نصـر المجالي من لندن: رسم كاريكاتوري نشرته أمس صحيفة "التايمز" البريطانية كأنما رسامه الشهير بازيغر كان يرد فيه على تساؤلات "إيلاف" غداة القبض على صدام حسين، والمتمثلة بمدى قدرة الولايات المتحدة حفظا لماء وجهها على القبض على زعيم شبكة "القاعدة" المنشق السعودي أسامة بن لادن.
والرسم لم يكن إلا "اسكيتش" بقلم الرصاص منقول عن الصورة الأصل لشريط فيديو القوات الأميركية الخاص بالفحص الطبي لصدام وتحديد هويته، ونشر على الصفحة السادسة من الصحيفة البريطانية المعروفة وشرحه يقول "من هنا نعرف مكان بن لادن"، أي من حنجرة صدام حيث كان طبيب أميركي يسلط عليها أشعة ليزر لفحصها واخذ عينات من بصاقة لتحديد هويته عبر الاختبار الجيني (دي إن أيه).
والأمر الآخر المرتبط في ذلك، هو أن "يلاف" وضعت يدها عبر متابعتها لحدث اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين، إذ تكشف لدى بحثها أن عملية (الفجر الأحمر) التي شنتها القوات الأميركية لاعتقال الطاغية، من بعد ثمانية اشهر من المطاردة ولعبة القط والفأر، استوحت إسمها من فيلم هوليوود الشهير "الفجر الأحمر".
وهذا الفيلم الذي أخرجه في مطلع الثمانينات الماضية جون ميليوس وشارك بطولته الممثلان العالميان جنيفر غراي وباتريك سويزي، وتم تصويره في نيومكسيكو ، يتحدث عن مغامرات أدت إلى صدقية النص حالها حال فيلم رامبو.
وملخص فيلم "الفجر الأحمر" الذي أثنى عليه الرئيس الأميركي الجمهوري الأسبق رونالد ريغان ووزير خارجيته آنذاك الكسندر هيغ على أنه يمثل الحقيقة التي يواجهها العالم الحر، يشير إلى أن الولايات المتحدة وهي تتعهد زعامة العالم الحر عليها مسؤوليات كبيرة لمواجهة مؤامرات إجهاض الحرية في العالم الحر الجديد.
والفيلم يشير على أن الحرية العالمية تواجه خطرا شديدا بغزو سوفياتي للولايات المتحدة على أيدي رجال حرب العصابات المتشددين وحاملي أفكار أيدولوجية شيوعية، وهؤلاء حاولوا عبر حرب نووية مدعومة من الاتحاد السوفياتي& كسب النصر في المعركة عبر كل السبل المتاحة وإجهاض الدور الأميركي لقيادة النظام العالمي الجديد بحرية تكفل حقوق الجميع وتحافظ بالدرجة الأولى على المصالح القومية الأميركية.
ويشير الفيلم الذي كان الأعلى عرضا في العالم في بدء الثمانينات الفائتة في معطياته التي أشرفت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) على بعض منها وكذلك وزارة الخارجية، إلى أن العصابات الشيوعية قررت في خطتها العسكرية إلحاق هزيمة شنيعة بالولايات المتحدة عبر استخدام سلاح متقدم هو القوة النووية.
ولكن النتيجة كانت هي أن الولايات المتحدة أعلنت حال المقاومة الشعبية الشاملة لإنقاذ ليس الولايات المتحدة وحسب من الفيروس الشيوعي الأحمر، بل البشرية جمعاء.
وفيلم (الفجر الأحمر) يعطي ذات الأبعاد في معانيه التي أعطاها فيلم (رامبو) الشهير الذي عرض أيضا في مرحلة رئاسة رونالد ريغان للولايات المتحدة.
وفي الأخير، يبدو أن القوات الأميركية استوحت خلال حملتها المؤلفة من 600 عسكري من دون إطلاق رصاصة واحدة ضد مخبأ الرئيس العراقي السابق صدام حسين إسم هذا الفيلم، للتأكيد للجماهير الأميركية والمتعاطفة معها أن اعتقال الديكتاتور العراقي هو دفاع عن حرية الجميع وكذلك المصالح الأميركية القومية العليا، على اعتبار أن أميركا هي الزعيمة الوحيدة للعالم الحر راهنا.