"إيلاف" من القاهرة: في سابقة سياسية هي الأولى من نوعها في تاريخ الأحزاب المصرية ـ الحاكمة والمعارضة على حد سواء ـ ومنذ قيام حركة الضباط في 23 تموز (يوليو) عام 1952 وحتى الآن، تخلى اليوم الأربعاء خالد محيي الدين عن منصبه كرئيس لحزب التجمع التقدمي (اليساري) المعارض في مصر، في مؤتمره العام الخامس، وتم انتخاب أمينه العام، الدكتور رفعت السعيد رئيسا للحزب بالاجماع، الأمر الذي لقي ترحيباً من قبل أعضاء الحزب، هذا ومن المقرر ان تجرى انتخابات أعضاء الحزب واللجان في السادسة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي، على أن يتم اعلان النتيجة صباح غد الخميس.
وقال رئيس الحزب الجديد، د. رفعت السعيد في تصريحات لـ (إيلاف) عبر الهاتف، إن خالد محيي الدين مؤسس للحزب صاغ تقاليده وافكاره، ولأنه ظاهرة لن تتكرر فإن التجمع ايضاً ظاهرة لن تتكرر قادرة على ادارة العمل الداخلي بكفاءة والخلافات بطريقة صحية"، لافتاً إلى "أننا في صدد حزب&يسير بدرجة عالية من القدرة بغض النظر عن الاشخاص".
واشتهر رفعت السعيد ببراعته التنظيمية، وقدرته على محاصرة معارضيه، ونجح إلى حد مذهل في الانتقال من العمل السياسي السري الى ادارة حزب التجمع منذ النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي حتى آلت اليه مقاليد قيادة الحزب.
وبهذه الخطوة يكون خالد محيي الدين أول رئيس حزب يترك منصبه طواعية، الذي استمر يشغله قرابة ربع قرن في سابقة لم يشهدها اي من الاحزاب المصرية منذ عودة التعددية للنظام السياسي في مصر عام 1978، ومحيي الدين عضو مجلس قيادة "ثورة" 23 يوليو 1952 في مصر وضابط سلاح الفرسان والرئيس المؤسس لحزب التجمع التقدمي "اليساري".
وتأتي هذه الخطوة ضمن فعاليات المؤتمر العام الخامس للحزب الذي يدشن بذلك سابقة تاريخية في المشهد السياسي المصري، حيث لم تشهد أحزاب المعارضة المصرية تغييراً في رئاستها إلا بوفاة رئيسها، كما هو حال الحزب الحاكم تماماً.
يذكر أن خالد محيي الدين سبق له أن رفض بشدة ما طرحه بعض أعضاء الحزب لاستمراره في موقعه كرئيس للحزب لمدة رئاسة ثالثة، كما رفض أيضاً إجراء أي تعديلات في لائحة الحزب حول المادة التي لا تجيز لكل من تولي موقعا قياديا ان يستمر فيه لأكثر من دورتين، وكانت اللجنة الرباعية التي شكلها الحزب لدراسة تعديلات اللائحة قد ناقشت ما طالب به الاعضاء من ضرورة استمرار القيادات الحالية في مواقعها، وتم تأجيل اتخاذ قرار بعد ان طلب الاعضاء اجراء اتصال بخالد محيي الدين لاقناعه بالتعديل وبقائه إلا ان الرفض كان من نصيب كافة مقترحاتهم.