"إيلاف"&من لندن: خلافا لكل الدعوات التي بدأت عبر تصريحات لمسؤولين في عواصم غربية عديدة بضرورة محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي اعلن عن اعتقاله اليوم أمام محكمة دولية لجرائم الحرب، فإن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، قال "مصير صدام أمر يقرره الشعب العراقي وحده".
وفي مؤتمر صحافي مقتضب عقده في مقر رئاسة الحكومة البريطانية بعد ظهر اليوم إثر عودته من مقره الريفي في ضاحية تشيكرز من بعد أنباء اعتقال صدام حسين، قال رئيس الحكومة البريطانية أن "أقلية صغيرة وعناصر من الخارج كانت مستفيدة من استمرار وجود صدام حسين".
ولكنه دعا السنة العراقيين وعناصر حزب البعث الحاكم سابقا في العراق إلى الانضمام مع بقية الأطياف السياسية والطوائف الدينية والأعراق والأقليات العراقية الأخرى من أجل بناء عراق المستقبل الديموقراطي الحر.
وقال بلير "اعتقال صدام أخبار عظيمة، ليس لنا بل لجميع العراقيين ولمنطقة الشرق الأوسط"، وأضاف "باعتقاله فإننا نسحب البساط من كل الدعوات التي يدعيها البعض بأن الغرب يحارب الإسلام".
وأشار رئيس الوزراء البريطاني إلى أن المسلمين كانوا هم أكثر المتأثرين من قمع حكم صدام "والمقابر الجماعية التي اكتشف فيها 400 ألف ضحية من ضحايا إرهاب صدام حسين تثبت صحة مواقفنا من ذلك الحكم الذي ذهب بلا عودة".
وقال مراقبون أن تلميح رئيس الوزراء البريطاني إلى دور السنة العراقيين وعناصر حزب البعث السابق، ودعوته إلى مشاركتهم في مسيرة إعمار العراق تشير إلى خشية من لندن التي شاركت في التحالف الذي اسقط حكم صدام حسين (السني البعثي) تنفيذ عمليات مقاومة انتقامية كرد فعل على اعتقال صدام.
وقال بلير "اليوم انتهت الأسطورة، ولم يعد شبح صدام قائما يوثر على العراقيين وخططهم لإعمار في العراق، لقد ذهب الخوف من قلوب العراقيين إلى الأبد، وهو لن يعود مرة أخرى".
وكان قادة حزبيون بريطانيون، سارعوا اليوم إلى المطالبة بتقديم الرئيس العراقي السابق إلى محكمة دولية مخصصة لجرائم الحرب، على غرار تلك التي أقيمت لمحاكمة الزعماء الصرب وغيرهم خلال الحرب الأهلية في يوغوسلافيا السابقة.
لكن تصريحات بلير على ما يبدو تأتي منسجمة مع القرار الذي اتخذ الأسبوع الماضي بالتعاون بين سلطات الاحتلال ومجلس الحكم الانتقالي بإقامة محاكم داخل العراق وليس في خارجه لمحاكمة أركان الحكم المنهار.
التعليقات