حتى آخر نقطة حياة في القطب الشمالي تصدح قائلة، "إحم إحم معليش أصل صوتي شوية تعبان .. أخذت برد". "معليش يعذروني حبايبي من شان عيونكن راح أغني مقطع صغير". هذه "الاحم الاحم" تتكرر مرات ومرات كل ما طلب منها الغناء، ونحن نسمع وقد فقدنا المتعه في السماع وبقيت المتعة في النظر.
طرحت هذه المقدمة كي أنبـّه الى الإنجاز الكبير، الذي تحقق في عالم التسجيل الديجتال والقدرات العلمية الرهيبة، التي توافرت في ميدان تقنية الفلتر والمصفيات، حتى غداً "كل غراب ينعق مطرب"، وكل بومة نشاز مطربة لينقذ الفلتر مايمكن إنقاذه، ويحسـّن الكليب مايمكن تحسينه. ولعلّ ثلاثة أرباع المتواجدين على الساحة الغنائية في الوقت الراهن، مدانين بشكل كبير لشركات السوني والباناسونيك والياماها نظير خدمات تلك الشركات لهؤلاء في تغطية وتعمية العيوب والخدوش والشروخ الصوتية، وإيصالها إلى الناس وإلى الآذان، بطريقة مغرية جداً و"حلوة أوي ومهضومة كتير وزينة وايد وجميلة بالزاف وكويسه برشه وطيبة هواية" .. وبارك الله في عصر الديجتال الذي فتح بيوتاً وأسواقاً وأرزاقاً.
يتذكر كبار السن، ولست واحداً منهم للأسف، تلك الأيام الخوالي التي كانت فيروزة الفن فيروز تصدح بصوتها الأخآذ في أرجاء بعلبك،&وفي معرض دمشق الدولي "دبكة قدمكن عالارض هدارة انتوا الاحبة والكن الصدارة"، وليأتي نصري شمس الدين ليملأ أدراج بعلبك صوتاً وقوة وليكمل الثالوث الرائع، وديع الصافي بمووايله الجبلية، لتشعر أن الجبل قد فتح أذنيه ليتشنف سماعاً وطرباً ومتعة.
حتى مطربة العرب الكبرى الست "سومه"، كانت تقف على الخشبة ثلاث ساعات وهي تجر الكوبليه في إثر الكوبليه، والمذهب في إثر المذهب، ماسكة منديلها الوردي، لابسة نظارتها السوداء لتملأ جنبات المسرح فنا وسحراً وإبداعاً.
جيل الميكرفون والديجتال، جيل الفلاتر والمصفيات. جيل التركّات والتقنيات، يجب أن يحمدوا الله على نعمة العلم والتطور التي وهبها لخلقه، الذين تمكنوا من لإصلاح ما أفسده الدهر وتجميل ما لعب به الزمان وتربيط الاحبال الصوتية من أجل فتح تلك البيوت.
العقود والسهرات، والمهرجانات والكليبات والفضائيات والسمرات، والأعراس والأغاني الخاصة، كلها في ذمة شركة السوني والباناسونيك والياماها، وكل شركات تقنية الديجتال فهي المبدعة الحقيقة في حديقة الفن وهي اللاعبة الأفضل في ملعب الابداع.
هل تريدون مثالاً على مطربي الاحم الاحم !! فنانة شابة كانت تصدح بصوتها الجميل في برنامج السوبر ستار وتغني المووايل والتراث والخليجيات بمنتهى القوة والروعة حينما كانت هاوية تبحث عن فرصة، ولما تمكنت ورمت الشهرة شباكها عليها، ظهرت ذات مساء على فضائية ما، وطلب منها المشاهدون والمشاهدات "من أمثال هاي وبتعقد والقسييم وأحبك موووت"، أغنية، وانتظرت شخصياً بفارغ الصبر ذلك، فإذا بها بدل أن تبدأ بالموال بدأت بإحم إحم صوتي شوية تعبان .. قلت السالفة فيها "سوبر سطار وليس سوبر ستار".&إذن هي لعبة تقنية ليس الا ، حينها وعلى ما أذكر، وبدل أن أقول "ياسلام&ياسلام ياعيوني"&، قلت يا سلام يا ديجتال ياسوني... بس خلاص !!
[email protected]
&
التعليقات