"إيلاف" من دبي: على رغم الدهشة التي اصابت الكثير من العراقيين والعرب بسقوط "الطاغية" صدام حسين، غير ان عرض صوره وقوات الاحتلال تفتش بين ثنايا شعره الاشعث عن حشرات او "قمل"، لا بد وان يثير تساؤلات حول قانونية عرض صور على الملأ لزعيم عربي "سابق" دون مراعاة العرف الدولي الذي يركز على وجوب المحافظة على كرامة الشخصيات العامة في جميع الظروف.
قد يبرر الامريكيون هذا بان الصور التي ارسلتها قوات التحالف الى وسائل الاعلام تظهر الرئيس رالعراقي تأتي في اطار الفحوصات الطبية التي خضع لها بعد اعتقاله. ولكن، لا شك ان اظهار شخصية عربية عامة حتى لو كانت مرفوضة وغير مرغوب فيها من قبل الغالبية العظمى من الشارع العربي، بشعر اشعث ولحية مطلقة على حالها، وملابس غير مهندمة، تثير تناقضات مختلفة داخل الانسان العربي وتسرق فرحة سقوط زعيم استبد وقتل وعذب الكثيرين من الشعب العراقي.
وبالفعل بدأت بعض القنوات الفضائية تطرح تساؤلا عن مدى قانونية عرض صور لصدام وهو يبدو وكأنه "من اهل الكهف"، مثلما اثيرت تساؤلات حول قانونية عرض صور ولديه على شاشات المحطات الفضائية وهما مشوها الوجه والجسد.
لا شك ان صدام استطاع، وهو في الحكم وبعد سقوط تمثاله، والان، بعد اعتقاله من قبل قوات الاحتلال ان يثير تناقضات في مشاعر الكثيرين في الشارع العربي، فهو رغم استهجان الكثيرين من ممارساته القمعية وهو في الحكم، استطاع ان يستقطب تعاطف البعض بواسطة استخدامة ورقة تهديد الدولة العبرية بصواريخ عفى عليها الزمن، وتمكن من اثارة مشاعر البعض بسقوط تمثاله بايد غير عربية، والان، يثيرها حين التقطت قوات التحالف صورا له ، وهو في اسوأ حالاته.
وكانت الادارة الامريكية قد صبت جام غضبها على احدى القنوات العربية حين عرضت شريطا مصورا من قبل التلفزيون العراقي، لاسرى وجثث امريكيين اسروا وقتلوا على ايدى القوات العراقية السابقة في بداية الحرب.
التعليقات