"ايلاف"&من دبي: يبدو ان الرئيس الامريكي جورج بوش الابن يحتاج الى اكثر من رأس صدام ليعيد الاقتصاد الامريكي وغيره من الاقتصادات العالمية الى وضعها الطبيعي، فبعد ان ذهبت "سكرة" الاسواق بالقاء القبض على الرئيس العراقي صدام حسين، جاءت "الفكرة" بان "عمليات التخريب" في العراق لن تتوقف وان الاستقرار في هذا البلد الذي يعد من بين اكبر الدول المنتجة للنفط يحتاج الى اكثر من اختفاء صدام ليستقر.
وبعد ان انتعشت الآمال في انخفاض اسعار "الذهب الاسود" و"المعدن الاصفر" بمجرد القاء القبض على الرئيس المخلوع صدام حسين، عادا اليوم الى التحليق من جديد، وبعد ان شمت الاسهم العالمية والدولار قليلا من انفاسهما، عادا الى ما كانا عليه قبل عملية "الفجر الاحمر" واسوأ.
&فلم تكد آمال تجار ومستثمري "الذهب الاسود" تنتعش بتراجع اسعار النفط في الاسواق الفورية العالمية كردة فعل لالقاء القبض على صدام حسين بمقدار 52 سنتا للبرميل ليصل الى 29,85 دولار لبرميل برينت، حتى عادت اليوم الى الارتفاع من جديد بمجرد ان اعلن ان انابيب النفط في شمال العراق تعرضت لعملية تخريب، فقفز سعر البرميل الى 30,20 دولار.
وكما عادت اسعار النفط الى الارتفاع من جديد، فان "المعدن الاصفر" غير مساره وعاود قفزاته التصاعدية، وهو الذي لا يتألق الا بالازمات، ويبدو انه استشعر ان القاء القبض على صدام ليست بكافية لحل الازمة العراقية، فبعد ان انخفض ثلاث دولارات دفعة واحدة بعد الاعلان عن اعتقال صدام حسين ليصل سعر الاونصة 407 دولارات، عاد اليوم ليرتفع الى 108 دولارات.
اما الدولار الذي يعاني من نكسات غير مسبوقة، فلم يكد يشم انفاسه قليلا امام اليورو وجميع العملات العالمية الاخرى، حتى عاد لينزلق من جديد مع تراجع التفاؤل بشأن القبض على صدام ووصل الى 1,236 مقابل العملة الاوروبية الموحدة، كما حلق الاسترليني والين امام العملة الامريكية التي ما زالت تحتاج على ما يبدو الى الكثير لتستعيد عافيتها.
والاسهم العالمية ليست استثناء، فقد عادت هي الاخرى الى معدلاتها التي كانت عليها قبل القاء القبض على صدام،اذ عادت الى الواقع بعيدا عن الاحلام، بعد ان اصطدمت بان امامها نتائج الشركات ومرض سارس والوضع الاقتصادي، فتراجعت البورصة اليابانية بعد انباء عن ان مرض سارس لم ينته نهائيا في اسيا، ليعود مؤشر "نيكاي" الى مستويات 10,092 نقطة.
وبعد ان وصل مؤشر ناسداك الى مستويات 1,980 نقطة بعد الاعلان عن اعتقال الرئيس العراقي المخلوع، تراجع الى اكثر مما كان عليه قبل اعلان الخبر، حيث بلغ اليوم 1,925 نقطة، كما تراجعت الاسهم الاوروبية بعد ان اعلنت سنغافورة ان صادراتها من الالكترونيات انخفضت خلال الشهر الماضي.